"القلمون" تحتفل ب21 عرسا جماعيا على مائدة واحدة بالوادي الجديد

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"القلمون" تحتفل ب21 عرسا جماعيا على مائدة واحدة بالوادي الجديد, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 01:08 صباحاً

وفي حديثه لـ" بوابة الجمهورية"، أوضح يحيى الشاهد ، أحد أبناء القرية ، وعضو اللجنة المنظمة للعرس الجماعي ، أن هذه المبادرة ليست وليدة اللحظة، بل هي ثمرة وعي اجتماعي وترابط إنساني رسّخه الأجداد والآباء منذ عدة سنوات ، قائلا ؛ نجتمع قبل عيد الأضحى لتنظيم هذه المناسبة، في ظل ما تشهده الأسواق من غلاء، بحيث يتحمّل كل عريس مبلغًا رمزيًا لا يتجاوز 4500 جنيه، ليُرفع عن كاهله باقي الأعباء، وتُتولى اللجنة مسؤولية التنظيم الكامل. 

اضاف الشاهد ، بأن الهدف الرئيسي من اقامة هذه الفاعلية السنوية ، هو التيسير، وإرساء نموذج من الوحدة المجتمعية يحتذى به ، مشيرا إلى أن هذه الجهود ليست فردية، بل جاءت بتنسيق جماعي من كافة أعضاء اللجنة من أبناء القرية الذين يعملون في صمت وبمحبة في ظل الدعم الكامل والمؤازة من شباب القرية وكبارها.

وقال عبدالسلام باشا عمر ، شيخ قرية القلمون،  منذ أكثر من 26 عامًا ، أن ما يميز أهالي قرية القلمون هو الكرم والتآلف والحرص على صلة الرحم، وهي صفات متجذّرة في المجتمع الواحاتي، موضحًا أن نجاح هذه المبادرات لا يتوقف فقط على حسن التنظيم، بل ينبع من قوة العلاقات الاجتماعية، وصدق النوايا، وحرص الناس على العمل المشترك دون تفرقة أو تميز.

وفي حديثهما لبوابة الجمهورية ، أشار مجدي عبد المنعم وعطية عامر ، من أعضاء اللجنة المشرفة على تجهيز مستلزمات مآدب الطعام ، إلى أن توحيد مائدة الضيافة له أثر بالغ في رفع الحرج عن الأهالي، حيث يستحيل حضور كل شخص لأكثر من فرح في وقت واحد، فضلًا عن توفير الأدوات والجهود، وإتاحة المجال للجميع لتبادل التهاني في أجواء مبهجة تدخل السرور على قلوب الجميع.

وأضاف كل من أحمد عربي ومحمد سامي ، أحد الأعضاء البارزين باللجنة المنظمة أن هذه الفعالية ساهمت في إعادة إحياء مفهوم "الفرح الجماعي" كمظلة اجتماعية تحمي الأسر من التكاليف المرهقة، وتدعم مبدأ العدالة والمساواة بين الأهالي، بعيدًا عن مظاهر التفاخر والتمييز الاجتماعي ، معربين عن بالغ سعادتهم للمشاركة فى هذا العمل المثمر وادخال البهجة على قلوب اهالى القرية.

فيما يرى عبدالله منصور ، وحسين خلف ، من المساهمين في هذه المبادرة من أبناء القرية ،  أن هذه التجربة إلى جانب كونها تقليد سنوى تحرص عليه القرية منذ سنوات ، الا انها نجحت أيضًا في ترسيخ مفاهيم الاتحاد ونبذ التعصب وغرس روح المحبة، مؤكدين بانها باتت تمثل بداية حقيقية لتعميم نموذج الترشيد في الزواج من حيث المهور والتجهيزات، بما يتناسب مع إمكانات الأسر، ويحافظ على كرامة الجميع.

ومن جانبه ، اعرب حامد عبدالله ، نائب أول رئيس مركز الداخلة ، عن تقديره للقائمين على تنفيذ مثل هذه المبادرات الرائدة ، مضيفا بأن هذه الفعاليات المجتمعية الجماعية لها أثر بالغ في ترسيخ قيم التماسك وبناء منظومة ثقافية جديدة للأجيال القادمة تقوم على التفاهم والمشاركة المجتمعية، مؤكداً أن الوحدة المحلية ترحب بكل مبادرة مجتمعية تعزز من وحدة الصف وتدعم السلم المجتمعي والتكافل بين المواطنين.

 

وبدورهم أعرب أهالي قرية القلمون ، وأسر المحتفى بهم( العرسان )، عن بالغ سعادتهم وامتنانهم بهذا الحدث المميز، داعين الله أن يديم على القرية أفراحها، ويبارك في أبنائها، ويزيد من ترابطهم وتكاتفهم، مؤكدين أن ما حدث ليس مجرد "فرح جماعي"، بل رسالة محبة ومبادرة إنسانية تستحق أن تُحتذى في باقي قرى مركز الداخلة والوادي الجديد.

 

 

وعلى الرغم من كون هذا العرس الجماعي يعد نموذجًا حيًا لقوة النسيج الاجتماعي بقرية القلمون، فإنه يحمل في جوهره رسالة بليغة لأهمية التكاتف والتشارك في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وبناء ثقافة جماعية واعية، ترسم للأجيال القادمة معالم جديدة من التعاون والودّ والإخاء، وتُثبت أن مجتمعات الواحات لا تزال تنبض بالقيم الأصيلة، وتسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وترابطًا.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق