المانجو المصرية: استراتيجيات مبتكرة لزيادة الإنتاجية وتعزيز الصادرات في ضوء توقعات 2025

شهدت زراعة المانجو في مصر نموًا ملحوظًا ومستمرًا، مدفوعة بالطلب المتزايد على هذه الفاكهة الاستوائية اللذيذة سواء في الأسواق المحلية أو العالمية. ومع اقتراب موسم تصدير 2025، تتجه الأنظار نحو تحقيق أقصى استفادة من هذا المحصول الواعد. يقدم المواطن نيوز في هذا المقال استعراضًا شاملاً لأحدث التطورات والنصائح الفنية لزيادة إنتاجية المانجو وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية.
أظهرت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة نموًا لافتًا في إنتاجية المانجو، حيث وصل حجم الإنتاج المحلي خلال العام الماضي إلى أكثر من مليون و43 ألف طن. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل زاد متوسط إنتاجية الفدان الواحد بشكل ملحوظ ليبلغ 4.6 طن، وهو ما يعكس الجهود المبذولة لتحسين الممارسات الزراعية وزيادة كفاءة الإنتاج. هذه الأرقام تؤكد على الإمكانات الهائلة التي تمتلكها مصر في هذا القطاع الزراعي الحيوي.
تعزيز الإنتاجية من خلال أصناف المانجو المحلية المختارة
يلعب اختيار الأصناف الجيدة والممارسات الزراعية السليمة دورًا حاسمًا في تحقيق أقصى استفادة من أشجار المانجو. في هذا السياق، يقدم الدكتور علاء جمعة، أستاذ البساتين بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، نصائح عملية للمزارعين لزيادة إنتاجية أشجارهم. يشدد الدكتور جمعة على أهمية اختيار أقوى خمس أشجار من حيث الإنتاجية ومقاومتها للأمراض والتغيرات الجوية. يمكن استخدام الأقلام المأخوذة من هذه الأشجار “الأمهات” في عمليات التطعيم، سواء للشتلات الجديدة أو للأشجار الضعيفة وغير المنتجة. هذه الطريقة تضمن أن تكون إنتاجية الأشجار المطعم بها مماثلة تمامًا لإنتاجية الشجرة الأم الأصلية، مما يساهم في رفع الكفاءة الإنتاجية للمزرعة ككل.
ويوضح الدكتور جمعة نقطة جوهرية أخرى تتعلق بالتسميد، حيث يؤكد على ضرورة زيادة معدلات التسميد بمقدار الثلث كلما زاد عدد الثمار على الأشجار. هذا الإجراء ضروري لضمان حصول الثمار على التغذية الكافية للوصول إلى الحجم التسويقي الكامل، بالإضافة إلى تحفيز نمو خضري جديد وصحي. يشير إلى أن كل ثمرة تحتاج إلى عدد معين من الأوراق (يتراوح بين 30 إلى 50 ورقة) لتغذيتها وحمايتها من أشعة الشمس، مؤكدًا على أن الورقة هي “مصنع الغذاء” الذي يزود الثمرة بالعناصر الغذائية المصنعة.
اقرأ أيضًا: من “قشطة عبد الرازق” إلى “الباشون فروت”.. الفاكهة الاستوائية تغزو الأسواق المصرية وتُصدَّر للعالم
استراتيجيات لتجنب ضعف الثمار وظاهرة المعاومة
لمنع ظاهرة ضعف الثمار وتساقطها وظهور “لسعة الشمس”، والتي تحدث نتيجة لضعف النمو الخضري، يقترح الدكتور جمعة حلولًا عملية. في مثل هذه الحالات، ينصح بزيادة كمية تركيبة التحجيم المستخدمة من 10 لترات إلى 15 لترًا للفدان. هذه التركيبة تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها الشجرة، وبالتالي تساهم في زيادة صلابة الجذور الخلوية لأنسجة النموات الجديدة وتسريع نضجها. هذا الحل المبتكر يساعد المزارعين على الحفاظ على جودة الثمار وحجمها التسويقي.
كما يؤكد على أهمية زيادة معدلات الري خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، مع تقليلها عند تراجع الحرارة، لضمان حصول الأشجار على احتياجاتها المائية دون إفراط أو نقص. ويشدد على أن التقليم يجب أن يكون عملية مستمرة على مدار العام وليس مقتصرًا فقط على فترة ما بعد جمع المحصول، مما يساهم في الحفاظ على صحة الشجرة وإنتاجيتها. ومن الضروري أيضًا ألا يزيد ارتفاع الأشجار عن 6 أمتار، وزيادة المساحات بين الأشجار لضمان وصول الإضاءة اللازمة لها من جميع الاتجاهات، وهو ما يعزز عملية التمثيل الضوئي ويؤثر إيجابًا على جودة الثمار. وأخيرًا، يوصي بتحقيق التوازن في عمليات التسميد وتجنب المغالاة فيها.
المانجو المصرية: قصة نجاح في الأسواق الدولية
تحتل المانجو المصرية مكانة مرموقة في الأسواق الدولية، حيث أظهرت الإحصائيات نموًا هائلاً في معدلات تصديرها. فقد زادت صادرات المانجو المصرية بأكثر من 400% خلال السنوات العشر الماضية، حيث لم تتجاوز الصادرات 33 ألف طن عام 2015، بينما وصلت إلى 150 ألف طن خلال العام الماضي. هذا النمو يعكس جودة المنتج المصري وقدرته على المنافسة عالميًا.
مع انطلاق موسم التصدير في منتصف يوليو، أنهت شركات التصدير كافة استعداداتها لبدء الموسم، وتتوقع زيادة ملحوظة في معدلات التصدير خلال العام الحالي، حيث من المتوقع أن تزداد بنسبة تتراوح بين 30% و40% عن العام الماضي. هذه التوقعات الإيجابية تبشر بمستقبل مشرق لزراعة وتصدير المانجو المصرية، مما يعزز مكانتها كأحد أهم المحاصيل التصديرية التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير العملة الصعبة.