الإخوان.. التنظيم الذى أراد خطف الوطن

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإخوان.. التنظيم الذى أراد خطف الوطن, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 03:31 مساءً

ونتناول في الجزء السادس من هذه الدراسة المهمة للغاية عدداً من المحاور المهمة التي تلقي الضوء علي مزيد من التفاصيل الخاصة بالتكوين الأيديولوجي للجامعة وما تستند إليه من أسانيد فقهية لتنفيذ مشروعها السياسي.

التأصيل العقائدي للحكم باسم الدين 
يقول الدكتور محمد خفاجي "منذ نشأتها، لم تطرح جماعة الإخوان الإرهابية الإسلام كمنهج أخلاقي أو إصلاحي فقط، بل كمشروع شمولي يشمل الدولة والمجتمع، وفي أدبيات حسن البنا: "الإسلام دين ودولة، مصحف وسيف"، وهي مقولة تختصر نزع القداسة علي مشروعهم السياسي، وقد ربطوا بين معارضة الجماعة ومعارضة الدين نفسه، في سابقة خطيرة جعلت خصومهم السياسيين يُتهمون بالكفر أو "محاربة الشريعة"، وفي سبيلهم إلي ذلك استخدموا نصوصًا دينية من خارج سياقها، مثل آية "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" لتكفير خصومهم أو اتهامهم بالجاهلية".

إعادة تأويل الشريعة لخدمة السلطة
ويذكر الدكتور محمد خفاجي "اعتمدت الجماعة على فقه الضرورة، وتفسيرات ضيقة لمفاهيم مثل "الولاء والبراء" و"الحاكمية"، لتبرير التحالف مع أنظمة أو جماعات متطرفة، طالما أن ذلك يخدم "التمكين"، وقد طوّعوا المفاهيم الإسلامية لتتناسب مع سياساتهم المتغيرة، فمثلًا: الديمقراطية تُقبل حين توصلهم للسلطة، وتُكفّر حين تُقصيهم، وفي أثناء وجودهم في الحكم، لم يعملوا على تطبيق الشريعة فعليًّا بقدر ما استخدموا الحديث عنها كأداة تعبئة وتخويف".

خطاب ديني دعائي تعبوي
ويوضح الدكتور محمد خفاجي "في فترة حكمهم في عامهم الأسود استخدموا منابر المساجد، والمنصات الإعلامية، والدروس الدعوية لنشر خطاب مزدوج: مهادن في العلن، متطرف في السر، وتم إنتاج محتوي هائل يركز علي فكرة "الجهاد"، و"المؤامرة على الإسلام"، و"الولاء للجماعة باعتبارها طريق النجاة"، وقد سيطروا علي خطاب ديني شعبي يربط الخلاص في الدنيا والآخرة بولاء الفرد للجماعة، وليس لله أو للدين مباشرة".

جوهر القداسة التنظيمية.. الطاعة فوق العقل
يركز الدكتور محمد خفاجي على نقطة مهمة فيقول "تم بناء الجماعة وفق هيكل سري هرمي يعتمد على "البيعة"، حيث يبايع العضو المرشد العام على السمع والطاعة، حتى لو تعارض الأمر مع قناعاته أو المصالح الوطنية، وهذه البيعة جعلت الجماعة أقرب إلى طائفة مغلقة منها إلي تيار سياسى، حيث يتم التعامل مع المرشد وكأنه "ظل الله على الأرض".

ويضيف "صفوة القول إن الدين في قبضة التنظيم، والجماعة لم تسعَ لتقريب الناس إلي الدين، بل جعلت الدين وسيلة لاحتكار السياسة، وتكفير الخصوم، وتبرير العنف، استخدمت اللهجة الدينية لإضفاء شرعية زائفة علي ممارسات سلطوية، مما شوّه صورة الإسلام لدي كثير من الشعوب".

