نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ليست مجرد هلوسات.. دراسة علمية تكشف الأساس البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت!, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 08:02 صباحاً
لطالما أثارت تجارب الاقتراب من الموت جدلًا واسعًا بين الأوساط العلمية والدينية، إذ يتحدث العديد من الأشخاص الناجين من مواقف خطيرة، مثل توقف القلب أو الإصابات المهددة للحياة، عن رؤى غريبة تشمل رؤية ضوء أبيض ساطع، والشعور بالخروج من الجسد، وحتى الإحساس بوجود كيان خارق للطبيعة.
وبينما فسّر البعض هذه الظواهر بأنها دلائل روحية أو ما بعد الموت، تكشف دراسة علمية جديدة أن لهذه الظواهر أساسًا بيولوجيًا معقدًا قد يرتبط بآليات دفاع عصبية تطورية متجذرة في الدماغ البشري.
النموذج العلمي الجديد لفهم الظاهرة
أطلق الباحثون على هذا التفسير العلمي اسم نموذج NEPTUNE، وهو اختصار لعبارة النظرية العصبية الفيزيولوجية التطورية النفسية لتجارب الاقتراب من الموت، ويجمع هذا النموذج بيانات علمية دقيقة من أبحاث نفسية وعصبية متقدمة، ليقدم تفسيرًا شاملاً لهذه الظاهرة، بعيدًا عن التفسيرات الغيبية أو الدينية.
وفقًا لهذا النموذج، تبدأ تجارب الاقتراب من الموت عندما تنخفض مستويات الأكسجين في الدماغ نتيجة المواقف الحرجة، مثل توقف القلب، بينما ترتفع في المقابل تركيزات ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم الحماض الدماغي، هذه الحالة تثير نشاطًا مفرطًا في مناطق محددة من الدماغ، أبرزها منطقة تقاطع الفص الصدغي الجداري مع الفص القذالي، وهي المناطق المرتبطة بالإدراك البصري والوعي بالمكان.
دور الناقلات العصبية في تفسير الظاهرة
يترافق هذا النشاط العصبي بزيادة في إفراز مجموعة من الناقلات العصبية، مثل السيروتونين، الذي يعتقد أنه المسؤول عن الهلاوس البصرية الحادة، كظهور الضوء الأبيض أو الألوان المتوهجة، كما يسهم ارتفاع مستويات الإندورفين وناقل GABA في توليد شعور عميق بالسلام الداخلي، وهو أحد أبرز ملامح هذه التجربة. في حين يرتبط تدفق الدوبامين بالشعور القوي بقرب الموت أو الإدراك العميق للحالة الخطيرة التي يعيشها الشخص.
تفسير تطوري للدفاع الذهني في المواقف الحرجة
يرى الباحثون أن هذه الظاهرة قد تمثل استجابة دفاعية تطورية بديلة، يتم تفعيلها عندما لا يكون الهروب أو المواجهة ممكنين، كما في حالات الإصابة الخطيرة أو فقدان الوعي، في هذه الحالة، يدخل الدماغ في حالة انفصال ذهني، تسمح للفرد بالتركيز على الخيالات الداخلية، كآلية للتكيف مع الصدمة والبقاء على قيد الحياة.
من هم الأكثر عرضة لتجربة الاقتراب من الموت؟
تشير الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يميلون إلى الانفصال الذهني أو الأحلام اليقظة هم أكثر عرضة لخوض تجارب الاقتراب من الموت، مقارنة بغيرهم، كما يبدو أن هناك علاقة قوية بين هذه الظاهرة وتداخل مرحلة حركة العين السريعة (REM) أثناء اليقظة، وهي المرحلة المرتبطة عادة بالأحلام، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر استعدادًا لتجربة هذه الظواهر الغريبة عند مواجهة تهديدات وجودية.
أسئلة علمية لا تزال معلقة
رغم الجهود العلمية لتفسير الظاهرة، تبقى هناك جوانب غامضة تحتاج إلى المزيد من البحث، أبرزها: ما هي التركيبات العصبية المحددة التي تُعد ضرورية أو كافية لتحفيز تجربة الاقتراب من الموت؟ ولماذا يشعر بعض الأشخاص خلال هذه التجربة بإحساس غريب بمعرفة المستقبل أو استبصار الأحداث؟
ورغم أن الدراسة لم تتمكن من تقديم تفسير شامل لكل الأبعاد، فإنها تفتح الباب واسعًا أمام الأبحاث المستقبلية لفهم واحدة من أكثر الظواهر إثارة للجدل، بعيدًا عن الأساطير والخرافات.
تجارب الاقتراب من الموت، تفسير علمي لتجارب الاقتراب من الموت، النموذج البيولوجي لتجارب الموت، ضوء أبيض الاقتراب من الموت، الناقلات العصبية وتجارب الموت، انفصال الذهن عند الخطر، السيروتونين والهلاوس، الحماض الدماغي، نموذج NEPTUNE، حركة العين السريعة وتجربة الموت، تفسير علمي للظواهر الغامضة، الموت السريري والوعي، الدراسات العصبية للوعي، استجابات الدماغ في المواقف الخطيرة، تفسير الأحاسيس الخارقة علميًا.
0 تعليق