منوعات

زائر يأكل عمل فني بـ 6.2 مليون دولار في متحف فرنسي! هل جن جنون سوق الفن؟

في حادثة تُثير الدهشة وتُجدد الجدل حول مفهوم الفن المعاصر وقيمته، أقدم أحد زوار متحف بومبيدو-ميتز في فرنسا علىالتهام موزة كانت جزءًا من عمل فني شهير للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان. يُعرف هذا العمل الفني المثير للجدل باسم “الكوميديان“، وتبلغ قيمته التقديرية 6.2 مليون دولار. هذه الواقعة الغريبة لم تُثر فقط دهشة الحضور وتدخل الأمن السريع، بل أعادت النقاش حول طبيعة الفن المعاصر، سوقه، والحدود بين الإبداع والاستفزاز. يُقدم لكم موقع المواطن نيوز في هذا المقال، تفاصيل هذه الحادثة، تاريخ العمل الفني، وردود الفعل حوله، والسياق الذي يجعله واحدًا من أكثر الأعمال الفنية غرابة في القرن الحادي والعشرين.

“الكوميديان”: موزة بـ 6.2 مليون دولار تثير الجدل

يتكوّن العمل الفني “الكوميديان” ببساطة من موزة مثبتة بشريط لاصق على الحائط. على الرغم من بساطة مكوناته، فقد بيع هذا العمل بملايين الدولارات في مناسبات سابقة، ليُصبح رمزًا ساخرًا ومُنتقدًا بشكل لاذع لـالمضاربة في سوق الفن المعاصر. يُشير النقاد إلى أن العمل ليس في الموزة ذاتها، بل في الفكرة التي يُقدمها والنقاش الذي تُثيره حول قيمة الأشياء في عالم الفن.

تعود هذه الحادثة الأخيرة إلى يوم الجمعة 18 يوليو 2025، حيث تفاجأ زوار متحف بومبيدو-ميتز بالزائر وهو يلتهم الموزة، مما استدعى تدخلًا سريعًا من الأمن الذي سيطر على الوضع بهدوء خلال دقائق.

ردود فعل الفنان والمتحف: سخرية ومرونة

علّق الفنان ماوريتسيو كاتيلان على الحادثة بنبرة ساخرة، قائلاً إن الزائر “أخطأ التقدير” وأكل الموزة فقط، بدلًا من أكل القشرة والشريط اللاصق أيضًا. تُعكس هذه السخرية طبيعة كاتيلان الاستفزازية وأسلوبه الفني الذي غالبًا ما يهدف إلى إثارة ردود الفعل والأسئلة.

من جانبها، أوضح المتحف أن الأمن تدخّل بمهنية، وأُعيد تركيب العمل الفني سريعًا وفق التعليمات الأصلية للفنان. هذه التعليمات تنص على استبدال الموزة بانتظام لأنها فاكهة قابلة للتلف، مما يُبرز أن الموزة نفسها ليست الجزء الثابت من العمل الفني، بل الفكرة وراء تثبيتها. هذه المرونة في التعامل مع تلف المكونات تُؤكد على الطابع المفهومي للعمل.

تاريخ من الاستفزاز والجدل: ليس الأول من نوعه

أثار عمل “الكوميديان” الجدل منذ ظهوره الأول في معرض آرت بازل بميامي عام 2019. حينها، وصفه البعض بـ”النقد اللاذع لسوق الفن”، بينما اعتبره آخرون دليلاً على أن عالم الفن بات “مجنونًا”، بحسب وصف صحيفة نيويورك بوست آنذاك.

هذه ليست المرة الأولى التي يُؤكل فيها العمل الفني. ففي عام 2019، أقدم الفنان ديفيد داتونا على أكل الموزة في عرض مباشر، مبررًا فعلته بأنه “كان جائعًا”. كما أعاد رجل الأعمال الصيني جاستن سون الكرة لاحقًا، بعد أن اشتراه، وأكله أمام الكاميرات. تُضيف هذه الحوادث المتكررة طبقات من التعقيد والسخرية إلى العمل، وتُعزز من شهرته كعمل فني يُثير التساؤلات حول القيمة والحدود.

ماوريتسيو كاتيلان: فنان الاستفزازات

يُعرف الفنان ماوريتسيو كاتيلان بأعماله الفنية الاستفزازية التي غالبًا ما تُحطم الحواجز التقليدية للفن وتُثير النقاش. من أبرز أعماله الأخرى مرحاض ذهبي من عيار 18 قيراطًا باسم “أمريكا“، كان قد عُرض في بريطانيا وسُرق لاحقًا، دون العثور على الذهب حتى اليوم. تُظهر هذه الأعمال رغبة كاتيلان في تحدي التقاليد الفنية والمفاهيم المسبقة حول ما يُمكن أن يُعتبر فنًا، وكيف يُمكن أن يُقدر.

 فصل جديد في تاريخ “الكوميديان”

تُضيف هذه الحادثة الجديدة في متحف بومبيدو-ميتز فصلًا آخر إلى التاريخ الغريب لأحد أكثر الأعمال الفنية إثارة للجدل في القرن الحادي والعشرين. “الكوميديان” لا يزال يُحير ويُدهش، ويُجبر الجمهور على إعادة التفكير في معايير الفن والقيمة، ودور الفنان في التعبير عن الواقع المعاصر، حتى لو كان ذلك من خلال موزة مُلصقة بشريط لاصق. تُبين هذه الواقعة أن الفن، حتى لو كان استفزازيًا، ما زال قادرًا على إثارة النقاشات الحيوية حول قيمته ومعناه في عالم يتغير باستمرار.

محمد إسماعيل

صحفي مصري خريج كلية إعلام امتلك خبرة في كتابة الاخبار في العديد من المواقع الشهيرة. ومهتم بالتعرف على مستجدات الأخبار في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى