نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النائب الفرنسي آرنو لو غال: نؤيد موقف فرنسا بفصل مسألة نزع السلاح عن إعادة الإعمار في لبنان, اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 08:50 صباحاً
أشار النائب عن حزب "فرنسا الأبية" في البرلمان الفرنسي ورئيس لجنة فرنسا - لبنان آرنو لو غال، في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" خلال زيارته إلى لبنان، إلى "أننا التقينا برئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام وجميع الكتل البرلمانية، واتضح لنا، رغم الخلافات التي قد تكون موجودة بين القوى اللبنانية، أن الجميع متفقون على نقطة واحدة، وهي أن يستعيد لبنان سيادته وكامل وحدته الترابية".
وقال "أعلنّا في حركة فرنسا الأبية منذ بداية الحرب، وخصوصاً مع احتدامها في تشرين الأول وتشرين الثاني، أن هذه ليست حرباً على حزب الله، بل على لبنان بأسره. لست هنا أولاً لأدافع عن أحد سوى عن القانون الدولي واحترام سيادة بلد وشعب".
وأضاف لو غال "أظهر اتساع نطاق الضربات الإسرائيلية وكثافتها وعدد القتلى، في وقت قصير جداً، والتهديدات التي عبّر عنها رئيس الحكومة الإسرائيلي اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو عندما قال "سنجعل لبنان غزة جديدة"، أننا لم نكن نواجه حرباً على حزب الله، بل على لبنان. كل الطيف السياسي اللبناني يعترف بذلك وكذلك المنظمات الدولية".
وأوضح أنّ "الجانب اللبناني يحترم وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ، على عكس الجانب الإسرائيلي. نعلم أيضاً أن هناك أكثر من 200 قتيل لبناني نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي اليومي منذ وقف إطلاق النار. بالتوازي، استعاد لبنان في الأثناء رئيساً وحكومة ورئيس حكومة، يعملون على حل مجموعة كاملة من مشكلات الإصلاح الداخلي وما إلى ذلك. أنا، على عكس عدد من المسؤولين السياسيين الأجانب، لن أتحدث عن الإصلاحات الاقتصادية. لدي رأيي الخاص حول هذه المسألة".
وأشار لو غال إلى "أننا لا أنسى أنه قبل انفجار مرفأ بيروت، وقبل الحرب، كانت هناك حركة اجتماعية قوية في لبنان يمكن أن نجد فيها أشخاصاً من جميع الطوائف، ومن خلفيات سياسية مختلفة. هذا مثير للاهتمام جداً لأننا رأينا شعباً يدخل إلى حيز الفعل السياسي ويُعبّر عن إرادة الأمة اللبنانية. حتى أن المتظاهرين لم يحملوا علم حزب معين، بل حملوا أعلاماً لبنانية. ألاحظ أن هذا الزخم قد انكسر أيضاً بسبب المآسي الناجمة عن الحرب. لكنني لن أتعمق أكثر في الوضع الداخلي".
وأوضح أنّه "ليس من واجبنا أن نقول للبنانيين ما عليهم فعله، وعندما نبدأ في التركيز على قضية الأجندة الداخلية، والإصلاحات الاقتصادية والمصرفية وما إلى ذلك على المستوى الدولي، فهذه طريقة أحياناً لنسيان الضرورة الملحة لفرض احترام وقف إطلاق النار، ولفرض احترام سيادة لبنان، وإذا لم نفصل هذه المسائل، فلن تُحترم سيادة لبنان أبداً".
وأضاف "من هذا المنطلق، حتى لو كانت لدينا خلافات حول ملفات أخرى، سنعود إليها. نحن ندعم الموقف الفرنسي الذي يؤكد وجوب الفصل بين نزع السلاح وإعادة الإعمار".
وقال لو غال "بأي حق يُمنع عشرات الآلاف من الأشخاص من العودة إلى ديارهم، أو الأسوأ من ذلك، مواصلة هدم القرى، وإطلاق النار على الناس؟ لم نستطع الذهاب إلى الجنوب، ولكنّ جميع المراقبين يقولون إن الجيش الإسرائيلي يطلق النار على المدنيين عندما يعودون. هناك منطقة عازلة كاملة بعمق كيلومترات عدة على الحدود، حيث قام الجيش الإسرائيلي برش مبيدات الأعشاب مما يمنع أي عودة. المزارعون الذين يعيشون هناك لا يمكنهم زراعة أراضيهم. بأي حق يجب أن نتسامح مع ذلك، في حين يحترم الطرف اللبناني وقف إطلاق النار، ويلتزم بما نص عليه الاتفاق لجهة تسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني".