"القاعدة" و"داعش"، تأثرا بالفكر القطبي الإخواني خاصة مفاهيم: الحاكمية والجاهلية والتكفير والجهاد الهجومي لتغيير الأنظمة.

يذكر الدكتور محمد خفاجي "معظم التنظيمات الجهادية، مثل "القاعدة" و"داعش"، تأثرت بالفكر القطبي الإخواني وخاصة مفاهيم: الحاكمية والجاهلية والتكفير، والجهاد الهجومي "لتغيير الأنظمة والمجتمعات" فمثلاً أيمن الظواهري، منظّر "القاعدة"، كان من المتأثرين المباشرين بسيد قطب، بل اعتبر كتاباته "اللبنة الأساسية لفهم الإسلام الحقيقي"، بحسب تعبيره."

الجذور المشتركة بين جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات الإرهابية في المنهج والأفكار "تحالفات ميدانية- ميليشيات مسلحة".

يوضح الدكتور محمد خفاجي "رغم إعلان جماعة الإخوان الإرهابية تبني الوسائل السلمية. إلا أن تاريخها يتضمن تشكيل "الجهاز الخاص" "الجناح العسكري" في الأربعينيات، والذي تورط في اغتيالات وتفجيرات، وبعد ثورة 30 يونيه 2013، ظهرت فصائل جديدة في سيناء والقاهرة تستلهم خطاب الإخوان وتستخدم رموزهم، مع تبادل واضح للدعم المعنوي والتعبئة الإعلامية".

ويضيف "وظهرت تحالفات ميدانية مع ميليشيات مسلحة، ففي ليبيا دعمت جماعة الإخوان فصائل مسلحة مثل "ميليشيا فجر ليبيا"، واستفادت من الفوضي لتوسيع نفوذها، وفي سوريا تواصلت الجماعة مع فصائل إسلامية مسلحة ضمن جبهة النصرة وبعض الكتائب القطرية التمويل، وفي اليمن جماعة الإخوان "ممثلة في حزب الإصلاح" واجهت اتهامات بالتحالف مع تنظيمات مسلحة لتحقيق أهدافها في الصراع الداخلي".

إعلام جماعة الإخوان الإرهابية..
منصة دعم للعنف ضد مؤسسات الدولة

ويشير الدكتور محمد خفاجي " بعد فض اعتصام رابعة في مصر، تحوّلت قنوات الجماعة إلي منابر تحريض صريح علي القتل والانتقام، مع تمجيد "العمليات النوعية" ضد مؤسسات الدولة، وقد ظهرت مصطلحات مثل "القصاص الثوري"، و"الثأر للدماء"، في الخطاب الإعلامي لقنوات مثل "مكملين" و"الشرق" و"وطن"، وهذه القنوات أدّت دورًا تعبويًّا نفسيًّا خطيرًا دفع بعض الشباب الهش إلي حمل السلاح".

تقارير استخباراتية أقرّت بخطورتها الأيديولوجية وعلاقتها بالتنظيمات الإرهابية لا تتوقف عند التأثير النظري، بل تمتد إلي التنسيق العملي في ساحات الفوضي السياسية.

يذكر الدكتور محمد خفاجي "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يصنفوا الجماعة إرهابية رسميًا، لكن تقارير استخباراتية كثيرة أقرّت بخطورتها الأيديولوجية، أما في روسيا ومصر والسعودية والإمارات والبحرين صنّفت الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا رسميًّا بسبب هذه الروابط المباشرة وغير المباشرة بالتطرف والعنف".

ويختتم "صفوت" القول أنه رغم محاولات الجماعة تسويق نفسها كتنظيم معتدل، فإن الواقع يكشف عن جذور عنيفة ومنهج تحريضى يوفر بيئة خصبة لولادة التطرف.

العلاقة بين الجماعة والتنظيمات الإرهابية لا تتوقف عند التأثير النظرى، بل تمتد إلى التنسيق العلمى فى ساحات الفوضى السياسة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق