تستعد سماء المملكة العربية السعودية والوطن العربي فجر يوم غدٍ، وقبل شروق الشمس بساعات قليلة، لاستضافة مشهد فلكي استثنائي يجمع بين الجمال البصري والندرة الفلكية. سيشهد الفجر اقترابًا مذهلاً بين كوكب الزهرة الساطع والنجم العملاق البرتقالي الدبران، ليصلا إلى أقل من 3 درجات بينهما في اقتران لامع يمكن رؤيته بوضوح بالعين المجردة. هذه الظاهرة الفلكية، التي تُعد فرصة ذهبية لعشاق الفلك والمصورين، تُقدمها لكم بالتفصيل موقع المواطن نيوز.
لقاء كوكبي ونجومي: جماليات الاقتران الفلكي
يُعد الدبران، النجم العملاق البرتقالي، ألمع نجوم كوكبة الثور وواحدًا من أبرز النجوم في السماء. يكتسب هذا النجم أهمية خاصة في الفلك والرصد، ويُشكل لقاؤه مع كوكب الزهرة المتوهج حدثًا بصريًا بديعًا. تُقدم هذه اللحظة النادرة فرصة مثالية لرصد جمال السماء الصيفية، حيث يجتمع كوكب متوهج بنجم ساطع في مشهد يُلفت الأنظار.
ما يُزيد من تميز هذا الاقتران هو أن كوكب الزهرة سيعبر في الوقت ذاته الممر السماوي الواقع بين عنقودي النجوم الشهيرين، الثريا والقلائص. يُعتبر هذا الموقع السماوي مميزًا، ونادرًا ما يجتمع فيه جرم لامع (مثل الزهرة) مع نجم لامع (مثل الدبران) بهذا الشكل الاستثنائي. هذه التشكيلة الفلكية تُعطي المشهد بعدًا جماليًا إضافيًا، وتُمكن هواة الفلك من مشاهدة عدة أجرام سماوية بارزة في إطار واحد.
فرصة مثالية للمصورين والمهتمين بالفلك
أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذه الظاهرة الفلكية تمثل فرصة نادرة للمصورين والمهتمين بالفلك لتوثيق هذا المشهد قبل شروق الشمس. يُشجع أبو زاهرة على استغلال هذه اللحظة، خاصة مع التوقعات بأن تكون السماء صافية نسبيًا في معظم مناطق شبه الجزيرة العربية، مما يُعزز من وضوح الرؤية.
وللحصول على أفضل اللقطات، نصح المهندس أبو زاهرة باستخدام العدسات الواسعة لالتقاط كل من الزهرة والدبران مع خلفية النجوم المتلألئة في الأفق الشرقي. هذه العدسات تُمكن المصورين من التقاط مساحة أوسع من السماء، مما يُضيف عمقًا وجمالًا للصور الفلكية.
أفضل أوقات ومواقع الرصد
لتحقيق أفضل تجربة رصد لهذا الاقتران البديع، أشار المهندس ماجد أبو زاهرة إلى أن أفضل وقت للرصد سيكون من الساعة 3:30 فجرًا حتى شروق الشمس. لضمان رؤية واضحة، يُفضل اختيار موقع مظلم بعيد عن التلوث الضوئي للمدن، مع التأكد من وجود أفق شرقي مفتوح لا تحجبه المباني أو الأشجار. كلما كان الموقع أكثر ظلامًا وصفاءً، زادت فرصة رؤية التفاصيل الدقيقة لهذا الاقتران.
تألق مستمر: الزهرة والدبران يضيئان السماء
يُذكر أن كوكب الزهرة يشهد هذه الفترة تزايدًا في لمعانه، مما يجعله واحدًا من ألمع الأجرام السماوية المرئية في سماء الفجر. في الوقت نفسه، يواصل النجم الدبران تألقه كونه أحد ألمع نجوم السماء. هذا التوهج المشترك للزهرة والدبران يجعل هذا الاقتران مشهدًا لا يُفوت لعشاق التصوير الفلكي ومحبي تأمل السماء.
تُذكرنا هذه الظواهر الفلكية بجمال الكون اللامتناهي، وتُقدم فرصة للتأمل في عظمة الخالق، وتشجع على الاهتمام بعلوم الفلك التي تُثري المعرفة البشرية.
