تفتح المدارس أبوابها مع بداية العام الدراسي لفحص “السلامة الغذائية” في المقاصف

مع بداية العام الدراسي.. “السلامة الغذائية” في المقاصف تحت المجهر
مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، تتصدر السلامة الغذائية في المدارس قائمة الأولويات، في ظل المخاوف المتزايدة من الأمراض المنقولة عبر الطعام، خصوصًا في البيئات المزدحمة كالمقاصف المدرسية. ويؤكد خبراء الميكروبيولوجيا أن أي خلل في تخزين أو تحضير الأطعمة قد يؤدي إلى نمو وانتقال بكتيريا ممرضة تهدد صحة الطلاب.
### مخاطر بكتيرية محتملة
وحذّر الدكتور نبيل مردد، الباحث في علم الأحياء الدقيقة الطبية بجامعة مانشستر، في حديثه لـ”سبق”، من أبرز مسببات الأمراض المرتبطة بالأغذية، مشيرًا إلى أن “السالمونيلا” قد تنتقل عبر الدواجن أو البيض غير المطهو جيدًا، فيما تشكل “الإشريكية القولونية (E. coli)” خطرًا عند تلوث الخضروات أو اللحوم، أما “الليستيريا” فهي قادرة على النمو حتى في درجات التبريد، مما يجعل منتجات الألبان غير المبسترة والأطعمة الجاهزة بيئة مناسبة لتكاثرها.
وأشار إلى أن هذه الأنواع مسؤولة عن العديد من حالات التسمم الغذائي، والإسهال، والالتهابات الحادة، مؤكدًا أن النظافة الصارمة والتخزين السليم داخل المقاصف المدرسية أمر لا يمكن التهاون به.
### الوقاية مسؤولية جماعية
توصي الجهات الصحية ببروتوكولات وقائية تشمل: فحص المواد الغذائية قبل دخولها، تخزينها في درجات حرارة آمنة، الطهي الجيد، منع إعادة التسخين المتكرر، تعقيم الأسطح والأدوات، وتدريب العاملين على النظافة الشخصية وارتداء القفازات والملابس الواقية.
### البروبيوتك.. دعم طبيعي للمناعة
من جانب آخر، تبرز أهمية البروبيوتك (البكتيريا النافعة) في دعم الجهاز المناعي للطلاب، حيث تساعد على تحسين الهضم وتقليل فرص الإصابة بالالتهابات. ويوصي المختصون بتضمين الزبادي الطبيعي والأجبان الطازجة ضمن الوجبات المدرسية، مع ضرورة حفظها في عبوات محكمة ونظيفة للحفاظ على جودتها.
### ثقافة وقائية تبني بيئة تعليمية صحية
يسهم دمج مفاهيم السلامة الغذائية مع التوعية بأهمية البروبيوتك في خلق بيئة مدرسية أكثر صحة وأمانًا، تمنح الطلاب مناعة قوية تُعينهم على التركيز والتحصيل الدراسي، وتحول الوقاية إلى سلوك يومي بدلًا من استجابة طارئة.
وأكد التقرير في ختامه أن “المقصف المدرسي ليس فقط مكانًا لبيع الطعام، بل هو خط الدفاع الأول عن صحة طلابنا”.