بعد نصف قرن! بدء تصنيع منتجات صناعة “ساديا” في السعودية.. قفزة تاريخية نحو الاكتفاء الذاتي برعاية صندوق الاستثمار

في خطوة اقتصادية وصناعية غير مسبوقة، أعلنت شركة تطوير منتجات الحلال – إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة – عن حدث تاريخي: بدء تصنيع منتجات “ساديا” داخل المملكة العربية السعودية. يُعد هذا الإنجاز هو الأول من نوعه منذ أكثر من خمسين عامًا من الإنتاج العالمي للعلامة التجارية الشهيرة. يأتي هذا التحول الكبير نتيجة استثمار استراتيجي وشراكة قوية مع شركة بي آر إف البرازيلية في شركة الدوحة للدواجن. يُقدم لكم موقع المواطن نيوز تفاصيل هذا الإعلان الهام، الذي يُمثل نقلة نوعية في جهود المملكة نحو توطين الصناعات الغذائية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
“ساديا” في المملكة: جودة عالمية بإنتاج محلي
لطالما كانت “ساديا” اسمًا مرادفًا للجودة في قطاع الأغذية المجمدة، وتتمتع بثقة المستهلكين في أكثر من 100 دولة حول العالم. تشتهر العلامة التجارية بمنتجاتها المميزة في قطاع الدواجن والمجمدات الغذائية، مما يجعل قرار تصنيعها محليًا في السعودية ذا أهمية بالغة.
هذا المشروع ليس مجرد إضافة مصنع جديد، بل هو جزء من خطة استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز التصنيع المحلي وتوطين الصناعات الغذائية في المملكة. ينسجم هذا التوجه بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة، والتي تسعى إلى:
- تنمية الاقتصاد الوطني: من خلال زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي.
- زيادة الصادرات السعودية في منتجات الحلال: تحويل المملكة إلى مركز عالمي رئيسي في هذه الصناعة الحيوية.
- تمكين الشراكات النوعية: جذب الخبرات العالمية وتوطينها عبر شراكات استراتيجية بين الشركات المحلية والعالمية الرائدة.
فوائد متعددة: تعزيز الكفاءة وتلبية احتياجات السوق
يُمثل بدء التصنيع المحلي لمنتجات “ساديا” خطوة محورية ستعود بفوائد جمة على المستهلك والاقتصاد على حد سواء. فهو يتيح:
- تقديم منتجات عالية الجودة: مع ضمان الالتزام بأعلى المعايير العالمية في الإنتاج.
- توفير خيارات غذائية متنوعة: تتناسب بشكل أفضل مع احتياجات وتفضيلات المستهلك المحلي.
- رفع الكفاءة التشغيلية: من خلال تقليل تكاليف الاستيراد وسلاسل الإمداد، مما ينعكس إيجابًا على الأسعار والتوافر.
- تعزيز التنافسية: في قطاع الأغذية الحلال الذي يشهد نموًا مطردًا على مستوى العالم.
من جانبه، أكد الأستاذ فهد بن سليمان النحيط، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير منتجات الحلال، على أن هذه الخطوة تُجسد التزام الشركة بدعم تطوير منظومة الصناعات الحلال في المملكة وتوطين سلاسل الإمداد الغذائي. كما أشار إلى الأهمية الكبيرة لتمكين الشركات المحلية من النمو وتوسيع قدراتها الصناعية عبر الشراكة مع شركات عالمية رائدة مثل “ساديا” و”بي آر إف”.
المملكة مركزًا عالميًا لـ”الحلال”: رؤية طموحة لمستقبل الصناعة
تتجاوز أهداف هذا الاستثمار مجرد الإنتاج المحلي. فكما أوضح النحيط، تهدف شركة تطوير منتجات الحلال من خلال هذا النوع من الاستثمارات إلى إيجاد قيمة مضافة للسوق المحلي، وتوفير منتجات حلال ذات جودة عالية، والمساهمة في جعل المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا لصناعة وتصدير منتجات الحلال. هذه الرؤية الطموحة تُشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنويع الاقتصادي المستهدف ضمن رؤية 2030.
يُعد هذا المشروع امتدادًا للجهود المتواصلة لـشركة تطوير منتجات الحلال في تعزيز مكانة المملكة على خارطة الاقتصاد الحلال عالميًا. ويتم ذلك من خلال:
- دعم الشركات الوطنية: وتزويدها بالفرص والخبرات اللازمة للنمو.
- توفير بيئة استثمارية محفزة: لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاع الصناعي.
- استقطاب الخبرات الدولية: في مجال التصنيع الغذائي، مما يُسهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا.
هذه الجهود المشتركة ستُسهم بلا شك في تنمية القطاع وخلق فرص اقتصادية مستدامة، مما يُعزز من الاكتفاء الذاتي الغذائي للمملكة ويدعم مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية.
إن بدء تصنيع منتجات “ساديا” محليًا في المملكة العربية السعودية يُمثل فصلًا جديدًا في قصة التنمية الصناعية والاقتصادية للمملكة. إنها خطوة تؤكد على الجدية في تطبيق رؤية 2030، وتُبشر بمستقبل مزدهر يعتمد على القدرات المحلية والشراكات الدولية، لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة.