الغدير هو الكلمة المفتاحية التي تبرز في هذا المقال باعتبارها محور الأزمة والجدل حولها بين المتحدثين، حيث يتم استغلالها في السياسة والدين لتبرير مواقف ومصالح شخصية؛ فالقصة الحقيقية تعكس صراعًا مستمرًا بين رموز الإمامة السلالية والقبلي المتشيع، مما يكشف مدى استغلال هذه المناسبة الدينية لأهداف غير دينية، وقد ظهر ذلك جليًّا حينما تم منع احتفالات يوم الغدير كأداة سياسية في مواجهة الحوثيين، لتترتب عليها أحداث تكشف عن تناقضات عميقة في خطاب هؤلاء المدعين.
الغدير بين الخطاب الديني والاستثمار السياسي
في قلب محافظة صعدة التي تعد معقل الجماعة الحوثية، كانت الفعاليات المرتبطة بـالغدير تتحول من مناسبة دينية إلى ورقة سياسية تستغل في معارك السلطة والنفوذ، فقد اتخذت الدولة قرارًا بمنع هذه الاحتفالات بعد أن أصبحت وسيلة لتحدي شرعية الثورة والجمهورية وحق الشعب اليمني في اختيار حاكمه، وكان القرار ممثّلًا بدعوة القائد علي محسن الأحمر إلى محمد عبدالعظيم الحوثي، الذي تخلى عن الخطاب الديني وتحول حديثه إلى الشكوى من خسارة مالية، وذلك كشف بوضوح عن طبيعة شخصية تستغل الولاية والغدير كأدوات لتحقيق مكاسب مادية؛ وقد تجلى هذا عندما قبل مليون ريال مقابل التوقف عن الاحتفال ومغادرة صعدة، وهو بمثابة دليل عملي على أن الفعل الديني عنده ليس إلا وسيلة لتحقيق أهداف شخصية.
مفارقة الغدير بين عبدالعظيم الحوثي وعبد الله الرزامي في تناقض المصالح
عندما نقارن بين أداء محمد عبدالعظيم الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي، يتضح لنا تناقض جلي في التعامل مع الغدير، حيث عبد الله الرزامي الممسك بهذا الدين فكريًا ومستعد للتضحية بصلاة وعبادات أخرى من أجل الغدير، بينما عبدالعظيم الحوثي استغل المناسبة لمصالحه الشخصية، وهذا ما خلق انقسامًا داخل التيار ذاته حول طريقة التعامل مع هذه الشعائر؛ وقد أجبر استخدام القوة والتدخل العسكري للرزامي على ترتيب قوات ضد قرارات الدولة، في حين انتهى عبدالعظيم إلى ترك كل شيء خلفه مقابل مبلغ مالي ورحلة للترفيه، وهذا يكشف جوهر التوظيف السياسي للدين في المشروع الإمامي الجديد الذي يفرّق بين التضحيات الحقيقية ونفاق السلطة.
الغدير وأزمة المصداقية في خطاب الإمامة الجديدة
الغدير، التي يفترض أن تكون ركنًا دينيًا ثابتًا وعقيدة لا تقبل المساومة؛ تحولت لدى بعض ممثلي الإمامة إلى مجرد أداة لتحقيق مصالح شخصية وحفظ للسلطة والنفوذ، ويعود ذلك إلى استغلال حدث ديني عميق التأثير لإدامة دعم مادي وسياسي؛ ويمكن تلخيص الفروق والحقائق كما يلي:
- الولاية والغدير كأدوات استغلالية بالنسبة للسلاليين الباحثين عن النفوذ والمال
- الغدير كدين وفريضة حقيقية للمُضلَّل القبلي المتشيع الذي قد يضحي بحياته في سبيلها
- استخدام الدولة لقرارات منع المناسبة لتهدئة الصراع ووقف الاستغلال السياسي
- الفرق في مواقف القادة وأثرها في استمرار أو توقف الاحتفالات المشاركة
الشخصية | التصرف مع منع احتفالات الغدير | النتيجة |
---|---|---|
محمد عبدالعظيم الحوثي | قبل مليون ريال وترك الاحتفال | غادر صعدة متجهًا إلى حضرموت بلا مظاهرات |
عبد الله عيضة الرزامي | رفض التخلي عن الغدير حتى على حساب الصلاة | اضطرت الدولة لاستخدام الطيران لإجباره على التراجع |
إن ما حدث في محافظة صعدة يبرز بوضوح الفجوة بين الشعارات الدينية التي تُروّج لها جماعة الحوثي وبين الواقع المادي والعالق بالمال والنفوذ لديهم وعلى المستوى العملي يرى الجمهور كيف يمكن أن تُباع أقدس الشعائر بثمن زهيد ويصبح “الغدير” مجرد ورقة سياسية تُلعب بين الأيادي للسيطرة والتموقع، هكذا تظهر الحقيقة وراء الخلافات والمواقف التي تفتقر للصدق والأمانة في التعبير عن الإيمان والالتزام
من هذا المنطلق، يمكن قراءة تجربة الغدير كدليل على الفجوة بين الدين السياسي المصحوب بالمصالح الشخصية، والدين الحقيقي الذي يقتضي الوفاء والتضحية، حيث تبدو المواقف متفاوتة بشكل صارخ بين رُواد الإمامة السلالية والقبليين المتشيعين، وهذا ما يكشف عن جوهر الاستغلال السياسي للدين.