برنامج وطني لتعليم الذكاء الاصطناعي.. المملكة تستثمر في أجيال المستقبل ودعوة لتسجيل مليون سعودي في “سماي”

في خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل رقمي مزدهر، جددت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، بالتعاون مع وزارتي التعليم والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، دعوتها لـمليون مواطن ومواطنة للتسجيل في برنامج “مليون سعودي للذكاء الاصطناعي – سماي“. يهدف هذا البرنامج الطموح إلى تزويد المتدربين من مختلف الأعمار بأساسيات ومهارات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز من القدرات الوطنية في هذا المجال الحيوي. ويُقدم لكم موقع المواطن نيوز تفاصيل هذه المبادرة الهامة ودورها في تحقيق رؤية المملكة 2030.
برنامج “سماي”: تدريب مجاني وشامل في الذكاء الاصطناعي
يُقدم برنامج “مليون سعودي للذكاء الاصطناعي – سماي” فرصة فريدة للتعلم واكتساب المهارات في مجال يُعد عصب المستقبل. يتميز البرنامج بالآتي:
- التعليم عن بُعد: يُقدم البرنامج بالكامل عبر الإنترنت، مما يتيح للمشاركين المرونة في التعلم من أي مكان وفي أي وقت.
- مجاني وباللغة العربية: يُتاح التدريب مجانًا، ويُقدم باللغة العربية، مما يُزيل الحواجز اللغوية ويُسهل الوصول إلى المحتوى التعليمي.
- إمكانية التسجيل العالمي: يُمكن للمواطنين والمقيمين من أي مكان في العالم التسجيل في البرنامج عبر الرابط المخصص: https://samai.futurex.sa.
- شهادة معتمدة: يحصل المشاركون بعد إتمام التدريب بنجاح على شهادة معتمدة من “سدايا”، مما يُضيف قيمة لملفاتهم المهنية ويُعزز من فرصهم في سوق العمل.
تُعد مبادرة “سماي” ذراعًا تدريبية مهمة ضمن جهود المملكة لرفع وعي المجتمع بأهمية الذكاء الاصطناعي وتمكين الأفراد من دمج التقنيات الحديثة في حياتهم اليومية. هذا التمكين لا يُعزز الابتكار الفردي فحسب، بل يدعم أيضًا بناء اقتصاد معرفي مستدام قائم على التكنولوجيا والابتكار.
تكامل المبادرات: الذكاء الاصطناعي في التعليم العام 2025-2026
تزامنًا مع إطلاق مبادرة “سماي”، أعلن المركز الوطني للمناهج عن قرار تاريخي بتعميم واعتماد تدريس الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم العام، وذلك بدءًا من العام الدراسي 2025 – 2026. هذا القرار يُمثل نقلة نوعية في المناهج التعليمية السعودية.
يأتي هذا القرار كثمرة للتعاون الوثيق بين وزارة التعليم، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، و”سدايا“. ويُجسد هذا الحراك حرص المملكة على تقديم تعليم نوعي يُعزز التنافسية العالمية، مع تطوير قدرات وطنية متمكنة في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. هذه الشراكة مع قطاعات محلية وعالمية تهدف إلى بناء أجيال قادرة على التفاعل بفعالية مع أدوات العصر الرقمي، مما يُسهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
بناء أجيال رقمية: رؤية المملكة 2030
يُشكل هذا الاستثمار في تعليم وتدريب الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في تحقيق طموحات رؤية المملكة 2030. تهدف المملكة من خلال هذه المبادرات إلى:
- تطوير الكفاءات الوطنية: بناء جيل من الشباب السعودي لديه المهارات اللازمة في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، ليكونوا قادة المستقبل في الاقتصاد المعرفي.
- تعزيز الابتكار والتحول الرقمي: خلق بيئة محفزة للابتكار تسهم في تطوير حلول تقنية مبتكرة تخدم المجتمع وتدفع عجلة النمو الاقتصادي.
- تحقيق التنافسية العالمية: وضع المملكة في مصاف الدول الرائدة عالميًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
- دعم الاقتصاد المستدام: تنويع مصادر الدخل الوطني، والابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط، من خلال بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتقنية.
إن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العام وتوفير برامج تدريبية واسعة النطاق للمواطنين، يُعزز من قدرة المملكة على مواجهة تحديات المستقبل، ويُمكنها من استغلال الفرص التي تُقدمها الثورة الصناعية الرابعة. هذه الخطوات تعكس التزام القيادة السعودية ببناء مستقبل مشرق لأبنائها وبناتها، ووضع المملكة في مكانتها المستحقة كمركز عالمي للابتكنولوجيا.