عن مشكلة سد النهضة 2025: هل تعود المفاوضات برعاية أمريكية بعد تصريحات ترامب؟

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الأخيرة بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية، وفتحت الباب أمام تساؤلات حول إمكانية عودة المفاوضات بين إثيوبيا ودولتي المصب، مصر والسودان، برعاية أمريكية. يعكس هذا التطور أهمية الملف المائي لمصر ودوره في استقرار المنطقة. يسر موقع المواطن نيوز أن يستعرض لكم تحليلًا لتصريحات ترامب، وتوقعات الخبراء بشأن مستقبل مفاوضات سد النهضة، وتأثير التدخل الأمريكي المحتمل.
ترامب يعيد سد النهضة إلى الواجهة الأمريكية
في تصريحات لافتة خلال اجتماعه مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، في البيت الأبيض، تحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن أزمة سد النهضة قائلًا: “لقد عملنا على ملف مصر مع جارتها المجاورة، وهي دولة كانت جارة جيدة وصديقة لنا، لكنها قامت ببناء سد أغلق تدفّق المياه إلى ما يُعرف بنهر النيل”.
وأضاف ترامب: “أعتقد أنني لو كنت مكان مصر فسأرغب في وجود مياه في النيل”. وتابع مؤكدًا: “نحن نعمل على هذه المشكلة، لكنها ستحلّ”. اللافت في تصريحاته كان إشارته إلى تمويل الولايات المتحدة للسد، قائلًا: “الولايات المتحدة هي من موّلت السد، ولا أعلم لماذا لم يحلّوا المشكلة قبل أن يبنوا السد”. واختتم حديثه بتأكيد أهمية النيل لمصر: “لكن من الجميل أن يكون هناك ماء في نهر النيل، فهو مصدر مهم للغاية للدخل والحياة.. إنه شريان الحياة بالنسبة لمصر”، مؤكدًا: “سنعمل على حلّ هذه المشكلة بسرعة كبيرة، نحن نبرم صفقات جيدة”.
توقعات بعودة المفاوضات برعاية أمريكية
علق الدكتور حسام مغازي، وزير الري الأسبق، على تصريحات ترامب، معربًا عن توقعاته بعودة المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان خلال الفترة المقبلة. وأوضح مغازي، في تصريحات لمصراوي، أن هذه المفاوضات ستتم على الأرجح تحت رعاية أمريكية وبإشراف من الدبلوماسية الأمريكية.
وأشار مغازي إلى أن التفاوض على الأزمة سيكون استكمالًا لما تم التوافق عليه خلال الولاية السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ففي تلك الفترة، تم الاتفاق على التنسيق المشترك بين إثيوبيا ودول المصب في تشغيل وإدارة سد النهضة، بشكل يضمن عدم المساس بحقوق مصر المائية. هذا يعني أن هناك أساسًا سابقًا يمكن البناء عليه، وأن الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو المحتملة، قد تلعب دورًا محوريًا في الدفع نحو حل الأزمة.
اقرأ أيضًا: سد النهضة: مصر تحذر من “الصدمة الكارثية” على السودان وتُعلن المتابعة الدقيقة للتحركات الإثيوبية
دلالات التصريحات وتأثيرها المحتمل
تحمل تصريحات ترامب عدة دلالات هامة:
- تأكيد على أهمية النيل لمصر: إعادة التأكيد على أن النيل هو “شريان الحياة” لمصر يُبرز فهمًا عميقًا لأهمية القضية بالنسبة للأمن المائي المصري.
- لوم ضمني لعدم حل الأزمة مبكرًا: إشارته إلى تمويل الولايات المتحدة للسد وتساؤله عن سبب عدم حل المشكلة قبل البناء، قد يُشكل ضغطًا على إثيوبيا للتعاون.
- إشارة إلى نهج التفاوض السابق: استعادة مسار المفاوضات الذي رعته إدارته سابقًا يعطي أملًا في إمكانية التوصل إلى اتفاق ملزم.
يعتبر العديد من الخبراء أن أي دور أمريكي نشط في هذا الملف يمكن أن يكون حاسمًا، نظرًا للنفوذ الأمريكي على الأطراف المعنية. ومع عودة الحديث عن الحلول الدبلوماسية، يتجدد الأمل في التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف يحفظ حقوق مصر المائية، ويضمن التنمية المستدامة لجميع دول حوض النيل.