النحل اليمني بالمملكة.. سر الإنتاجية العالية والمقاومة البيئية المدهشة 2025

في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتعزيز قطاعها الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الغذائية، تولي وزارة البيئة والمياه والزراعة اهتمامًا خاصًا بتربية النحل وتحسين سلالاته. وفي هذا الصدد، ألقت إدارة الإرشاد الزراعي الضوء على أبرز مزايا سلالة النحل اليمني، التي تُعد كنزًا محليًا بخصائص فريدة تساهم في تحقيق إنتاجية عالية ومقاومة للظروف البيئية. هذه التفاصيل المهمة تُعزز من دور النحل اليمني في دعم الأمن الغذائي للمملكة، ويقدمها لكم موقع المواطن نيوز.
النحل اليمني: سلالة محلية بخصائص فريدة
تُعتبر سلالة النحل اليمني من السلالات المحلية المتميزة التي تم تربيتها وتأقلمها داخل المملكة العربية السعودية لسنوات طويلة. هذا التأقلم الطويل مع البيئة المحلية أكسبها مجموعة من المزايا الفريدة التي تجعلها خيارًا مثاليًا للمربين في المنطقة.
من أبرز ما يميز هذه السلالة قدرتها على التأقلم بشكل ممتاز مع الظروف البيئية القاسية والمتغيرة في المملكة. سواء كانت درجات الحرارة المرتفعة، أو التقلبات المناخية، فإن النحل اليمني يُظهر قدرة فائقة على التكيف والبقاء نشطًا ومنتجًا. هذه الخاصية تُقلل من المخاطر التي قد تواجه خلايا النحل في البيئات الصعبة، وتُساهم في استمرارية الإنتاج.
بالإضافة إلى تأقلمها البيئي، تُعرف سلالة النحل اليمني بمقاومتها العالية للعديد من الآفات والأمراض التي تهاجم النحل. تُعد الآفات مثل “الفاروا” وغيرها من التحديات الكبرى التي يواجهها مربو النحل عالميًا، وقدرة النحل اليمني على مقاومتها تُقلل من الحاجة إلى التدخلات الكيميائية، مما يُسهم في إنتاج عسل ومنتجات نحل أكثر نقاءً وصحة.
خصوبة عالية وإنتاجية وفيرة: ملكة النحل اليمني
تُعد ملكة النحل اليمني عاملًا رئيسيًا في نجاح هذه السلالة، حيث تتميز بخصوبة عالية جدًا. تُنتج الملكة الواحدة متوسطًا يتراوح بين 800 إلى 1200 بيضة يوميًا. هذه القدرة الإنتاجية العالية من البيض تنعكس بشكل مباشر على وجود كثافة عددية كبيرة من شغالات نحل العمل داخل الخلية.
الشغالات هي المسؤولة عن جميع المهام داخل الخلية، من جمع الرحيق وحبوب اللقاح، إلى بناء الأقراص الشمعية، ورعاية اليرقات، وتنظيف الخلية. كلما زاد عدد الشغالات، زادت كفاءة الخلية وقدرتها على الإنتاج. هذا العدد الكبير من الشغالات يُترجم مباشرة إلى:
- إنتاجية عالية من العسل: حيث يتم جمع كميات أكبر من الرحيق وتحويله إلى عسل.
- إنتاجية وافرة من حبوب اللقاح: التي تُعد مصدرًا غذائيًا مهمًا للنحل ولها فوائد صحية للإنسان.
- منتجات نحل أخرى: مثل البروبوليس (صمغ النحل) وشمع العسل، والتي تُعد ذات قيمة اقتصادية وصحية كبيرة.
دعم الأمن الغذائي والاقتصادي
تُساهم سلالة النحل اليمني بفضل مزاياها الفريدة في دعم الأمن الغذائي للمملكة العربية السعودية. فالعسل ومنتجات النحل الأخرى تُعد مصادر غذائية قيمة، وتُعزز من التنوع البيولوجي للنباتات من خلال عملية التلقيح التي يقوم بها النحل.
كما أن تربية هذه السلالة تُوفر فرصًا اقتصادية للمربين المحليين، وتُسهم في تنمية القطاع الزراعي بشكل عام. إن التركيز على السلالات المحلية المتأقلمة والمقاومة للآفات يُقلل من التكاليف التشغيلية ويُعزز من استدامة هذا القطاع الحيوي. تُشكل جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة في تسليط الضوء على هذه السلالة دعماً كبيراً للمربين، وتُشجع على تبني أفضل الممارسات في تربية النحل لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستدامة في هذا المجال.