حاضنة دمر صمام الأمان لـ 62 حرفة سورية تراثية من الاندثار

الوكالة العربية السورية للأنباء 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حاضنة دمر صمام الأمان لـ 62 حرفة سورية تراثية من الاندثار, اليوم الخميس 19 يونيو 2025 06:41 مساءً

دمشق-سانا

قرابة ستة أعوام مضت، ولاتزال حاضنة دمر المركزية للفنون التراثية، بما تحتويه من 62 حرفة سورية تراثية متنوعة، و35‎ مركزاً لتعليم وتدريب الشباب والشابات، تقدم الدعم والمستلزمات لاستمرار هذه الحرف والمراكز والمحافظة عليها وتنميتها.

الحاضنة والتحديات التي تواجهها

وأوضح مدير الحاضنة لؤي شكو في تصريح لمراسل سانا أن الحاضنة تواجه تحديات عدة تؤثر على أداء مهامها الرئيسية، في الحفاظ على الهوية السورية، وتطوير الصناعات اليدوية، ومنها مخاطر اندثار بعض الحرف العريقة مثل البروكار والزجاج اليدوي، ما يمثل خسارة لجزء من الهوية والتراث السوري.

ولفت إلى أن ممارسات النظام البائد مع الحرفيين ساهمت بعزوف الكثير منهم عن مزاولة حرفهم، عبر ملاحقته الأمنية للكفاءات الشابة منهم، ووضع معوقات تمنع استيراد مستلزمات الإنتاج للحرف التراثية، مع فرض رسوم جمركية مرتفعة.

دور الوزارات الداعم للحاضنة

ولفت مدير الحاضنة إلى أهمية دور الوزارات في تطوير عمل الحاضنة، وزيادة كفاءتها على كل الأصعدة، وذلك عبر وضع رؤية اقتصادية متكاملة يقع خلالها على عاتق وزارة الاقتصاد والصناعة تأمين الظروف الملائمة للحرفي ليبدع في إنتاجه، بينما تتولى وزارة السياحة مسؤولية الترويج والتسويق للمنتجات التراثية، إضافة إلى حماية حقوق الملكية الفكرية للحرفة والحرفيين ودعمهم، من خلال وزارتي الثقافة والشؤون الاجتماعية والعمل، والمساهمة بالمشاركة في المعارض الخارجية والترويج لمنتجاتهم.

الحاضنة واستيراد المواد الأولية لحرفييها

ونوه شكو إلى أن الحاضنة تتميز بامتلاكها التراخيص التجارية والصناعية والحرفية والسياحية وترخيص مراكز التعليم والتدريب الحرفي اللازمة لأنشطتها، وتؤمن للحرفي مركزاً تجارياً، يستطيع من خلاله استيراد مواده الأولية، بأسعار مخفضة، وستزداد فعاليته بعد تطبيق اتفاقية الطاقة التي تخفض أعباء الإنتاج.

منتج الحاضنة وصك الملكية

وأوضح مدير الحاضنة أن ما يميز المنتج التراثي في الحاضنة عن غيره هو امتلاكه صك الملكية، الذي يتضمن تفاصيل دقيقة عن القطعة، مثل عدد ساعات العمل، اسم الحرفي، بلد الصنع، والمواد المستخدمة، ما يرفع من قيمتها وهو بمثابة شهادة أصالة للقطعة الفنية، ووثيقة مطلوبة في الأسواق الأوروبية، لشراء التحف التراثية، لافتاً إلى أن صك الملكية يساهم في جذب المستثمرين الذين يرغبون بشراء تحف فنية موثقة، بدلاً من التعاقد المباشر مع الحرفيين.

منح قروض لحرفيي الحاضنة

وحول منح قروض لحرفيي الحاضنة، أوضح شكو أن هناك توجهاً في الفترة القادمة بمنح الحرفيين داخل الحاضنة قروضاً مدعومة من أحد البنوك، لتمويل شراء مستلزمات الإنتاج، وتنفيذ العقود الكبيرة، والمشاركة في المعارض الخارجية، لافتاً إلى أن الحاضنة قادرة على تقديم ضمانات للبنوك، تتمثل بعدم إخراج أي معدات للحرفي من الحاضنة حتى سداد القرض.

حرفيو التكية وعودتهم إليها

وحول إشكالية تواجد حرفيي التكية السليمانية، بين شكو أنه تم في زمن النظام البائد نقل قرابة 60 حرفياً من التكية السليمانية بدمشق إلى الحاضنة بشكل مؤقت، وتم تخصيص مشاغل لهم، معظمها مقفلة اليوم، لعدم تواجد معظم الحرفيين، ما عطل أهداف الحاضنة في التدريب والإنتاج، وهناك خطط مستقبلية لعودة عدد منهم إلى التكية مجدداً.

أهمية اتفاقيات الطاقة لحرفيي الحاضنة

وحول أهمية اتفاقيات استثمار الطاقة الموقعة مؤخراً مع عدد من الشركات العالمية، أكد شكو أنه سيكون لها أثر بالغ في واقع عمل الحرفيين في سوريا، ولا سيما في الحاضنة، من تخفيض في تكاليف الكهرباء والوقود، التي ستسهم في تسهيل العمل داخل الورشات الصغيرة والمتوسطة، ويحفز الحرفيين على زيادة نشاطهم الإنتاجي، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

من جهته أكد الحرفي خالد مصباح السقا على الدور الكبير الذي تقوم به الحاضنة في المحافظة على صناعة اللباس الشعبي الدمشقي الذي يمتد لعقود، ولفت إلى أن اللباس العربي التقليدي الذي يتكون من الشروال، والصدرية، والقميص، والشملة، والحطة، والعقال، يعكس تراثاً غنياً، ويُظهر تميزاً في الألوان والزخارف، ويحافظ على أصالته رغم مرور الزمن.

ودعا السقا المواطنين إلى زيارة الحاضنة والتعرف على الحرف التي تحتويها وما تقوم بصناعته، مؤكداً على جودة منتجات الحرفيين وسعرها المقبول، مقارنة بالأسواق المحلية.

بدوره أوضح الحرفي بسام صيداوي شيخ كار حرفة الجلديات أن حرفته قديمة جداً تم توارثها من الأجداد، ويتم اليوم تعليمها للأبناء كي لا تندثر، مبيناً أن حرفته تشمل صناعة الأحذية، والجزادين، والحقائب، والإكسسوارات، والأحزمة، والتكايات، والمفارش، وهي مصنوعة يدوياً من جلد الخاروف والماعز والبقر والجمل.

وأكد صيداوي أن الحاضنة منذ إحداثها تعمل على رعاية المهن التراثية والشعبية، كما تقوم باحتضان المبدعين من الحرفيين، وتقديم الدعم اللازم لمواصلة عملهم ضمن مهنهم، بالتزامن مع حرصها على إيلاء الجانب التدريبي اهتماماً كبيراً لدوره في نقل الحرف من جيل إلى آخر.

أخبار ذات صلة

0 تعليق