في سباق الطاقة العالمي، حيث تتزاحم الدول لبسط نفوذها كمزود رئيسي للوقود النظيف، جاءت الإمارات لتضع بصمتها بقوة عبر شركة "أدنوك للغاز"، معلنة عن مشروع توسعة هو الأضخم في تاريخها. 

تحركات لأدنوك للغاز” الإماراتية 

بخطى استراتيجية مدروسة واستثمار يفوق التوقعات، تعيد الشركة رسم ملامح سوق الغاز الإقليمي والعالمي، وتؤكد أنها ليست مجرد لاعب في الساحة بل صانع للاتجاهات.

عقودًا بـ 5 مليارات دولار

أعلنت شركة "أدنوك للغاز" التابعة لمجموعة أدنوك الإماراتية عن خطوة استراتيجية غير مسبوقة، تتمثل في ترسية عقود بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "تطوير الغاز الغني"، الذي يُعد الأكبر في سجل استثمارات الشركة حتى الآن.

هذا المشروع الطموح يهدف إلى توسيع أربع منشآت رئيسية لمعالجة وإنتاج الغاز، هي، حبشان، وبوحصا، وعصب، وجزيرة داس البحرية، ويشمل نطاق التوسعة تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات وإدارة الإنشاءات، ضمن إطار زمني محدد لتعزيز كفاءة العمليات ورفع القدرة الإنتاجية، بما يواكب الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة.

تعزيز كفاءة العمليات ورفع القدرة الإنتاجية

وجاءت ترسية العقود على ثلاث حزم رئيسية؛ حيث حصلت شركة "وود البريطانية" على حزمة بقيمة 2.8 مليار دولار لتطوير منشأة حبشان، بينما مُنحت الحزمة الثانية البالغة 1.2 مليار دولار لتحالف منفذ لمشروع تطوير منشأة داس، في حين نال تحالف "بتروفاك وكينت" الحزمة الثالثة بقيمة 1.1 مليار دولار لتطوير منشأتي بوحصا وعصب.

ورغم التحديات العالمية مثل تقلبات أسعار الغاز، كشفت أدنوك عن تحقيق صافي أرباح بلغ 4.7 مليار دولار في الربع الأول من 2025، بزيادة 7% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024، مدعومة بارتفاع الطلب المحلي والاستثمارات المستمرة في البنية التحتية.

ولم يأتِ هذا التوسع بمعزل عن جهود دولية؛ إذ وقّعت "أدنوك للغاز" مؤخرًا عقود توريد غاز بقيمة 9 مليارات دولار مع شركاء عالميين مثل مؤسسة النفط الهندية وشركة "جيرا" اليابانية، مما يعزز موقع الإمارات كمصدر موثوق للغاز في الأسواق العالمية.

كما يُرتقب أن تتخذ الشركة قرارات استثمار نهائية بشأن منشأتي حبشان والرويس، بهدف زيادة طاقتها الإنتاجية بأكثر من 1.8 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا بحلول 2026، ما يضعها على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والتأثير العالمي.

هذا الاستثمار ليس مجرد توسعة فنية، بل تحول استراتيجي يسعى لتقوية القطاع المحلي وتوفير موارد طاقة محلية تدعم الاستدامة والاكتفاء الذاتي، وتقلل من الاعتماد على الاستيراد، ضمن توجه الإمارات لتنويع مصادر الدخل والطاقة.

وبهذا، تواصل "أدنوك للغاز" السير بثقة نحو هدفها بأن تصبح إحدى كبرى شركات الغاز المتكاملة عالميًا، معززة برؤية مستقبلية واستثمارات ضخمة تعكس طموحات الإمارات في ريادة مشهد الطاقة العالمي.