وأشار لو غال إلى أنّ "مسألة احتكار الدولة والجيش الوطني للسلاح وقيامهما بواجب الدفاع عن الوطن مسألة أساسية. لكن المطروح الآن من قبل البعض هو نزع السلاح في الجنوب اللبناني من دون أي ضمانات. بكلام آخر، المطلوب من الجيش اللبناني أن يكون مجرد قوة شرطة محلية لا تملك قدرة للدفاع عن البلاد لأن ليس لديه طيران ولا منظومات سلاح متطورة".
وتابع "لن أذهب أبعد من ذلك في هذا الشأن، ولكن على أي حال، أنا أؤيد حقيقة أن فرنسا تفصل نزع السلاح عن إعادة الإعمار، لأن الجميع يعلم أنه بخلاف ذلك لن يتم شيء. عندما أسمع الأميركيين يقولون "نعدكم بالعجائب، لن تحتاجوا حتى إلى أموال صندوق النقد الدولي، سنمنحكم مليارات الدولارات ولكن بشرط أن توقّعوا على استسلام". حسناً، إلى أين نريد أن نذهب؟".
وقال "هناك موعد أساسي آخر يقترب في نهاية العام، والذي ندعم فيه مواقف الديبلوماسية الفرنسية، وهو تجديد ولاية اليونيفيل. لأن الجميع يعلم أنه إذا انسحبت اليونيفيل، أو إذا أفرغت وظيفتها من مضمونها، كما يرغب الجانب الإسرائيلي بدعم من الولايات المتحدة، فإن ذلك سيكون إشارة كارثية ومدمرة سياسياً".
ولفت إلى "أنني أعتقد أن فرنسا يمكن أن يكون لها صوت قوي إذا كانت غير منحازة. تاريخياً، كانت هذه أبرز عناصر القوة العظيمة للديبلوماسية الفرنسية من الجنرال ديغول إلى جاك شيراك مروراً بميتران".
وأشار لو غال إلى "أنني أعتقد أن فرنسا يمكن أن تلعب دوراً كبيراً إذا تمسكت بديبلوماسية مستقلة. أطلق البعض في الماضي على هذه المقاربة سياسة العظمة، والمقصود أن تكون لفرنسا سياسة خارجية لها تأثير يتجاوز بكثير قوتها المادية الحقيقية".
وقال "بطبيعة الحال، الجهات التي تمتلك القوة المادية والمالية، كالأميركيين والسعوديين تستطيع تعقيد الأوضاع، ما يفسر تأخر مؤتمر مساعدة لبنان مثلاً، ولكنني مقتنع بأن فرنسا يمكنها أن تلعب دوراً وازناً عبر تمسكها بمبادئ القانون الدولي والقرارات الدولية".
وأوضح "أننا نعتقد أنه كان على الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطين منذ مدة طويلة".
وأوضح أن إسرائيل "لا تحترم وقف إطلاق النار. لذا نحن بالفعل في وضع حيث المرحلة الأولى لم تتوقف أبداً. لقد انخفضت حدتها ولكنها مستمرة. أذكر بالمناسبة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتمد من جهة على تحالفه مع الأكثر تطرفاً، ومن جهة أخرى، لديه مصلحة شخصية في مواصلة الحرب لأنه سيخضع للمساءلة القضائية في بلده في اليوم الذي يعود فيه إلى حياته المدنية".
وقال "شخصياً، لم أعد أستطيع مشاهدة ما يجري في غزة. فعندما أرى الأطفال من دون آبائهم يحاولون تدبر أمرهم، أو الآباء الذين يفرون إلى حيث يستطيعون لمحاولة إنقاذ عائلاتهم، أرى أطفالي في موقف مشابه... هذه مشاهد لا يمكن للعالم بأسره احتمالها باستثناء العنصريين، لأن المعايير المزدوجة هي عنصرية، وليست شيئاً آخر".
0 تعليق