نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عوائق قاتلة في قلب الحرب التي لن تنتهي حتى تجرفها, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 05:48 مساءً
نشر بوساطة صلاح الداودي في الشروق يوم 24 - 06 - 2025
في هذه اللحظة التاريخية الكبرى والفارقة لا تقف عند خمسة عوائق:
1-عائق الانقسام الفلسطيني وتشوهاته.
2-عائق الصهيونية العربية المتغلغلة في أغلب الأنظمة وفي أعداد كبيرة من الشعوب العاجزة زائد أغلبية التنظيمات السياسية وتشوهاتها.
3-عائق المصالح الدولية المتزاحمة وتعقيداتها.
4-عائق القوى المعادية وتوحشها.
5-عائق ضياع المعرفة التحريرية بين الأسلحة القذرة التي تعبر عنها متلازمة افيخاي-دويري؛ عائق التشوهات المعرفية والإدراكية والنفسية والأخلاقية الناتجة عن الشعبوية الرقمية واحتلال الخوارزميات للعقول والشعوذة الإبراهيمية التدجيلية التي تقدم نفسها على أنها رؤية وفهم للعالم كما تتجلى في خطاب المدعو ترامب ونسخه ومسوخه البشرية المنتشرة على ضفاف الاصطبلات الافتراضية كل وروايته ورايته من كل ألوان الطيف.
انظر إلى الأهداف واعمل على النتائج حتى إذا كنت وحدك. هذا هو التاريخ دائما. بعد وقت طويل تنجلي الحقيقة وينجلي الحق من القوة المحقة وتطوى صفحات وتفتح صفحات جديدة وتتلاشى العوائق.
تدخلت أمريكا ولم يتدخل العرب. تدخلت إيران ولم يتدخل العرب.
لم يتغير الوضع في فلسطين. ولن يتركوا إسقاط النظام الإيراني وكل مقاوم وتضييع المنطقة ومستقبل المقاومة ومستقبل التحرير.
إلى الاقلية غير المخادعة وغير القابلة للخديعة: لا تصدقوا أحدا، هذه الحرب لن تنتهي إلا بالتحرير مهما طال الزمان وعظمت التضحيات. مازالت الفرصة مناسبة للمضي في التحرير وما تفعله إيران أكبر دليل في تاريخ هذا العدو. غير ذلك عبث. لا انتهت الإبادة ولا وقع التحرير، لا انتهى محور المقاومة ولا حقق أهدافا جديدة سوى الصمود وإضعاف العدو وكشف الحقائق، وهذا كبير.
نعيد ونكرر منذ 7 أكتوبر وحتى يومنا هذا. كل تأخر عن تدمير العدو في خط استراتيجي متواصل لاخراج كل قوى الهيمنة والاحتلال من المنطقة وإراحة الإنسانية منها خطأ قاتل. وبالتالي فإن أي حركة وأي دولة مقاومة يجب أن تسير على مبدأ: بادر ولا تنتظر أحدا: هذا هو العنوان الأصح. إذا لم تفعل فإنك تلعب بوجودك في واقع يجعل العالم على هذه الدرجة من الانحطاط. ومن فرط صدمة المدعو ترامب بصنع مستوى له من عدم خلقه له العرب تحت سياط وسائل الدجل الاعلامي، يكاد يعلن نفسه رب التلمود نزل يتمشى على الأرض.
خلاصة:
واجهت إيران العالم لوحدها وفرضت على النيتو وامريكا والصهاينة الهروب من المعركة، فهنيئا لشعبها وقيادتها وقواتها المسلحة.
لم تنته الإبادة ولم يقع التحرير. لم يستفق العرب ولم تتحد كل قوى فلسطين. سيواصلون عدوانهم ومحاولاتهم إسقاط إيران وحركات المقاومة بكل الطرق.
بالمجمل، وفي انتظار جولة الحرب المقبلة، فشل العالم المعادي كله في تحقيق كل أهدافه المعلنة والمبطنة. وفرضت فلسطين مجددا نفسها على أنها السبب الحقيقي لكل ما يجري والغاية الأخيرة من كل ما يجري وسوف يجري. وأما إيران فسوف تستفيد من عدة دروس عسكرية وغير عسكرية. ويبقى العامل الاستراتيجي الأكبر وقوف المجتمع الصهيوني على حقيقة انه سيهرب منها ويغادرها بالقوة في أي وقت من الأوقات في المستقبل ويتركها لأصحابها.
لقد زرعت بذرة مهمة وطيبة لتصحيح الوضع والموقف والتاريخ والمستقبل وقواعد القتال والخطوط الفاصلة ووعي الانتصار. من المؤكد ان خطط الترليونات ستظهر في المستقبل. وكذلك ستظهر مخططات حلف النيتو وأفعاله.
يطل السؤال الفلسفي الكبير برأسه مجددا: كيف نحرر من لا يريد أن يتحرر؟ يمكن فقط أن نذكر في هذا السياق بأن الاحتفاء برفاهية الاحتلال اعتمادا على أمن مستعار مزيف وبوعي تام انه لا يخدم إلا معسكر الأعداء... سيتبدد يوما. وكما ان السيادة والاحتلال لا يلتقيان فإن المقاومة والرفاهية متوازيان.
ستبقى حسابات المستقبل على ما هي عليه، إلا إذا استطاعت ايران اقناع قوة من القوى الإقليمية الآسيوية بجوراها أو العالمية بأمر آخر في يوم ما.
في "إلا إذا" هذه يكمن كل جهد المستقبل حسب رأينا. عدا ذلك استنزاف في الهواء.
.
0 تعليق