نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يلعب بمصير المنطقة وايران: عليّ وعلى اعدائي, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 03:18 صباحاً
للمرة الثانية تلتقي المصادر الدبلوماسية العربية والغربية على نقطة واحدة وهي ان المنطقة تنتظر حدثاً عسكرياً كبيراً، ستمتد مفاعيله الى دول كانت بعيدة نسبياً عن التوترات والخطورة العسكرية. المرة الاولى التي التقت فيها المصادر نفسها على حدث عسكري كبير كانت بعد عملية "طوفان الاقصى"، والتحذيرات من ان صيف 2024 سيكون حامياً، وفي وقت كانت التوقعات تشير الى شهري حزيران وتموز في حينه، اشتعلت النيران بشكل كبير في لبنان تحديداً في شهري ايلول وتشرين الاول من العام الماضي، ولا حاجة للتذكير بها، ولا بتداعياتها على المنطقة بأسرها من غزة الى لبنان وسوريا العراق واليمن وحتى... ايران.
اليوم، يعلو صوت المصادر الدبلوماسية العربية والغربية، وتشير الى ان رئيس الوزراءالاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحد عن خطته الموضوعة منذ اليوم الاول بعد عملية "طوفان الاقصى"، وهو عازم على تغيير المنطقة بما يناسبه شخصياً، غير عابئ بالاخطار والكوارث والمشاكل التي ستنجم عن مثل هذه "المغامرة المجنونة"، طالما انها ستبقيه "الرجل القوي". خطة الهروب الى الامام التي انتهجها نتنياهو اثبتت انها كانت مفيدة له، فهو بقي في الحكم وتحدّى الجميع، بمن فيهم محكمة العدل الدولية، واخضع كل من كان بمقدوره التحكم به او على الاقل "لجمه"، فبات يسرح ويمرح. وعندما تُسأل المصادر نفسها عن كيفية تفسير خضوع الرئيس الاميركي دوناد ترامب المعروف بـ"جنونه" هو الآخر، يكون الجواب ان الصدمة لاحقت الجميع، فترامب فرض رأيه على العالم ووقف في وجه الجميع، الا ان نتنياهو "تمرّد" على ما يبدو، ولا يزال ينجح في هذا التمرّد، على الرغم من انه تكفي كلمة واحدة من ترامب لشلّ اسرائيل كلها، دبلوماسياً وعسكرياً ومادياً، غير ان هذه الكلمة لم ينطق بها الرئيس الاميركي وليس هناك اي مؤشر على انه سينطق بها قريباً. من هنا، تشير المصادر الى ان الكلام عن امكان اندلاع مواجهات عسكرية في المنطقة ككل، جدّي ويثير قلق الزعماء وقادة الدول المعنيّة في المنطقة، وفي الاخص البحرين والكويت والعراق، وهذا ما شعر به الاميركيون ايضاً، فاتخذوا الخطوات التي اعلنوا عنها.
وترى المصادر ان نتنياهو نجح في تعكير صفو العلاقة التي كان تم التمهيد لها بين اميركا وايران، وبعد ان كان الحديث عن تقدم في المفاوضات، تدهورت الاجواء بسرعة، فأعرب ترامب عن تشاؤمه واصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيانها الغريب (والذي، لاسباب لا يعلمها احد، اصبح له قيمته بعد ان كانت اصدرت بيانات عديدة سابقاً تؤكد فيها التزام ايران بالاتفاقات ولم تلق آذاناً صاغية)، وهددت ايران بضرب دول الخليج حيث القواعد والمصالح الاميركية، و"عنتر" نتنياهو بأنه جاهز لضرب ايران... وعلى الرغم من وجود اصوات خفيفة تعتبر ان مثل هذه التطورات لا تكفي لاندلاع مشاكل عسكرية تطال المنطقة بأسرها، الا ان التوجه العام والمعطيات الصادرة عن دبلوماسيين معنيين، تفيد عكس ذلك.
واذا كان صحيحاً ان الغيب لا يعلمه الا الله، وبالتالي ليس هناك من نجاح كامل لاي توقع او رؤية، الا ان القلق يطال الجميع على اعلى المستويات، في انتظار ما ستحمله الايام القليلة المقبلة، فيما يبدو واضحاً ان ايران تقف هذه المرة على مفترق طرق تعلم جيداً انه سيكون مصيرياً بالنسبة اليها، بعد التغييرات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط، ولن يكون من المستبعد اعتمادها مقولة "عليّ وعلى اعدائي" لان ظهرها هذه المرة بات الى الحائط، ولم يعد هناك من جَزر لاغرائها به، وسترد على ضربات العصا كونها مرغمة على ذلك وليست بطلة.
0 تعليق