حماية لبنان.. بعناصر قوته أو بالتخلي عنها؟؟

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حماية لبنان.. بعناصر قوته أو بالتخلي عنها؟؟, اليوم الخميس 12 يونيو 2025 11:08 مساءً

ذوالفقار ضاهر

يطالعنا البعض في لبنان منذ فترة بالمطالبة بضرورة تسليم سلاح المقاومة بحجة ان ذلك هو السبيل الوحيد لمنع العدو الاسرائيلي من تنفيذ اعتداءاته على بلدنا، بدون ان يقدم هؤلاء أي حجة منطقية واضحة وقوية تدلل على صدق ما يدعون به.

وهناك فريق لبناني يرفض حتى فكرة الحوار الذي تحدث عنها اكثر من طرف على رأسهم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، للبحث في ملف السلاح والوصول الى صيغة مناسبة وجدية للاستراتيجية الدفاعية عن لبنان، بما يؤمن حماية البلد امام الأخطار الخارجية لا سيما العدوانية الاسرائيلية.

وكل ما يسوقه البعض في لبنان هو مجرد وعود أميركية أو غربية في الظاهر، ولكنها ضمنا طلبات إسرائيلية، لانها لا تخدم سوى مصالح وامن الكيان الصهيوني، فالعدو ارتكب كل ما ارتكبه في لبنان ليصل في لحظة لتحقيق أحلامه بأن المقاومة انتهت في هذا البلد وسلمت سلاحها بما يضمن له حرية مطلقة بالاعتداء على لبنان كما يفعل في فلسطين وسوريا.

حزب الله - المقاومة الاسلاميةوالحقيقة ان البعض في لبنان يسير مع هذه الطلبات الاسرائيلية سواء أدرك ذلك، أم انه يخضع بدون إدراك للدعاية الإعلامية التي يسوقها العدو ومن معه من أنظمة إقليمية وغربية بما تملكه من قدرات إعلامية كبيرة، في إطار الحرب النفسية للضغط على الرأي العام اللبناني، واللافت في هذا الإطار ان هناك من يستخدم عبارات مضمونها “ضرورة ان يلحق لبنان بالركب”، او “ان يتمكن لبنان من صعود الى القطار” وغيرها من المفردات التي توحي بالحديث عما يسمى “السلام والتطبيع مع العدو….”.

لكن هل من يطالب بتسليم السلاح يعتقد فعلا بإمكانية حماية لبنان من العدوانية الاسرائيلية؟ هل هذا الفريق الذي يركز سهامه اليوم على المقاومة وحزب الله يدرك مخاطر ترك لبنان مجردا من كل عناصر قوته امام العدو الاسرائيلي الذي يرتكب كل الفظائع في غزة على مرأى ومسمع العالم بدون ان يحرك أحدا ساكنا؟ وكيف سيقنعنا هذا الفريق الذي يطالب بتجريد لبنان من عناصر قوته ان هذا البلد لن يُحتل ولن تتكرر فيه المشاهد التي تحصل في غزة وسوريا؟

المقاومة الاسلامية - حزب الله - طوفان الأقصىحول كل ذلك قال مدير “المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء” الدكتور زكريا حمودان في حديث لموقع قناة المنار “في موضوع تسليم السلاح، المطروح في هذا السياق هو في حقيقته حماية الكيان الإسرائيلي”، واضاف “أما من يتحدث عن استراتيجية دفاعية، كما تقول المقاومة، وكما صرّح رئيس الجمهورية جوزاف عون فإن ذلك يدلّ على وجود إرادة لدى هذين الطرفين للاستفادة من قوة هذا السلاح في سبيل حماية لبنان”، واعتبر ان “هذا أمر طبيعي جدا، فالمقاومة متقدمة في هذا المجال، غير أن الظروف السياسية لم تكن مواتية في السابق لتحقيق هذه الرؤية، وفي كل مرة كانت تُطرح فيها إمكانية تنظيم هذه المسألة، كان هناك من يعيد فتح ملف تسليم السلاح”.

وقال حمودان “أنا أكرر هنا مصطلحا وأطلب التشديد عليه: لا يوجد في القاموس شيء اسمه تسليم سلاح“، واشار الى ان “ما هو مطروح وما يمكن مناقشته، هو فقط إمكانية التوصول إلى استراتيجية دفاعية للبحث في كيفية الاستفادة من هذا السلاح”، ولفت الى ان “هذا ما يشدد عليه حزب الله ورئيس الجمهورية جوزاف عون بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة”.

المجازر في غزةورأى حمودان ان “الفريق السياسي الذي يركّز هجومه على سلاح المقاومة، فهو لا يحرص على تحصين لبنان أو حمايته من الأخطار، بل يسعى إلى خدمة المشروع الأميركي والإسرائيلي”، وتابع “بالنسبة لهؤلاء، ما يُرتكب من مجازر في غزة اليوم، هو نموذج لما يطمحون لتطبيقه بحق كل من أيّد المقاومة في السابق”، واضاف “إذ إن موضوع السلاح، في حقيقته، أُدرج ضمن حسابات التصفية الداخلية، وهو أمر لن يُسمح به”.

واشار حمودان الى ان “لبنان قد تعرّض سابقا للاحتلال وتم تحريره بفعل المقاومة”، وتابع ان “الجغرافيا تفرض نفسها وتُحتّم علينا أن نرفض الاحتلال والذل، ولذلك تحررت الأرض ولن نسمح بتكرار أخطاء الماضي”، واضاف “بكلمات واضحة، لبنان ليس غزة وليس سوريا، ففي لبنان شعبٌ ومقاومة وأرضٌ محروسة لتُحمى وتُحرّر، لا لتُحتل”، وأكد “لن نسمح أن يُعامل لبنان كغيره من الدول أو المناطق التي يعبث بها العدو الإسرائيلي دون رادع وكأن شيئًا لم يكن”، وشدد على ان “هذا السلاح هو ما يحمي لبنان وهو جزء لا يتجزأ من مشروع الدفاع عنه”.

وهنا من المفيد إعادة التذكير بما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته يوم 18-04-2025 حيث أشار الى ان “الاستراتيجية الدفاعية، موضوع لا علاقة له بنزع سلاح أو سحبه، هو مناقشة المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية في سياسة دفاعية متكاملة. هذا النقاش، ‏حينها نرى ما موقع المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية؟ ما المطلوب منها؟ قوة لبنان كيف نصنعها؟ هل سنتقدّم ‏بمقترحات أو بأعمال تساعد من أجل أن يُصبح لبنان أقوى وكيف؟ كيف نقوّي الجيش اللبناني؟ كيف نستفيد ‏من المقاومة وسلاح المقاومة؟ هذه الاستراتيجية الدفاعية، استراتيجية لبنان وقوة لبنان…”.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق