ريادة الفراولة المصرية عالميًا: 7 شروط حاسمة لزيادة الإنتاج في مواجهة التغيرات المناخية

تتربع مصر على عرش الدول الرائدة عالميًا في زراعة وإنتاج الفراولة، حيث تحتل المرتبة الأولى في تصدير الفراولة المجمدة، وتعد من كبريات الدول المصدرة للمحصول طازجًا. وللحفاظ على هذه المكانة المرموقة في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، تعمل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالتعاون مع المجلس التصديري للحاصلات الزراعية على التوسع في تصدير المحصول وفتح أسواق جديدة. في هذا المقال، يستعرض المواطن نيوز أبرز الشروط والإجراءات لضمان استمرارية ريادة الفراولة المصرية.
تأثير التغيرات المناخية على زراعة الفراولة وسبل المواجهة
أشار تقرير صادر عن مركز البحوث الزراعية إلى أن التغيرات المناخية يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية واضحة على مختلف المحاصيل، ومن بينها الفراولة. فالتغيرات في درجات الحرارة ومستويات الرطوبة تؤثر بشكل رئيسي على حدوث الأمراض النباتية، حيث تزيد الظروف المناخية المناسبة من نسبة الإصابة بالفطريات والآفات، بينما تقل الإصابة عندما تكون الظروف غير مناسبة. لذلك، بات من الضروري اعتماد ممارسات زراعية مستدامة تتكيف مع هذه التغيرات.
ولضمان استمرار مصر في ريادتها في إنتاج وتصدير الفراولة، أوضح التقرير أن هناك سبعة إجراءات وشروط أساسية يجب الالتزام بها:
- اختيار تربة مناسبة: يجب أن تكون التربة خالية من الأملاح لتجنب تأثيرها السلبي على الإنتاجية والجودة. يتطلب ذلك اختبار معدلات ملوحة التربة والمياه بانتظام والتأكد من أنها ضمن الحدود المسموحة، بحيث لا تتجاوز ملوحة التربة 500 جزء في المليون، وملوحة المياه 600 إلى 700 جزء في المليون.
- منع الإصابة بمرض العفن الرمادي: يعتبر هذا المرض من أخطر التحديات التي تواجه مزارعي الفراولة، حيث يؤدي إلى تلف الثمار وجعلها غير صالحة للتسويق. يجب تطبيق برامج وقائية صارمة للحد من انتشاره.
- تعقيم التربة واختيار شتلات خالية من الأمراض: يضمن تعقيم التربة القضاء على المسببات المرضية في التربة، بينما يضمن اختيار شتلات صحية خالية من الأمراض ارتفاع معدلات الجودة والإنتاجية من البداية.
- توفير احتياجات الفراولة من العناصر الغذائية: تعد التغذية السليمة أساسًا لنمو صحي وإنتاج وفير. إضافة 100 كيلو من سلفات البوتاسيوم و200 كيلو من الكبريت الزراعي يمكن أن تساهم بشكل كبير في ضبط حموضة التربة وحماية المحصول من الآفات.
- التسميد الجيد للتربة والمشتل: تتطلب الفراولة كميات كبيرة من المغذيات لتحقيق نمو خضري وثمري مثالي. لذا يجب الاهتمام ببرامج تسميد متوازنة وغنية بالعناصر الضرورية.
- الري المنتظم والدقيق: يجب أن يكون الري منتظمًا طوال فترة الزراعة، مع استخدام العناصر الكبرى والصغرى، خاصة العناصر المخلبية. يفضل تطبيق هذه العناصر كل عشرة أيام أو أسبوعين لضمان نمو صحي وإنتاج شتلات قوية ومقاومة.
- اختيار أمهات الفراولة من مصادر موثوقة: لضمان جودة المحصول الجيني، يجب اختيار أمهات الفراولة من مصادر موثوقة ومعتمدة، مع التأكد التام من خلوها من الإصابات الفيروسية التي قد تؤثر على الأجيال اللاحقة.
اقرأ أيضًا: من “قشطة عبد الرازق” إلى “الباشون فروت”.. الفاكهة الاستوائية تغزو الأسواق المصرية وتُصدَّر للعالم
اقرأ أيضًا: أسعار الخضروات والفواكه في مصر اليوم 12 يوليو
نمو المساحات المزروعة وتفوق الصادرات المصرية
وفقًا لبيانات وزارة الزراعة، شهدت المساحة المزروعة من الفراولة في مصر زيادة ملحوظة، حيث ارتفعت من 67 ألف فدان في عام 2023 إلى أكثر من 85 ألف فدان في عام 2024. هذا التوسع يعكس ثقة المزارعين في هذا المحصول الاستراتيجي وإمكاناته الاقتصادية الكبيرة.
على صعيد الصادرات، حققت الفراولة المصرية أرقامًا قياسية. فقد بلغ حجم صادرات الفراولة المجمدة خلال العام الماضي 2024 حوالي 350 ألف طن، بحجم عائدات وصل إلى 381 مليون دولار. هذه الأرقام مذهلة وتؤكد مكانة مصر الرائدة، حيث بلغت حصتها السوقية من حجم السوق العالمية 26%، أي أكثر من ربع صادرات العالم. كما أشار التقرير إلى أن الصادرات الطازجة بلغت حوالي 48 ألف طن، مما يدل على الطلب المتزايد على الفراولة المصرية في مختلف أشكالها.
التحول الرقمي: أول شهادة صحة نباتية إلكترونية للفراولة
وفي خطوة مهمة نحو تعزيز الصادرات وتسهيل الإجراءات، أصدر الحجر الزراعي بإدارة مطار القاهرة مؤخرًا عددًا من شهادات الصحة النباتية الإلكترونية لدول الاتحاد الأوروبي عبر منظومة TRACES NT. وقد عمل مسؤولو الصحة النباتية والمختصون بالإدارة المركزية على تسهيل تسجيل الشركات وتدريب فاحصي الحجر الزراعي على إصدار هذه الشهادات الإلكترونية، والتي تم بالفعل إصدارها خلال اليوم بمعرفة مفتشي الحجر الزراعي بقسم الصادر.
أكد الدكتور محمد المنسي، رئيس الحجر الزراعي المصري، أن إصدار أول شهادة إلكترونية لشحنة فراولة مصدرة جوًا يمثل نقلة نوعية، وسيتوالى إصدار العديد من الشهادات الأخرى. هذا التحول الرقمي سيؤدي إلى سرعة إنهاء الإجراءات مع التأكد من جودتها المطلقة، مما يعزز من كفاءة عمليات التصدير ويفتح آفاقًا جديدة أمام الفراولة المصرية في الأسواق العالمية.