تخطو مدينة القاهرة الجديدة خطوة رائدة نحو المستقبل المستدام من خلال البدء في تنفيذ أول عمارة إسكان أخضر بحي جاردينيا في التجمع الثالث. هذا المشروع الطموح، الذي يُعد نموذجًا تجريبيًا للوحدات السكنية الصديقة للبيئة، يمثل نقلة نوعية في مفهوم العمران المصري، ويؤكد التزام الدولة بتبني حلول بيئية مبتكرة في قطاع الإسكان. إنها ليست مجرد عمارة، بل هي تجسيد لرؤية تسعى إلى تقليل البصمة الكربونية وتعزيز كفاءة الموارد في المدن الجديدة. ويسعدنا في المواطن نيوز أن نسلط الضوء على تفاصيل هذا المشروع الحيوي الذي يعزز مكانة القاهرة الجديدة كمدينة رائدة في التنمية المستدامة.
ريادة القاهرة الجديدة في الإسكان الصديق للبيئة
حرص المهندس عبدالرءوف الغيطي، رئيس جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة، على تفقد أعمال تنفيذ أول عمارة سكنية “إسكان أخضر” بالمدينة. تقع هذه العمارة الرائدة بحي جاردينيا في التجمع الثالث على محور محمد نجيب، وهو موقع استراتيجي يؤكد على أهمية المشروع. جاءت هذه الجولة الميدانية، التي حضرها المهندس تامر جبر نائب رئيس الجهاز للتجمع الثالث، في إطار المتابعة الدورية للمشروعات الحيوية الجاري تنفيذها بالمدينة، ومنها مشروعات الإسكان والطرق. تعكس هذه المتابعة المستمرة جدية الجهاز في ضمان سير العمل وفقًا للمعايير المحددة والجداول الزمنية المقررة.
خلال الجولة، استهل رئيس جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة زيارته لأول عمارة سكنية “إسكان أخضر”، حيث تابع عن كثب الأعمال الخرسانية وتنفيذ أعمال المباني والتشطيبات. هذه المتابعة التفصيلية تؤكد على الدقة والعناية التي توليها الجهات المسؤولة لهذا المشروع النموذجي.
اقرأ أيضًا:“ديارنا” و”الإسكان الأخضر”: القاهرة الجديدة تتوسع في مشروعات الإسكان المتوسط والمستدام
مواصفات الإسكان الأخضر: ترشيد الموارد وتقليل الانبعاثات
أوضح المهندس عبدالرءوف الغيطي أن المشروع يُعد نموذجًا تجريبيًا للوحدات السكنية الصديقة للبيئة، ويأتي ضمن المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين” التي تهدف إلى توفير سكن لائق ومستدام للمواطنين. وأضاف الغيطي أن المشروع يعتمد على استخدام مواد بناء مستدامة، وهي مواد تساهم في تقليل الأثر البيئي لعملية البناء والتشييد. بالإضافة إلى ذلك، يركز المشروع على حلول تصميمية تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المباني، مما يساهم في مكافحة التغيرات المناخية.
من أهم مميزات هذه العمارة الخضراء هو التركيز على ترشيد استهلاك الطاقة والمياه. يتم ذلك من خلال تصميمات ذكية تسمح بالاستفادة القصوى من الإضاءة الطبيعية والتهوية، مما يقلل من الحاجة إلى الإضاءة الصناعية والتكييف. كما تتضمن العمارة أنظمة مبتكرة لتدوير المياه، حيث يمكن تدوير المياه الرمادية (المياه الناتجة عن الاستحمام والغسيل) لاستخدامها في ري المسطحات الخضراء. هذا الإجراء يسهم بشكل كبير في توفير المياه، وهو أمر حيوي في بلد مثل مصر يواجه تحديات مائية. إن تبني هذه التقنيات المتقدمة يضع هذه العمارة كنموذج يحتذى به في البناء المستدام، ويدفع باتجاه تعميم هذه الممارسات في المشروعات المستقبلية.
تطوير البنية التحتية المحيطة: تكامل الجهود للتنمية الشاملة
لم تقتصر جولة رئيس الجهاز على تفقد عمارة الإسكان الأخضر، بل اختتمها بتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة الطريق الرئيسي المؤدي إلى مشروع “جنة” السكني. هذه الخطوة تأتي في إطار الحرص على تحسين الخدمات المقدمة لقاطني المشروع والمنطقة المحيطة، وتيسير الحركة المرورية. يؤكد هذا الاهتمام بتطوير البنية التحتية المحيطة على أن خطة التنمية شاملة ومتكاملة، ولا تقتصر على بناء الوحدات السكنية فحسب، بل تمتد لتشمل توفير بيئة حضارية مستدامة داخل المدن الجديدة، بما يتماشى مع خطة التنمية الشاملة التي تنفذها هيئة المجتمعات العمرانية.
في ختام الجولة، أكد المهندس عبدالرءوف الغيطي أن الجهاز يعمل على المتابعة اليومية للمشروعات الجاري تنفيذها، والتنسيق المستمر مع الشركات المنفذة للالتزام بالجداول الزمنية والمعايير الفنية. هذا الالتزام بالمتابعة الدورية يضمن جودة التنفيذ والانتهاء من المشروعات في مواعيدها المحددة، مما يعزز من ثقة المواطنين في جهود الدولة لتوفير سكن لائق وبيئة عمرانية متكاملة. إن مشروع الإسكان الأخضر في جاردينيا التجمع الثالث يمثل علامة فارقة في مسيرة التنمية العمرانية المستدامة في مصر، ويبشر بمستقبل تزدهر فيه المدن مع الحفاظ على البيئة.
