أكد محللان نفطيان كويتيان اليوم الأحد أن أسعار شحن النفط الخام سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام القليلة الماضية متأثرة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط على خلفية الحرب الإيرانية - الاسرائيلية وما صاحبها من مخاوف بشأن تأثر ممرات الشحن الحيوية لاسيما مضيق هرمز.
وقال المحللان في تصريحين منفصلين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن أسعار تأجير ناقلات النفط العملاقة وغيرها من السفن المتوسطة قفزت بنسب تراوحت بين 15 و25 في المئة مقارنة بفترة ما قبل الأزمة الحالية كما ارتفعت أقساط التأمين على السفن العاملة في المنطقة بشكل كبير تجاوزت في بعض الحالات 30 في المئة.
وأرجع المستشار في مجال الطاقة جمال الغربللي ارتفاع أسعار الشحن إلى الحرب الحالية وزيادة المخاطر الجيوسياسية في منطقة الخليج العربي وبصفة خاصة الممر الرئيسي لتصدير النفط المتمثل بمضيق (هرمز) والذي يمر عبره 20 في المئة من النفط العالمي.
وأضاف الغربللي أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف التأمين على ناقلات النفط من دول الخليج فضلا عن سلسلة من التأثيرات الاقتصادية والسياسية الكبيرة إقليميا وعالميا منها على سبيل المثال ارتفاع أسعار الوقود عالميا وسلاسل التوريد وتكاليف نقل البضائع مما يرفع أسعار تكاليف الإنتاج وبالتالي ينتقل التأثير إلى أسعار السلع الاستهلاكية.
وأوضح أن الدول الرئيسية المستوردة للنفط من الخليج العربي مثل الهند والصين ستواجه تباطؤا في اقتصاداتها وتضحما نظرا لارتفاع فواتير الطاقة.
وأفاد بأنه في حالة "تدهور الأوضاع في الخليج العربي وإغلاق مضيق (هرمز) قد تضطر بعض الدول المصدرة للنفط مثل الكويت والسعودية والعراق والامارات" إلى خفض الصادرات مؤقتا أو تغيير المسارات من خلال ممرات بديلة مثل زيادة الاعتماد على خط أنابيب نقل البترول السعودي الى البحر الاحمر وميناء (الفجيرة) في الإمارات وشمال العراق مما يقلل المعروض في السوق وهو ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية.
وبين أنه في مواجهة هذه التحديات قد تلجأ البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم مما يبطئ النمو الاقتصادي العالمي لافتا إلى هذه التوترات والأوضاع لا تسبب صدمات نفطية مؤقتة فحسب بل قد تعيد هيكلة سياسات الطاقة العالمية وتعزز الاتجاه نحو الاستثمار في بدائل الطاقة بينما تواجه الاقتصادات الهشة خطر ركود حاد.
من جانبه قال الخبير والاستشاري في الشؤون النفطية الدكتور عبد السميع بهبهاني إنه في شهر مايو الماضي انخفضت تكلفة استئجار ناقلات النفط العملاقة من حوالي 40 ألف دولار في اليوم إلى 26 ألف دولار لليوم وهو تراجع يعكس حالة من الفائض في عدد الناقلات المتاحة في السوق تزامنا مع ضعف الطلب الآسيوي على النفط.
ودعا بهبهاني إلى قراءة أكثر واقعية لمؤشرات السوق قائلا إن كلفة النقل على أساس كل برميل تتراوح بين 1 و 3 بالمئة من قيمة البرميل في حالة استخدام الناقلات الضخمة وهي نسبة مستقرة ولا تشير إلى صدمات كبيرة في تكلفةالإمدادات.
وفيما يتعلق بالتأمين أفاد بأنه ورغم تصاعد المخاطر في بعض مناطق الشحن العالمية تبقى تكلفته ضمن نطاق 05ر0 و1ر0 دولار للبرميل حتى في حالات تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وأكد أن مضيق هرمز وباعتباره ممرا حيويا لنقل النفط لا يزال يعمل بكفاءة مما يعزز من استقرار تدفقات النفط الخام ويقلل من احتمالية حدوث اضطرابات تؤثر فعليا على الأسعار.
وبين أن العقود المبرمة لناقلات النفط تختلف جوهريا عن تلك الخاصة بالناقلات التجارية إذ تتسم الأولى بالاستقرار وطول الأمد ما يحصنها نسبيا من تقلبات السوق الفورية.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : محللان كويتيان: التوترات بالشرق الأوسط رفعت أسعار شحن النفط بنحو 25 في المئة, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 10:56 صباحاً
0 تعليق