«بدأت مسيرتي التدريبية من أقل الدرجات في بلادي، ويمكن القول إنني بدأت من القاع حرفيًا، لكنني تقدمت خطوة خطوة حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن.. لقد كانت رحلة شاقة ومليئة بالتحديات والصعوبات، لكنني فخور بما قدمته من أجل إثبات ذاتي».. بهذه الكلمات وصف الإسباني خوسيه ريفيرو، المدرب الجديد لفريق الأهلي المصري الأول لكرة القدم، نفسه ورحلته في عالم التدريب.
لم يكن طريق التدريب ممهدًا أمام خوسيه ريفيرو المولود عام 1975 في مدينة فيجو، إحدى مناطق إقليم جاليسيا في الشمال الغربي الإسباني، فهو ليس لاعبًا معروفًا في الأوساط الكروية الإسبانية، ولم يشارك أبدًا خلال مسيرته مع أي فريق محترف، واكتفى بمحاولات ضعيفة على مستوى الناشئين والهواة، حتى اعتزاله الكرة وتحوله إلى التدريب.
وبدأ ريفيرو مسيرته التدريبية في سن مبكرة، وتحديد عام 1998، حين تولى قيادة فريق تايس الناشط في الدوريات الإقليمية بعد فترة وجيزة، وبعد ثلاثة أعوام من توليه المسؤولية، أمضى موسمين مساعدًا ومدربًا لفئات الشباب في نادي رابيدو دي بوزاس، قبل أن يعود إلى تايس، الذي دربه لمدة أربعة أعوام أخرى من 2006 وحتى 2010.
وفي عام 2010، عُيّن ريفيرو مدربًا لفريق مونداريز بدوري الدرجة السادسة الإسبانية، وقاده للصعود إلى دوري الدرجة الأعلى، كما كانت له محاولات قصيرة في التدريب داخل أكاديمية الناشئين بنادي سيلتا فيجو المعروف.
وبسبب عدم شهرته واستقراره في بلاده إسبانيا، قرر خوسيه ريفيرو السفر إلى فنلندا عام 2014، للعمل في نادي إف سي هونكا الفنلندي، مدربًا مساعدًا، قبل أن يتولى المنصب ذاته مع أندية فنلندية أخرى، مثل بي كي فانتا، ونادي هلسنكي، خلال الفترة من 2016 وحتى 2018.
وطوال 20 عامًا، من 1998 وحتى 2018، لم يحصل ريفيرو على أي فرصة حقيقية في عالم التدريب، إذ اكتفى ببعض المحاولات مع الناشئين، إضافة إلى عمله مدربًا مساعدًا في إسبانيا وفنلندا، قبل أن يتولى تدريب إنتر توركو الفنلندي عام 2019.
وعرف ريفيرو طريق النجاح سريعًا، إذ قاد الإنتر إلى المركز الثاني في الدوري الفنلندي الممتاز خلال موسمه الأول، واستمر على رأس الإدارة الفنية للفريق حتى عام 2021 قبل الرحيل رسميًا بسبب تراجع النتائج.
وربما أدرك المدرب الإسباني أن مسألة نجاحه في القارة الأوروبية لن تكون سهلة أبدًا، لذلك قرر أخيرًا التحول إلى مكان آخر مغاير، بعد قرار إدارة نادي أورلاندو بيراتيس الجنوب إفريقي التوقيع معه من أجل قيادة الفريق فنيًا خلال الفترة من 2022 وحتى 2025.
وراهن أورلاندو بيراتيس الملقب بـ «القراصنة» على المدرب الإسباني، وبالفعل كان ريفيرو على قدر التحدي، إذ حقق مع الجنوب إفريقي خمسة ألقاب في ثلاثة أعوام، منها كأس جنوب إفريقيا عامي 2023 و2024، إضافة إلى ثلاثة ألقاب متتالية لبطولة «MTN» لأفضل ثمانية أندية في جنوب إفريقيا، وكانت في أعوام 2022 و2023 و2024.
وكان المدرب الإسباني قريبًا من تحقيق المجد القاري مع «القراصنة» في دوري أبطال إفريقيا موسم 2024ـ2025، بعد قيادة الفريق إلى نصف نهائي المسابقة، قبل الخسارة أمام بيراميدز المصري بنتيجة 2ـ3 في مجموع المباراتين.