مصر

العاصمة الإدارية الجديدة ضمن أغلى مدن العالم! مشروع مصر القومي يغير خريطة القاهرة ويعد بمستقبل ذكي ومزدهر

في ظل الزحام الخانق والتوسع العشوائي في مدينة القاهرة التي تجاوز عدد سكانها 22 مليون نسمة، تسعى مصر إلى رسم مستقبل حضري مختلف عبر مشروع غير مسبوق في تاريخها الحديث: العاصمة الإدارية الجديدة، التي تُبنى بالكامل من الصفر في قلب الصحراء الشرقية على بُعد نحو 50 كيلومترًا من وسط القاهرة.

مدينة ذكية بمقاييس عالمية

أُطلقت فكرة المشروع رسميًا في مارس 2015 خلال مؤتمر اقتصادي عالمي، وتم تقديمها كحل استراتيجي لتخفيف الضغط عن القاهرة وتحقيق نقلة حضارية عبر مدينة متكاملة تعتمد على التكنولوجيا الذكية في كافة مرافقها.

العاصمة الجديدة صُممت لتستوعب نحو 6.5 مليون نسمة، وتضم مجموعة ضخمة من المنشآت الحكومية، ومقرات للوزارات والهيئات، بالإضافة إلى أحياء سكنية وتجارية وخدمية. وتضم المدينة كذلك “البرج الأيقوني”، وهو أعلى ناطحة سحاب في أفريقيا بارتفاع يلامس 400 متر، ما يعكس الطموح العمراني الكبير الذي تقوم عليه هذه الخطة.

نقلة حكومية وتوسع عمراني فعلي

بدأت أكثر من 1500 أسرة بالفعل في الانتقال إلى العاصمة الجديدة، وشرعت الوزارات المختلفة في نقل مكاتبها إلى الحي الحكومي. وتشير التقديرات إلى أن نحو 48 ألف موظف حكومي يتنقلون يوميًا من القاهرة إلى مقار أعمالهم بالعاصمة الإدارية، ما يخلق حاجة متزايدة إلى وحدات سكنية ومرافق خدمية إضافية.

البنية التحتية.. ربط ذكي بين الماضي والمستقبل

العاصمة الجديدة ترتبط بالقاهرة الكبرى من خلال شبكة نقل ذكية تشمل قطارًا كهربائيًا خفيفًا ومونوريل مرتفع، إلى جانب توسعات طرق ومحاور جديدة.

كما تضم مجموعة من أبرز المعالم الحديثة مثل “مسجد مصر” الذي يُعد الأكبر على مستوى القارة السمراء، وكاتدرائية “ميلاد المسيح” التي تعد الأضخم في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى النهر الأخضر الممتد بطول 10 كيلومترات كمشروع بيئي وسياحي في قلب المدينة.

التمويل والطموح الاقتصادي

ورغم الطابع الطموح للمشروع، إلا أن تكلفته الضخمة تثير تساؤلات اقتصادية. فبحسب تقديرات رسمية، تجاوزت تكلفة المرحلة الأولى 16 مليار دولار، مع توقعات بزيادة الإنفاق في المراحل التالية.

وتعتمد شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية على بيع الأراضي وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لتمويل المشروع. وتعتزم طرح 5% إلى 10% من أسهمها في البورصة خلال 2024 لجمع ما يصل إلى 200 مليار جنيه.

لكن هذه الخطط تواجه انتقادات من بعض الاقتصاديين الذين يرون أن هذه الاستثمارات الضخمة قد تُثقل كاهل الاقتصاد في ظل تراجع العملة وارتفاع أعباء الديون.

تحديات الموارد والسكان

من أبرز التحديات التي تواجه المدينة الجديدة هي توفير المياه، إذ تحتاج إلى نحو 1.5 مليون متر مكعب يوميًا تُضخ من نهر النيل، وهو ما يفتح باب النقاش حول مدى استدامة هذه الكمية في ظل الأزمة المائية التي تواجهها البلاد.

كما يتوقف نجاح التجربة بشكل كبير على قدرة المدينة في جذب شرائح مختلفة من السكان، وليس فقط موظفي الدولة أو الفئات الثرية. ويُعد استكمال الوحدات السكنية وتشغيل المدارس والمستشفيات ومراكز الخدمات من العوامل الأساسية لتحقيق هذا الهدف.

بين الحلم والواقع

رغم التحديات، تؤكد الحكومة عزمها على استكمال المشروع في مراحله المختلفة، حيث يُنتظر أن تنتقل مقار البنوك الكبرى ومؤسسات الدولة خلال السنوات المقبلة، ويتوقع أن تتضاعف مساحة المدينة بحلول عام 2027.

العاصمة الإدارية ليست مجرد مشروع عمراني ضخم، بل تجربة كاملة لإعادة تصميم الحياة الحضرية في مصر، وهي خطوة تعكس تطلعات الدولة لمستقبل مختلف وأكثر تنظيمًا.

محمد إسماعيل

صحفي مصري خريج كلية إعلام امتلك خبرة في كتابة الاخبار في العديد من المواقع الشهيرة. ومهتم بالتعرف على مستجدات الأخبار في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى