العنب الكريمسون المصري: جوهرة التصدير وأسرار نجاحه عالميًا

أصبح العنب من أهم محاصيل مصر التصديرية خلال السنوات الماضية؛ حيث يتميَّز بأنواعه المتعددة وجودته الفائقة، ومن أهمها العنب الكريمسون الذي فرض نفسه بقوة في الأسواق الدولية. وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فقد تم تصدير 120 ألف طن عنب منذ بداية العام، ليحتل بذلك المركز الخامس في قائمة الصادرات الزراعية المصرية، مما يؤكد على مكانته الاستراتيجية في الاقتصاد الزراعي للبلاد. ويسعدنا في المواطن نيوز أن نسلط الضوء على هذا الصنف الفريد وأسباب الإقبال المتزايد عليه عالميًا، بالإضافة إلى جهود القطاع الزراعي لتعزيز صادراته.
العنب الكريمسون: مواصفات عالمية وقبول دولي
العنب الكريمسون هو أحد أهم أصناف العنب التي يتم زراعتها في مصر، ويحظى بشهرة واسعة لجودته ومذاقه. يُعرف هذا الصنف بأنه أحمر لامع وعديم البذور، مما يجعله مفضلًا لدى المستهلكين. يتميز بنكهة حلوة ومذاق مقرمش فريد، بالإضافة إلى قشرة صلبة تسهم في زيادة العمر الافتراضي للعنب، ما يضمن إمكانية تصديره لمسافات طويلة دون أن يتعرض لتلف أو هدر، وهي ميزة تنافسية كبرى. كما أنه من الأنواع التي تنضج مبكرًا، ويتوافر في مصر خلال الفترة من أغسطس حتى أكتوبر من كل عام، وهي فترة حيوية يكون فيها الطلب العالمي مرتفعًا بينما الإنتاج من دول أخرى قد يكون محدودًا، مما يجعله مرغوبًا بقوة للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والعربية التي تبحث عن منتجات طازجة عالية الجودة في هذا التوقيت.
يُزرع هذا النوع من العنب في كثير من المناطق على مستوى الجمهورية نظرًا لأنه أحد الأصناف التي يزداد عليها الطلب في الأسواق الدولية، مما يعكس اهتمام المزارعين بتلبية احتياجات التصدير. يتم زراعته بكثافة في محافظات الوجه البحري والدلتا، وتحديدًا في محافظة الغربية، التي توفر الظروف المناخية والتربة الملائمة لنموه وازدهاره. يمتاز العنب الكريمسون بكونه من الأنواع متوسطة الحجم، مخروطية الشكل، ومملوءة جيدًا، وهي مواصفات مفضلة لدى المستهلكين في معظم دول العالم الذين يبحثون عن مظهر جذاب وقيمة غذائية. كما أنه يتحمل مسافات النقل الطويلة بفضل صلابته وقدرته على التخزين الحراري المنخفض، مما يجعله من أهم الأنواع التصديرية التي يمكن أن تصل إلى وجهاتها بجودة لا مثيل لها. ويُزرع بشكل كبير في الأراضي الثقيلة، ولذلك يمكن اعتباره من المحاصيل المتأخرة التي تطرح في المواسم التي تنخفض فيها عروض الأصناف الأخرى، مما يوفر ميزة تنافسية قوية في السوق المحلية والعالمية، ويضمن استمرارية الإمداد.
اقرأ أيضًا:الفواكه الصيفية في مصر.. أسعار اليوم وتراجع في المانجو وارتفاع في العنب
اقرأ أيضًا:الصادرات والواردات الغذائية المصرية: نمو ملحوظ وجهود مستمرة لضمان سلامة الغذاء
أسباب ازدهار صادرات العنب المصري وجهود الحجر الزراعي
من ناحية أخرى، أكد تقرير صادر عن الحجر الزراعي أن الإقبال يزداد على العنب المصري في الأسواق الخارجية بشكل مطرد؛ حيث إنه يتمتع بقبول كبير من المستهلك في تلك الأسواق، وذلك لأسباب متعددة ومتكاملة. أولًا، يتم زراعة المحصول بكميات كبيرة في مناطق مثل النوبارية والبحيرة والفيوم، وهي مناطق تتمتع بتربة خصبة ومناخ معتدل يسهم في إنتاج محصول عالي الجودة من حيث الحجم والطعم واللون ودرجة الحلاوة، مما يلبي أذواق المستهلكين المتطلبة. ثانيًا، يلتزم المزارعون والمصدّرون المصريون بتطبيق معايير الجودة والسلامة الغذائية المطلوبة عالميًا، وهو أمر حيوي لفتح الأسواق والحفاظ على سمعة المنتج المصري، حيث تخضع الشحنات لفحوصات دقيقة لضمان خلوها من أي ملوثات. ثالثًا، يبدأ موسم تصدير المحصول في مايو ويستمر حتى أغسطس، وهي فترة يكون فيها الإنتاج من دول أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا لم يبدأ بعد أو لا يزال محدودًا، مما يمنح مصر تفوقًا كبيرًا في تلبية الطلب العالمي خلال هذه النافذة الزمنية الحاسمة. رابعًا، تلعب جهود الحجر الزراعي دورًا محوريًا في فتح أسواق جديدة أمام العنب المصري، أو من خلال تحسين البنية التحتية الزراعية وسلاسل التبريد والنقل، مما يضمن وصول المنتج بجودته الكاملة إلى أبعد الأسواق.
ومؤخرًا، أعلن الحجر الزراعي عن إطلاق أحدث أصنافها التصديرية “شوجرا 53” والمعروف تجاريًا باسم “روبي راش”، حيث يعد هذا الصنف الجديد من العنب الأحمر إضافة مميزة لسوق العنب المصري. يتميز هذا الصنف بعدم حاجته إلى المعالجة بأي مواد كيميائية لاستكمال التلوين، مما يجعله خيارًا صحيًا وبيئيًا مفضلًا، بالإضافة إلى كونه صنفًا مبكرًا يساهم في تمديد موسم تصدير العنب المصري للخارج، ويعزز من القدرة التنافسية لمصر في سوق العنب العالمي، ويؤكد على الابتكار المستمر في القطاع الزراعي المصري.