السعودية تؤكد التزامها بـ”أوبك+”.. تفاصيل إنتاج النفط وإجراءات تعزيز أمن الطاقة 2025
في سياق التطورات المستمرة في سوق الطاقة العالمي والتزامات المملكة العربية السعودية تجاه استقرار هذا السوق، أكدت وزارة الطاقة السعودية اليوم السبت، على أن المملكة مستمرة في التزامها باتفاق “أوبك+” بشكل كامل. يأتي هذا التأكيد ليُطمئن الأسواق ويُبرهن على الدور المحوري للمملكة كمنتج ومورد موثوق للنفط الخام. وفي هذا الإطار، كشفت الوزارة عن تفاصيل كميات البترول الخام المسلمة خلال شهر يونيو الماضي، والإجراءات الوقائية التي تتخذها لتعزيز مرونة الإمدادات والحفاظ على أمن الطاقة العالمي. ويُقدم لكم موقع المواطن نيوز تفاصيل هذا الإعلان الهام.
التزام ثابت بـ”أوبك+”: أرقام يونيو 2025
شددت وزارة الطاقة السعودية على التزامها التام بقرارات اتفاق “أوبك+”، والذي يهدف إلى تحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية واستقرار الأسعار. وفي إطار هذا الالتزام، بلغت كميات البترول الخام المسلمة خلال شهر يونيو الماضي 9.352 مليون برميل يوميًا. هذا الرقم يتوافق تمامًا مع الحصص المتفق عليها ضمن إطار اتفاق “أوبك+”، مما يؤكد على جدية المملكة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المنظمة والأسواق العالمية.
إجراءات استباقية لتعزيز أمن الطاقة العالمي
أوضحت وزارة الطاقة أن المملكة العربية السعودية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، قد تحركت بشكل استباقي، وحذر، ووقائي. تُبرهن هذه الخطوات على ما عُرفت به المملكة من موثوقية وشفافية واعتمادية في سوق الطاقة العالمي. الهدف الأسمى من هذه الإجراءات هو تعزيز مرونة الإمدادات النفطية، والحفاظ على أمن الطاقة العالمي الذي يُعد ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على مستوى الكوكب.
توضيحات حول الإنتاج الزائد المؤقت وتوجيهه
في سياق توضيح دقيق، أشارت الوزارة إلى أنه على الرغم من أن إنتاج المملكة قد تجاوز الكميات المسلمة لفترة وجيزة جدًا، إلا أن هذا التجاوز لم يُسوق محليًا ولا دوليًا. هذا يعني أن أي كميات إضافية لم تُعرض للبيع في الأسواق، مما يُحافظ على التزام المملكة بحصص الإنتاج المتفق عليها.
بدلاً من تسويقها، جرى توجيه هذه الكميات الإضافية كإجراء احترازي ومدروس إلى عدة مسارات حيوية:
- تعزيز المخزونات المحلية: زيادة احتياطيات النفط الخام داخل المملكة لضمان استمرارية الإمدادات في أي ظروف طارئة. هذا يُعزز من الأمن الطاقوي للمملكة ذاتها.
- تحسين مرونة الإمدادات بين شرق المملكة وغربها: يهدف هذا الإجراء إلى تحسين كفاءة نقل النفط الخام داخل المملكة، وتوفير مرونة أكبر في تلبية الاحتياجات المحلية أو التصديرية من خلال مختلف الموانئ والمرافق.
- إعادة توزيع المخزونات في مراكز التخزين خارج المملكة: تمتلك المملكة العربية السعودية مراكز تخزين استراتيجية للنفط الخام في مناطق مختلفة حول العالم. توجيه الكميات الإضافية إلى هذه المراكز يُعزز من جاهزية المملكة لتلبية الطلب العالمي بسرعة وفعالية في أوقات الحاجة.
الشفافية الكاملة في الإبلاغ عن البيانات
أكدت وزارة الطاقة على التزام المملكة المطلق بالشفافية في تعاملاتها مع المنظمات الدولية وسوق الطاقة. وأضافت أن المملكة تقوم برفع بيانات الإنتاج والعروض إلى أمانة منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” بشكل شهري وبشفافية كاملة. هذا الإجراء يُعد ركيزة أساسية لتعزيز الثقة بين الدول الأعضاء في “أوبك” ومع المجتمع الدولي بشكل عام.
وللتأكيد على هذه الشفافية، قامت المملكة أيضًا بإطلاع جميع المصادر الثانوية العالمية المعتمدة لدى “أوبك” رسميًا، على بيانات شهر يونيو في مطلع هذا الأسبوع. تشمل هذه المصادر وكالات الطاقة الدولية والشركات الاستشارية التي تقوم بتقييم إنتاج الدول الأعضاء في “أوبك” بشكل مستقل. هذا التنسيق المباشر مع المصادر الثانوية يُعزز من مصداقية الأرقام والبيانات الصادرة عن المملكة، ويُساهم في الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي.