النشرة العسكرية: مصر تتصدر أساطيل المروحيات الهجومية وإيران تحدث ثورة في الحروب الرخيصة

في خضم التطورات المتسارعة في المشهد العسكري العالمي، من التقدم في تسليح الدول إلى استراتيجيات الردع الجديدة، تقدم “خاص مصر” النشرة العسكرية ليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025. ترصد النشرة أبرز المستجدات، بدءاً من تصدر مصر لقائمة الدول العربية في امتلاك المروحيات الهجومية، مروراً برسالة ردع أمريكية في شبه الجزيرة الكورية، وصولاً إلى النموذج الإيراني في الحرب الذكية الرخيصة، وما يثار حول دور استخباراتي تركي غير مباشر في دعم إسرائيل. هذه التطورات تعيد رسم ملامح الصراعات المحتملة وتكتيكات الدفاع والهجوم في المستقبل القريب.
مصر تتصدر قائمة أقوى الدول العربية في المروحيات الهجومية 2025
في إشارة إلى التطور المستمر للعقيدة الجوية العربية، كشفت بيانات “Global Firepower 2025” عن تزايد أساطيل المروحيات الهجومية لدى الجيوش العربية، والتي أصبحت تمثل “الضربة الأولى” الحاسمة في الحروب الحديثة. جاء الترتيب كالتالي:
- مصر – 100 مروحية هجومية: تتصدر القاهرة الترتيب العربي بأسطول متنوع يضم مروحيات AH-64 أباتشي الأمريكية، وMi-24 الروسية، وKa-52 “أليغاتور”. يمنح هذا التنوع مصر قدرة نيرانية وتكتيكية شاملة، كما يعزز التفوق العددي الخبرة الميدانية المكتسبة في سيناء وعلى الحدود، مما يجعلها قوة جوية إقليمية لا يستهان بها.
- الجزائر – 74 مروحية هجومية: تعتمد الجزائر بشكل كبير على المروحيات الروسية الثقيلة من طراز Mi-28NE وMi-24 المطورة. وتدعمها تدريبات مخصصة للبيئة الصحراوية، مما يوفر لها قوة هجومية عالية المدى وقادرة على العمل بفعالية في عمق الميدان.
- الأردن – 44 مروحية هجومية: على الرغم من العدد المحدود، يبرز الأردن بفضل نموذج احترافي يعتمد على مروحيات AH-1F Cobra وBell 406. يتم دعم هذا الأسطول الصغير بدمج عالٍ بين القدرات الاستخباراتية والميدانية، خاصة على الحدود الساخنة، مما يعوض النقص العددي بالكفاءة التكتيكية.
- العراق – 39 مروحية هجومية: بفضل الدعم الروسي والأمريكي، طور العراق قدرات نارية متقدمة خلال حربه ضد الإرهاب. وقد أظهر استخداماً ناجحاً لطرازات Mi-28NE وBell IA-407 في بيئات حضرية معقدة، مما يعكس مرونة وقدرة على التكيف مع مختلف أنواع القتال.
- السودان – 35 مروحية هجومية: في مفاجأة غير متوقعة، يحافظ السودان على قوة جوية صامتة تُستخدم بكثافة في النزاعات الداخلية، أبرزها طائرات Mi-24 الروسية متعددة المهام. ورغم الغموض الذي يكتنف تفاصيل هذه القوة، إلا أنها تظل عنصراً مهماً في جنوب المنطقة.
- تُظهر هذه الأرقام أن مصر والجزائر تتفوقان عددياً، بينما يمتلك العراق والأردن خبرات عملياتية فريدة في القتال غير النظامي، ويظل السودان قوة غامضة يصعب تجاهلها في المشهد الإقليمي.
اقرأ أيضًا:ترامب: أتعهد بحل مشكلة سد النهضة على المدى الطويل ويعترف “النيل قلب وروح مصر”
انتشار أمريكي بطائرة MQ-9A Reaper في كوريا الجنوبية
في خطوة تنذر بتصعيد إقليمي، أعلنت الولايات المتحدة عن نشر الطائرة بدون طيار MQ-9A Reaper في قاعدة “غونسان” الجوية بكوريا الجنوبية. يأتي هذا الانتشار ضمن برنامج تشغيلي منتظم سيبدأ في النصف الثاني من عام 2025. تُعد MQ-9A واحدة من أكثر المسيرات تطوراً في العالم، وتتميز بقدرتها على حمل ما يصل إلى 3750 كجم من الذخائر الذكية، ومدى يتجاوز 1600 ميل بحري، مع قدرات متقدمة في المراقبة والضربات الدقيقة. تعمل هذه الطائرة بمنظومة تشغيل عن بُعد، مما يقلل من المخاطر على الطواقم البشرية. يأتي هذا الانتشار كرسالة استراتيجية واضحة إلى بكين وبيونغ يانغ، في سياق تصاعد التهديدات الصينية في البحر الأصفر والتجارب الصاروخية الكورية الشمالية، مما يعكس توجهاً أمريكياً لتعزيز الردع والمراقبة الدقيقة في واحدة من أكثر مناطق العالم توتراً.
اقرأ أيضًا:مصر في قلب الاقتصاد العالمي: محافظ البنك المركزي يؤكد أهمية الإصلاح المالي وتمثيل أفريقيا في G20
“شاهد 136”: سلاح إيران البسيط الذي يستنزف المليارات
من قلب العقوبات والقيود التقنية، برزت المسيرة الإيرانية “شاهد 136” لتتحول إلى أيقونة في مفهوم “الردع الرخيص”. بسعر لا يتجاوز 30 ألف دولار ومدى يتجاوز 2000 كم، تجسد هذه الطائرة تحولاً نوعياً في الحرب الجوية الحديثة. وقد تبنت روسيا هذه المسيرة تحت اسم “Geran-2” وبدأت في تطويرها بأنظمة تهديف نهائي ومحركات نفاثة، مما يمنحها قدرة على ضرب أهداف متحركة وسرعة أعلى بثلاثة أضعاف. لقد أعادت المسيرة “شاهد 136” صياغة مبدأ الكلفة-الفاعلية في الحرب الجوية، وأثبتت أن السلاح الأكثر خطورة ليس الأغلى ثمناً، بل الأكثر ذكاءً وقدرة على الاستمرارية وإحداث الاستنزاف.
رادار تركي في مرمى الاتهامات: دعم استخباراتي غير مباشر لإسرائيل
كشفت مصادر إيرانية رسمية أن قاعدة الرادار التابعة لحلف الناتو في “كوريجيك” التركية قدمت مساعدة لإسرائيل في اعتراض هجمات إيرانية خلال يونيو الماضي، في واحدة من أكثر الحلقات الاستخباراتية حساسية في المنطقة. وعلى الرغم من نفي أنقرة لأي تعاون مباشر مع تل أبيب، إلا أن نقل البيانات عبر منظومات الناتو والولايات المتحدة يفتح المجال لوصولها إلى إسرائيل، مما يثير تساؤلات جدية حول الحياد التركي. إلى جانب البيانات، تواصل تركيا تصدير النفط إلى إسرائيل عبر ميناء جيهان بنسبة تصل إلى 30% من واردات تل أبيب، في تعاون اقتصادي يصعب فصله عن الأبعاد العسكرية. وتتحدث تقارير الاستخبارات عن فاعلية الهجوم الإيراني رغم الدعم الغربي، وسط إشارات إلى استنزاف في المخزونات الاعتراضية وتحديات في التصدي لصواريخ عالية المناورة.