مصر تفتح أبواب التعدين أمام الاستثمارات الصينية: فرص واعدة في الفوسفات والبوتاس والطاقة الخضراء

في خطوة تعكس التطور المستمر للعلاقات المصرية الصينية، استقبل المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وفدًا رفيع المستوى من شركة “آسيا بوتاش” الصينية، لبحث فرص الاستثمار المتاحة في قطاع التعدين المصري. يأتي هذا اللقاء في إطار فعاليات منتدى مصر الدولي للتعدين 2025، ويؤكد على اهتمام مصر بجذب الاستثمارات الأجنبية لتعظيم القيمة المضافة من ثرواتها المعدنية. يسر موقع المواطن نيوز أن يسلط الضوء على تفاصيل هذا اللقاء، الرؤى المشتركة بين الجانبين، والآفاق المستقبلية للتعاون في قطاعات التعدين والطاقة الخضراء.
مصر والصين في قطاع التعدين
أعرب وفد شركة “آسيا بوتاش” الصينية، الذي ضم كلاً من يو باوليه – نائب رئيس الشركة، وليو شياويانج – مدير الاستثمار، وتان شينجسان – مدير الشئون الإدارية، وتشانج جوانجوي – مهندس جيولوجي، عن سعادتهم بالمشاركة في منتدى مصر الدولي للتعدين. وقد أكد الوفد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين، وحرصهم على تعزيز التعاون الثنائي في مجال التعدين، وهو ما يتماشى مع التوجهات الاقتصادية للبلدين نحو تعزيز الشراكات الإستراتيجية.
استعرض الوفد الصيني استراتيجية شركتهم، مشيرين إلى ضخ استثمارات تُقدَّر بحوالي 2.7 مليار دولار في صناعة البوتاس. هذا الحجم الكبير من الاستثمارات يعكس الثقة في هذا القطاع الحيوي. وأبدت “آسيا بوتاش” اهتمامًا خاصًا بالاستثمار في السوق المصري، لعدة أسباب رئيسية:
- احتياطيات واعدة من الفوسفات والبوتاس: تمتلك مصر احتياطيات كبيرة من هذه المعادن، التي تُعد أساسية في العديد من الصناعات، وخاصة الأسمدة.
- الموقع الجغرافي الفريد: تتمتع مصر بموقع جغرافي استراتيجي، يجعلها بوابة للأسواق الإقليمية والعالمية، مما يسهل عمليات التصدير والتوزيع.
اقرأ أيضًا: مصر والسعودية: شراكة استراتيجية لتعظيم الثروات المعدنية وتعزيز الاستثمار في قطاع التعدين
رؤية مصرية لجذب الاستثمارات وتعظيم القيمة المضافة
من جانبه، أكد المهندس كريم بدوي أن العلاقات المصرية الصينية تشهد تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى النجاح الذي تحققه العديد من الشركات الصينية العاملة في السوق المصري بمختلف المجالات. وأوضح الوزير أن قطاع التعدين في مصر يزخر بفرص استثمارية واعدة، وهو ما تدعمه عدة عوامل:
- توافر البنية التحتية واللوجستية المؤهلة: مصر استثمرت بشكل كبير في تطوير موانئها وشبكات الطرق والنقل، مما يسهل عمليات استخراج وتصنيع ونقل المعادن.
- بوابة للأسواق الإقليمية والعالمية: موقع مصر يسمح بجذب الخامات من الدول المجاورة وتصنيعها محليًا، مما يعزز من القيمة المضافة للمنتجات المصرية ويفتح آفاقًا للتصدير.
- تحقيق عائد اقتصادي مشترك: الهدف ليس فقط جذب الاستثمارات، بل بناء شراكات تحقق فائدة متبادلة لكل من المستثمر الأجنبي والاقتصاد المصري.
كما أشار الوزير إلى اهتمام مصر بمشروعات الطاقة الخضراء، مثل إنتاج الأمونيا الخضراء. هذا الاهتمام يفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع شركاء دوليين يمتلكون الخبرة والقدرات التمويلية والتكنولوجية اللازمة لمثل هذه المشروعات. إن الجمع بين الاستثمار في التعدين والطاقة الخضراء يعكس رؤية مصرية متكاملة نحو التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر.
تُعد هذه اللقاءات خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، وتُبشر بمستقبل واعد لقطاع التعدين المصري، الذي يمتلك إمكانات هائلة للمساهمة في النمو الاقتصادي للبلاد.