شهدت مدينة سمنود بمحافظة الغربية صباح اليوم حادثًا مفاجئًا، تمثل في سقوط مئذنة مسجد سيدي سلامة التاريخي، دون تسجيل أي إصابات بشرية، فيما تحركت الجهات المعنية على الفور لمعاينة الواقعة والتحقيق في ملابساتها.
ويُعد المسجد من المعالم التاريخية في المنطقة، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى مئات السنين، ويتميز بطابع معماري فريد، خاصة مئذنته التي كانت من أبرز العلامات البصرية في المدينة. وقد أثار سقوطها حالة من الحزن بين الأهالي، نظرًا لقيمتها الدينية والتراثية.
لجنة من وزارة الآثار تكشف تفاصيل الانهيار
فور وقوع الحادث، انتقلت لجنة من وزارة السياحة والآثار إلى الموقع، لمعاينة حالة المسجد وتحديد أسباب سقوط المئذنة. وأوضحت اللجنة الأولية أن السبب يعود إلى تآكل شديد في أساسات المئذنة نتيجة تسرب المياه الجوفية، إضافة إلى غياب أعمال الترميم الدورية خلال السنوات الماضية.
-
انهيارات معمارية بسبب الإهمال.. مساجد تاريخية تواجه الخطر
-
كيف تحافظ وزارة الآثار على المساجد التراثية في المحافظات؟
وأكدت اللجنة أن باقي أجزاء المسجد ما زالت سليمة إنشائيًا، لكنها تحتاج إلى صيانة عاجلة، فيما تم اتخاذ قرار فوري بإغلاق المنطقة المحيطة بالمئذنة لحين إزالة الأنقاض بشكل آمن وتأمين الموقع.
من جانبها، أعلنت مديرية الأوقاف بالغربية أن المسجد كان تحت إشرافها وتم رفع تقارير مسبقة بشأن احتياجه للترميم، مشيرة إلى أنها ستتعاون مع وزارة الآثار في خطة إنقاذ شاملة للمبنى.
مطالب محلية بترميم المسجد وإنقاذ تراثه
طالب عدد من الأهالي ونواب البرلمان عن مدينة سمنود بضرورة إدراج مسجد سيدي سلامة ضمن خطة الترميم العاجلة للمساجد التراثية، مؤكدين أن المئذنة المنهارة كانت رمزًا تاريخيًا يجب الحفاظ عليه. وأعرب المواطنون عن تخوفهم من أن يتعرض المسجد بالكامل لمصير مشابه حال تأخرت أعمال الترميم.
-
قائمة بأشهر المساجد التاريخية المهددة في دلتا مصر
-
خطة الحكومة لترميم المساجد الأثرية.. إنقاذ أم سباق مع الزمن؟
الجدير بالذكر أن وزارة الآثار أدرجت المسجد منذ سنوات ضمن قائمة المنشآت ذات القيمة التراثية، لكن محدودية الموارد وتعدد أولويات الترميم تسببت في تأجيل التدخل الفعلي، إلى أن وقعت الكارثة صباح اليوم.
ويأمل المواطنون أن يكون هذا الحادث بمثابة جرس إنذار لإعادة النظر في ملف المساجد التاريخية التي تحتاج إلى إنقاذ عاجل، حفاظًا على التراث الإسلامي والمعماري لمصر.
