بخبرات مصرية.. كينشاسا تستعين بشركات وطنية لإنشاء مدينة جديدة بالكامل

في خطوة تعكس ثقة القارة الإفريقية في الخبرات المصرية بمجال التشييد والتخطيط العمراني، أعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية توقيع اتفاق رسمي مع عدد من الشركات الوطنية المصرية للمساهمة في إنشاء مدينة جديدة بالكامل بالعاصمة كينشاسا. ويهدف المشروع إلى تخفيف الضغط العمراني عن قلب العاصمة، وتوفير بيئة حضرية حديثة تلبي احتياجات السكان المتزايدين.

وبحسب البيان الصادر عن وزارة الإسكان المصرية، فإن المشروع سيتم تنفيذه على عدة مراحل، ويشمل تخطيط وتنفيذ شبكة طرق ومرافق عامة، بالإضافة إلى إنشاء وحدات سكنية ومراكز خدمية متكاملة، مع الاعتماد على معايير الاستدامة البيئية والتكنولوجيا الذكية في التصميم.

مشاركة فعالة من كبريات الشركات الوطنية

ومن المتوقع أن تتولى شركات مصرية مثل المقاولون العرب وبتروجيت وعدد من المكاتب الاستشارية، تنفيذ مراحل المشروع، بدءًا من إعداد الدراسات الهندسية، مرورًا بتنفيذ البنية التحتية، وصولًا إلى تسليم المرافق والمنشآت الحكومية والسكنية. وتأتي هذه المشاركة في إطار اتفاقات التعاون الثنائي بين مصر والكونغو، والتي تم تفعيلها خلال الأشهر الماضية ضمن أجندة التعاون الإفريقي المشترك.

شاهد أيضًا: وظائف بنك التعمير والإسكان 2025 شروط القبول وكيفية التقديم إلكترونيًا

• كيف تدعم مصر التنمية في إفريقيا؟ مشروعات كبرى تعزز العلاقات الإقليمية

• العاصمة الإدارية المصرية.. نموذج يحتذى به في تخطيط المدن الجديدة

وأكد وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار أن المشروع يُمثل فرصة حقيقية لنقل التجربة المصرية في بناء المدن الحديثة إلى إفريقيا، مشددًا على أن الشركات المصرية أثبتت قدرتها على تنفيذ مشروعات عملاقة بكفاءة عالية، سواء داخل مصر أو خارجها.

شاهد أيضًا: التربية والتعليم: تسلم طلاب الثانوية العامة ورقة مفاهيم الأحياء لمساعدتهم في الاستذكار والوصول إلى الإجابات

• مشروعات البنية التحتية في إفريقيا.. الدور المصري في قيادة التنمية

• تصدير الخبرات العمرانية.. كيف أصبحت مصر شريكًا استراتيجيًا للدول الإفريقية؟

نقل خبرات وتوسيع النفوذ الإقليمي

ويُعد المشروع جزءًا من رؤية استراتيجية للكونغو الديمقراطية تستهدف إنشاء تجمعات حضرية ذكية تواكب متطلبات التنمية المستدامة، مع تقليل الكثافة السكانية داخل العاصمة، وتحفيز الاستثمار في المناطق العمرانية الجديدة.

ويرى مراقبون أن الاعتماد على الشركات المصرية يعزز مكانة القاهرة كقوة إقليمية في مجالات المقاولات والهندسة والتخطيط العمراني، خاصة أن هذه الخطوة تتزامن مع مشروعات مصرية مماثلة في السودان، وتشاد، وأوغندا.

وتعكس هذه المشاركة اتساع النفوذ المصري الناعم في إفريقيا، حيث يُترجم التعاون العمراني إلى علاقات سياسية واقتصادية أعمق، في وقت تتنافس فيه دول كبرى على النفوذ داخل القارة.

ومن المتوقع أن يبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع خلال الربع الأول من العام المقبل، بعد الانتهاء من مرحلة الدراسات والمسح الطبوغرافي، على أن يتم تسليم المرحلة الأولى من المدينة خلال عامين.