أثار تصرف غير مسؤول من أحد الجنود التابعين لأمن عدن، استياء واسعًا بين صفوف المواطنين، إثر قيامه بشتم عدد من النساء المشاركات في مظاهرة سلمية بالشارع الرئيسي، ما دفع مدير الأمن إلى اتخاذ إجراءات فورية بحق المعني.

وبحسب شهادات عيان ومصادر محلية، كان الجندي يقود مركبة تابعة لأمن عدن حين وجه عبارات نابية ولغة مسيئة للمتظاهرين، وخاصة النساء المشاركات في الوقفة الاحتجاجية التي كانت تُعبر عن مطالب اجتماعية واقتصادية. وعلق أحد المواطنين على الحادثة قائلاً: "الشعب يريد زباط"، في إشارة إلى ضرورة التزام الجهات الأمنية بالمهنية والاحترام خلال التعامل مع المحتجين.

وأضافت المصادر أن هذه التصريحات أثارت غضب المتظاهرين والمارة على حد سواء، ودفعت نحو تصعيد التوتر في المكان، قبل أن يتم توجيه تعليمات فورية من قبل مدير أمن عدن بإيقاف الجندي عن العمل وتحويله للتحقيق العاجل.

وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات الأولية كشفت عن خطورة الكلمات التي أطلقها الجندي، والتي وصفتها الأوساط العامة بأنها "مرفوضة وغير مقبولة"، مما استدعى اتخاد قرار بتوقيفه وإيداعه السجن العسكري لحين الانتهاء من التحقيقات واتخاذ القرار النهائي بشأن مصيره الوظيفي.

ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد التوتر أحيانًا بين بعض العناصر الأمنية والنشطاء أو المحتجين، مما يطرح مجددًا تساؤلات حول ضرورة تحسين آليات التعامل مع التحركات الجماهيرية بطريقة تحفظ حقوق الإنسان وتمنع التصعيد.

وتعمل الجهات الأمنية في عدن على تطوير آليات التواصل مع المواطنين وتحسين السلوك المهني، إلا أن مثل هذه الحوادث الفردية تسلط الضوء على التحديات التي لا تزال تواجه المؤسسة الأمنية في الحفاظ على الانضباط والاحترافية.