في استكمال لسلسلة المشروعات الاستثمارية الطموحة التي يتم تنفيذها بمنطقة القنطرة غرب الصناعية، شهدت مصر خطوة اقتصادية هامة بتوقيع عقد مشروع جديد لإقامة مصنع متخصص في صناعة أقمشة الجينز “Denim”. تم توقيع هذا العقد مع شركة “شيريكجي أوغلو” التركية للمنسوجات، والتي تُعد من أبرز الشركات الرائدة في مجال إنتاج خيوط وأقمشة الدينيم، وتحتل المرتبة الأولى في هذا القطاع على مستوى السوق التركي. يأتي هذا المشروع ليُساهم بشكل فعال في تعزيز الصناعات التصديرية، وتعميق التصنيع المحلي، إلى جانب توطين سلاسل الإمداد في قطاع الغزل والنسيج. يسر موقع المواطن نيوز أن يقدم لكم تفاصيل هذا المشروع وأبعاده الاقتصادية والاستراتيجية.
شراكة استراتيجية لتعزيز الصناعة المصرية
تُعتبر هذه الشراكة مع شركة “شيريكجي أوغلو” التركية ذات أهمية كبرى للاقتصاد المصري، حيث تجمع بين الخبرة الصناعية التركية الرائدة والموقع الاستراتيجي لمنطقة القنطرة غرب الصناعية، التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. “شيريكجي أوغلو” هي اسم لامع في صناعة الدينيم، ليس فقط في تركيا بل على مستوى المنطقة، ووجود مصنع بهذا الحجم والخبرة في مصر سيحدث نقلة نوعية في قطاع الغزل والنسيج المحلي.
الاستثمار الأجنبي المباشر من شركات بهذا الحجم يعكس ثقة عالمية في البيئة الاستثمارية المصرية، وقدرتها على استضافة مشروعات صناعية كبرى. هذا المصنع لن يضيف فقط طاقة إنتاجية كبيرة من أقمشة الجينز عالية الجودة، بل سيجلب معه أيضًا أحدث التقنيات والمعايير العالمية في الإنتاج، مما يسهم في رفع مستوى الجودة للمنتجات المصرية.
اقرأ أيضًا:مصر تستهدف 3 مليارات دولار من برنامج الطروحات الحكومية: خطة لتعزيز الإيرادات واستقرار الاقتصاد
أهداف اقتصادية واستراتيجية متعددة الأبعاد
يهدف مشروع مصنع “شيريكجي أوغلو” لأقمشة الجينز إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية واقتصادية لدعم رؤية مصر 2030:
- تعزيز الصناعات التصديرية: ستوفر منتجات هذا المصنع عالية الجودة فرصة كبيرة لزيادة الصادرات المصرية من المنسوجات إلى الأسواق العالمية، خاصة أوروبا والشرق الأوسط، مما يعزز من الميزان التجاري للدولة ويوفر العملة الصعبة.
- تعميق التصنيع المحلي: بدلًا من استيراد أقمشة الدينيم، سيتم إنتاجها محليًا بمعايير عالمية، مما يقلل من فاتورة الاستيراد ويدعم الصناعات المغذية والمنتجات النهائية التي تعتمد على الجينز.
- توطين سلاسل الإمداد في قطاع الغزل والنسيج: هذا المشروع يسهم في إغلاق حلقة مهمة في سلسلة القيمة لقطاع الغزل والنسيج في مصر، بدءًا من إنتاج الخيوط وصولًا إلى الأقمشة النهائية. هذا التوطين يقلل من الاعتماد على الأسواق الخارجية، ويزيد من مرونة الصناعة المحلية في مواجهة التحديات العالمية.
- خلق فرص عمل جديدة: من المتوقع أن يوفر المصنع الجديد عددًا كبيرًا من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمهندسين والفنيين والعمال، مما يسهم في خفض معدلات البطالة وتحسين مستوى معيشة الأفراد.
- نقل الخبرات والتكنولوجيا: استقدام شركة رائدة مثل “شيريكجي أوغلو” يعني نقل خبرات ومعرفة فنية متقدمة في صناعة الدينيم إلى العمالة المصرية، مما يعزز من قدراتهم ويطور من مهاراتهم في هذا القطاع الحيوي.
اقرأ أيضًا: النشرة الاقتصادية: موعد مراجعات صندوق النقد الدولي واتفاقيات ذهب جديدة تعزز مكانة مصر الاستثمارية
دور المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب الاستثمارات
يُعد توقيع هذا العقد تأكيدًا على الدور المحوري الذي تلعبه الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوفير بيئة جاذبة للمصانع والشركات العالمية. بفضل موقعها الاستراتيجي، ومناطقها الصناعية المتطورة، والحوافز الاستثمارية التي تقدمها، أصبحت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قبلة للعديد من الشركات التي تسعى للتوسع في المنطقة. هذا الاستثمار يتماشى مع رؤية الهيئة في أن تكون مركزًا صناعيًا ولوجستيًا عالميًا، ويعكس نجاح جهود الحكومة المصرية ممثلة في رئاسة مجلس الوزراء والمركز الإعلامي لمجلس الوزراء في تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات التي تخدم أهداف التنمية المستدامة.
إن هذا المشروع لا يمثل مجرد مصنع جديد، بل هو حلقة في سلسلة متكاملة من الجهود الرامية لتعزيز قدرة مصر الصناعية، ودعم تنافسيتها في الأسواق العالمية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الاستراتيجية.
