اقتصاد

الذرة الرفيعة في مصر: محصول استراتيجي بإنتاجية واعدة لمواجهة التحديات

تعتبر الذرة الرفيعة أحد المحاصيل الزراعية الهامة التي تزرع في مساحات كبيرة في مصر، وذلك نظرًا لاستخداماتها المتعددة كغذاء للإنسان وعلف للحيوان، بالإضافة إلى تطبيقاتها الصناعية. تخطط وزارة الزراعة المصرية لزيادة هذه المساحات المزروعة خلال الفترة المقبلة، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الفجوة في استيراد الحبوب. وتتجاوز المساحة المزروعة من المحصول حاليًا 400 ألف فدان سنويًا، وترتكز معظمها في محافظات الوجه القبلي، وتحديدًا في الفيوم وأسيوط وسوهاج، التي تتمتع بالظروف المناخية والتربة الملائمة لزراعته. ويسعدنا في المواطن نيوز أن نسلط الضوء على أهمية هذا المحصول والتوصيات الفنية لزيادة إنتاجيته.

توصيات زراعية لتعظيم إنتاجية الذرة الرفيعة

في إطار دعم المزارعين لزيادة إنتاجية الذرة الرفيعة، أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في قطاع الإرشاد الزراعي، نشرة بأهم التوصيات الفنية الواجب على المزارعين اتباعها خلال الفترة الحالية، بهدف ضمان محصول وفير وعالي الجودة. من أهم هذه التوصيات: الاستمرار في الري المنتظم مرة كل 15 يومًا، مع مراعاة الري عند ظهور علامات العطش الواضحة مثل التفاف الأوراق، وخاصة في الأراضي الجديدة التي قد تكون أكثر عرضة للجفاف، فإدارة المياه بكفاءة أمر حيوي لنمو المحصول. عند اكتشاف أعراض إصابات مرضية أو حشرية، يجب على الفور إبلاغ مهندسي المكافحة المختصين في أقرب جمعية زراعية أو مركز إرشادي، للحصول على التوصية بالمعاملة المناسبة والتدخل السريع للحد من انتشار الآفات والأمراض وحماية المحصول. ومن التوصيات الهامة التي قد يغفل عنها بعض المزارعين، الامتناع عن توريق النباتات، حيث أن إزالة الأوراق قد تؤثر سلبًا على عملية التمثيل الضوئي وبالتالي على الحصول على محصول مرتفع، فالأوراق ضرورية لإنتاج الغذاء للنبات.

وأشار التقرير أيضًا إلى ضرورة مقاومة ومكافحة الأمراض التي قد تصيب المحصول بشكل فعال، وبالتالي يجب الاعتدال في التسميد البلدي لضمان صحة النباتات وعدم تشجيع نمو الفطريات، مع حرث الأرض جيدًا قبل الزراعة لتهوية التربة والتخلص من بقايا المحاصيل السابقة التي قد تكون مصدرًا للأمراض. كما أكد على ضرورة التخلص من الحشائش بانتظام، فهي تنافس النباتات على الماء والعناصر الغذائية، بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الديدان القارضة التي تهاجم يرقاتها بادرات الذرة الرفيعة في مراحل نموها الأولى، مما يتطلب يقظة وتدخلًا سريعًا لحماية البراعم الصغيرة.

اقرأ أيضًا: “وداعًا للبطالة المصرية” الاقتصاد المصري قادر على خلق مليون فرصة عمل سنويًا بفضل الإصلاحات والاستثمارات

الاستخدامات المتعددة للذرة الرفيعة وقدرتها على التكيف

أشار التقرير إلى أن محصول الذرة الرفيعة يأتي في المرتبة الرابعة ضمن محاصيل الحبوب الاستراتيجية في مصر، خلف القمح والذرة الشامية والأرز، مما يبرز أهميته للأمن الغذائي. ومن أهم الأصناف التي تزرعها مصر شندويل وجيزة 15، وهما صنفان يتميزان بإنتاجية عالية، حيث قد تصل إنتاجيتهم إلى نحو 20–40 أردب للفدان، وذلك حسب الصنف والتكنولوجيا الزراعية المستخدمة، مما يدل على الإمكانيات الكبيرة لزيادة الإنتاج. وأكد التقرير أن المحصول يعد أحد الركائز الأساسية في دعم الإنتاج الحيواني، نظرًا لاحتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين، والتي تسهم في مضاعفة معدلات تحويل اللحم في الماشية، بالإضافة إلى استخدامها بشكل واسع في مشروعات الإنتاج الداجني كعلف أساسي للدواجن.

كما أن المحصول يتميز بقدرته الفائقة على تحمل ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، وهي ميزة حيوية في ظل التغيرات المناخية، وقدرته على مقاومة نقص الإمدادات والاحتياجات المائية، ما يجعله خيارًا استراتيجيًا مُتاحًا وفعالًا، لتعظيم الاستفادة من الأراضي الموجودة بالمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، والتي قد لا تصلح لزراعة محاصيل أخرى. ومن أهم مميزاته أيضًا أنه يمكن ريه بالمياه المعالجة، مما يساهم في الحفاظ على موارد المياه العذبة، فيما تتغلب نباتاته على ارتفاع درجة الملوحة في التربة، التي تمثل أحد أبرز معوقات زراعة أغلب المحاصيل التقليدية المعروفة، مما يفتح آفاقًا جديدة لزراعة الأراضي ذات الملوحة المرتفعة.

اقرأ أيضًا:“المتحف المصري الكبير” جسر ثقافي بين مصر والعالم يعزز السياحة والاقتصاد الوطني في عام 2025

إطلاق هجن جديدة من الذرة الشامية لدعم الأمن الغذائي

في سياق متصل بتطوير محاصيل الحبوب، أوضح تقرير صادر عن قسم بحوث الذرة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية، أن الذرة الشامية هي أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية عالميًا وليس فقط على المستوى المحلي، حيث يتم زراعته في مساحات شاسعة عالميًا، كما أنه يأتي في المرتبة الثالثة من حيث المساحة المزروعة في كل دول العالم بعد القمح والأرز، مما يؤكد على أهميته القصوى للأمن الغذائي العالمي والمحلي. وأكد التقرير أنه تم تسجيل 11 هجينًا جديدًا من الذرة الشامية خلال العام الحالي، مما يعكس جهود البحث العلمي والتطوير في القطاع الزراعي. هذه الهجن تشمل أربع أصناف بيضاء فردية، وأربعة أصناف صفراء فردية، وهجين فردي أحمر، وهجين سكرية، وهجين ذرة فشار، مما يوسع من خيارات المزارعين ويلبي احتياجات الأسواق المختلفة. وبالفعل، تم اعتماد هذه الأصناف الجديدة وسيتم طرحها للمزارعين في الأسواق تدريجيًا بدءًا من العام القادم، مما يبشر بزيادة في الإنتاج وتحسين في الجودة، ويسهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب الهامة في مصر.

ياسمين حسن

صحفية محترفة تكتب بموضوعية واحترافية في مختلف المجالات الإخبارية. تعمل على تغطية الأحداث العاجلة، وتقديم التحقيقات والتقارير المتعمقة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. تتميز بأسلوبها التحليلي الذي يثري القارئ بالمعلومة الدقيقة، مع التزام كامل بالمصداقية والحياد. تهدف دائمًا إلى إيصال الحقيقة بوضوح لتكون مرجعًا موثوقًا في عالم الصحافة والإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى