تحذير نقيب أطباء أسنان الإسكندرية يخليك تعتمد على الذكاء الاصطناعي في علاجك من اليوم “هل مستقبل مهنة طب الأسنان في خطر؟”
أثار نقيب أطباء الأسنان في محافظة الإسكندرية، الدكتور وليد الديب، جدلاً واسعًا وتحذيرات شديدة لطلاب الثانوية العامة من الالتحاق بكلية طب الأسنان بعد اجتياز امتحاناتهم. هذا التحذير، الذي نشره الديب عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”، دعا فيه الطلاب إلى مراجعة مقر النقابة قبل اتخاذ قرار التقدم لكليات طب الأسنان، سواء في الجامعات الخاصة والأهلية أو الأفرع الدولية. وقد دفعت هذه التصريحات لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات إلى إصدار بيان رسمي والمطالبة بفتح تحقيق مع النقيب. يسر موقع المواطن نيوز أن يستعرض تفاصيل هذه الأزمة، وأبعادها على مستقبل طلاب الثانوية العامة والمهنة.
بداية الأزمة وتصريحات النقيب المثيرة للجدل
بدأت الأزمة بعد بيان رسمي أصدره نقيب أطباء الأسنان بالإسكندرية منذ أيام، تحت عنوان: “بيان هام جدًا إلى طلاب الثانوية العامة (علمي – علوم) سنة 2025”. نص البيان على: “على من يرغب في التقدم لكليات طب الأسنان، سواء جامعات (خاصة – أهلية – أفرع أجنبية)، ضرورة مراجعة نقابة أطباء الأسنان بالإسكندرية للاستفسار وتوضيح أمور كثيرة متعلقة بهذا الشأن، وحفاظًا على مستقبلكم؛ وستوالي نقابة أطباء الأسنان بالإسكندرية بياناتها في هذا الشأن”.
ولم يكتفِ الدكتور وليد الديب بالبيان النقابي، بل نشر منشورًا أكثر صراحة عبر حسابه الشخصي، قال فيه: “بلاش تختار كلية طب أسنان، لو مُصرّ يبقى ادرس طب بشري… اللهم بلغت، اللهم فاشهد.” هذه التصريحات المباشرة أثارت لغطًا وبلبلة كبيرة في صفوف الأسر المصرية وطلاب الثانوية العامة، خاصة أنها جاءت في توقيت حرج يتزامن مع امتحاناتهم.
رد فعل المجلس الأعلى للجامعات: تحقيق نقابي ومحاسبة
اعتبرت لجنة قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات أن تصريحات النقيب أثارت “لغطًا وبلبلة في صفوف الأسر المصرية”، خاصة أنها قد تؤثر على استقرار القرار الأكاديمي للطلاب. وجاء في بيان اللجنة: “كان لزامًا على لجنة قطاع طب الأسنان أن تقف بالمرصاد لكل من يريد أن يتجاوز أو يتغوّل على الدولة المصرية أو على مستقبل أولادنا الراغبين في الالتحاق بكليات طب الأسنان.”
وأضافت اللجنة أنها تعمل بالتنسيق الكامل مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للحفاظ على صورة المؤسسات التعليمية، معلنة المطالبة بإحالة الدكتور وليد الديب إلى التحقيق النقابي عبر خطاب رسمي موجه للنقابة العامة. هذا التحرك الرسمي يؤكد جدية الجهات المعنية في التعامل مع أي تصريحات قد تؤثر على مسار التعليم العالي ومستقبل الطلاب.
اقرأ أيضًا: تحذير: التنقيب عن الآثار جريمة تهدد التاريخ والعقوبات تصل للسجن والغرامة
دفاع النقيب عن موقفه: توعية بالواقع المهني
من جانبه، عبّر الدكتور وليد الديب عن اندهاشه من تجاهل مضمون الأزمة الحقيقية التي حاول تسليط الضوء عليها من خلال بيانه التحذيري للطلاب. وأكد أن هدفه لم يكن الإساءة أو النيل من المؤسسات التعليمية، بل الحرص على توعية الطلاب بالواقع المهني الفعلي للمهنة.
وأوضح الديب أن البيان الصادر عنه لم يكن موجهًا للتقليل من شأن كليات طب الأسنان الحكومية أو الأهلية أو الخاصة، بل جاء من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه شريحة طلابية على مشارف تحديد مستقبلها الجامعي. وأراد من خلال هذا البيان أن يتمتع الطالب وأسرته بقدر كافٍ من الدراية والوعي بما ينتظر الخريج بعد التخرج، من حيث فرص التدريب، والتكليف، والتوظيف، والتخصص، وحتى القدرة على السفر أو استكمال الدراسات العليا.
وأضاف أنه سبق أن طرح التحذير نفسه منذ أكثر من عامين في مناسبات نقابية مختلفة، غير أن أحدًا لم يتحرك لتدارك الوضع حتى الآن. هذا التصريح يُشير إلى أن الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي تراكمات لمشكلات يرى النقيب أنها تهدد مستقبل المهنة.
تضامن نقابي وتصميم على الدفاع عن المهنة
عبر الديب عن امتنانه العميق لموجة التضامن التي تلقاها من أطباء الأسنان في مختلف المحافظات، مشيدًا بما وصفه بـ”الرجولة والجدعنة والحب” الذي لمسه منهم في لحظة فارقة بالنسبة لمستقبل النقابة والمهنة. وشدد على أن التهديد بالمحاسبة لن يُثنيه عن التمسك بموقفه، قائلاً: “لن أتراجع عن قول الحق والدفاع عن مهنتي حتى آخر يوم في حياتي، سواء كنت داخل النقابة أو خارجها.”
وقد أصدر أعضاء مجلس نقابة أطباء الأسنان بالإسكندرية بيانًا أكدوا فيه دعمهم الكامل للدكتور وليد الديب، وجاء فيه: “نعلن تأييدنا الكامل للدكتور وليد الديب في قيادته للنقابة، ونؤكد أن بيانه صدر باسم النقابة وبإجماع أعضاء المجلس، حرصًا على مستقبل المهنة ودعمًا لكافة الجهود المبذولة لتطوير العمل النقابي وتحقيق مصالح الأعضاء.” هذه الأزمة تُثير تساؤلات جدية حول مستقبل مهنة طب الأسنان في مصر، ومدى قدرة النقابات والمؤسسات التعليمية على التوافق لحل المشكلات التي قد تواجه الخريجين.
