عاد ملف سد النهضة الإثيوبي ليحتل صدارة الاهتمام العالمي، بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمام أعضاء مجلس الشيوخ في واشنطن. ترامب، الذي استعرض نجاحاته في السياسة الخارجية، تطرق تحديدًا إلى أزمة سد النهضة، مؤكدًا أن النيل هو “القلب والروح” لمصر، ووعد بأن المشكلة “ستحل على المدى الطويل”. هذه التصريحات تُجدد النقاش حول الدور الأمريكي في هذا الملف الحيوي، ومستقبل العلاقة بين دول حوض النيل. يسر موقع المواطن نيوز أن يقدم لكم تحليلًا مفصلًا لتصريحات ترامب ودلالاتها المحتملة على مسار أزمة سد النهضة.
ترامب يستعرض جهوده في الملفات الدولية وسد النهضة
في خطابه، أشار دونالد ترامب إلى عدد من الملفات التي يعتبر أنها أدارها بفاعلية كبيرة خلال فترة رئاسته. فبجانب حديثه عن نجاح إدارته في “وقف الكثير من الحروب” خلال ستة أشهر، وما لم تتمكن إدارات أخرى من تحقيقه في ثماني سنوات، وتناوله لتهديدات الصراع النووي بين الهند وباكستان، وضرب القدرات النووية الإيرانية، وملف الرهائن، خص ترامب أزمة سد النهضة بمساحة كبيرة من حديثه.
تطرق ترامب إلى وساطته في الأزمة بين مصر وإثيوبيا قائلًا: “بالنسبة لمصر وإثيوبيا كما تعلمون كان سد النهضة أحد أكبر السدود في العالم، كانت هناك مشكلة بالاعتماد على نهر النيل، ومصر لم تكن سعيدة، فهم يعيشون على النيل طبعا، النيل هو القلب وهو الروح”. هذه العبارة تُبرز إدراكًا عميقًا لأهمية نهر النيل الحيوية لمصر، حيث يُمثل شريان الحياة الرئيسي للبلاد وشعبها.
اقرأ أيضًا:ترامب يصف “ملفات ابستين” بأنها “مملة وحقيرة” ويعد بنشر الموثوق منها
“حل الأمر”: رؤية ترامب لمستقبل أزمة سد النهضة
تابع ترامب حديثه عن سد النهضة بقوله: “أعتقد بأننا تعاملنا مع هذا الأمر بشكل رائع، كان شيئا سيئا، كنت أشاهد ذلك، وأشاهد ما يحدث، كانت هناك صور أقمار صناعية، وأنظر إلى ذلك السد العظيم، هل هذا السد سيوقف الماء في النيل؟ وطبعا حدثت الأمور، ولكن كان هناك تمويل من الولايات المتحدة، وكان الأمر جنونا، ولكن استطعنا حل الأمر، وأعتقد بأنه سيحل على المدى الطويل”.
هذه التصريحات تحمل عدة نقاط هامة:
- تأكيد الدور الأمريكي السابق: إشارة ترامب إلى أن الولايات المتحدة هي التي “موّلت السد” وتساؤله عن سبب عدم حل المشكلة قبل بنائه، تُعيد تسليط الضوء على المسؤولية الدولية في هذا الملف.
- الاعتقاد بقدرة الحل: قوله “استطعنا حل الأمر، وأعتقد بأنه سيحل على المدى الطويل” يُوحي بوجود مسار أو أساس تم وضعه خلال فترة إدارته يمكن البناء عليه للوصول إلى تسوية.
- التركيز على المدى الطويل: كلمة “على المدى الطويل” تُشير إلى أن ترامب يرى أن حل أزمة سد النهضة يتطلب صبرًا وجهودًا مستمرة، وقد لا يكون حلًا فوريًا.
اقرأ أيضًا:ترامب يشارك في احتفالات تتويج تشيلسي بكأس العالم للأندية
دلالات تصريحات ترامب ومستقبل المفاوضات
تكتسب تصريحات ترامب أهمية خاصة في ظل التكهنات حول عودته المحتملة للساحة السياسية. إن إعادته لملف سد النهضة إلى واجهة اهتماماته، وتأكيده على أهمية النيل لمصر، قد يُشير إلى إمكانية استئناف وساطة أمريكية قوية في هذا الملف حال توليه المنصب مرة أخرى.
لطالما طالبت مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، لضمان عدم تأثر حصتهما التاريخية من مياه النيل. وفي المقابل، تؤكد إثيوبيا على حقها في التنمية والاستفادة من مواردها المائية. أي تدخل أمريكي جديد، خاصة إذا كان مدعومًا برؤية واضحة ومحددة، يمكن أن يدفع الأطراف نحو طاولة المفاوضات مجددًا، ويسهم في إيجاد حل يحقق مصالح جميع الأطراف ويُجنب المنطقة أي توترات مستقبلية.
