مصر

مشروع لوجستيات القاهرة-الإسكندرية: تحالفات دولية تتنافس على استشارات تطوير خطوط السكك الحديدية

في إطار جهود مصر المستمرة لتعزيز بنيتها التحتية اللوجستية وتخفيف الضغط على الطرق البرية، يقترب تحالف يضم شركة SSF الألمانية وشركة EHAF المصرية من حسم المنافسة على أعمال الاستشارات الهندسية لمشروع تطوير وتحديث إشارات خط لوجستيات التجارة بين القاهرة والإسكندرية. هذا المشروع الطموح، الذي يهدف إلى ربط العاصمة بميناء الإسكندرية عبر مسارات مخصصة لحركة البضائع واللوجستيات، سيسهم بشكل كبير في خفض تكلفة النقل والوقت، مما يدعم الاقتصاد الوطني. ويقدم لكم موقع المواطن نيوز تفاصيل هذه المنافسة المحتدمة بين التحالفات الدولية الكبرى، والخدمات الاستشارية الشاملة التي يتضمنها المشروع.

منافسة عالمية على مشروع حيوي بطول 438 كيلومترًا

يغطي مشروع خط لوجستيات التجارة بين القاهرة والإسكندرية خط سكة حديد حيوي يمتد بطول 438 كيلومترًا. يمثل هذا الخط أحد المسارات الاستراتيجية لربط العاصمة المصرية بميناء الإسكندرية، وهو أحد أهم الموانئ المصرية، عبر مسارات مخصصة لحركة البضائع واللوجستيات. هذا التخصص سيساهم بشكل فعال في تقليل الاعتماد على الطرق البرية، التي تعاني من الازدحام وتآكل البنية التحتية، وسيؤدي كذلك إلى خفض تكلفة النقل والوقت، مما يعزز من كفاءة سلاسل الإمداد والتوريد في مصر.

وفقًا لمصادر مسؤولة، تجري المنافسة حاليًا بين ثلاثة تحالفات دولية كبرى تقدمت بعطاءاتها للحصول على عقد الاستشارات الفنية والهندسية للمشروع. هذه التحالفات تضم خبرات عالمية ومحلية لضمان أعلى مستويات الجودة والكفاءة:

  • تحالف SSF الألمانية مع شركة EHAF المصرية: وهو التحالف الأقرب للفوز بالعقد.
  • تحالف Deutsche Bahn الألمانية مع Egis Rail الفرنسية.
  • تحالف TYPSA الإسبانية مع شركة محرم باخوم المصرية.

وقد تقدمت التحالفات الثلاثة بالعطاءات الفنية خلال مايو الماضي، وتمكنت جميعها من اجتياز التقييم الفني بنجاح وفقًا للشروط والمعايير المحددة بكراسة الطرح، مما يدل على الكفاءة العالية للشركات المتنافسة.

مراجعة العطاءات المالية وإعلان الفائز قريبًا

أضافت المصادر أن هيئة السكك الحديدية تسلمت العطاءات المالية للمشروع خلال يونيو 2025. وتقوم الهيئة حاليًا بمراجعتها وتقييمها ماليًا وفنيًا للوصول إلى التحالف الفائز وفقًا لمعادلة تعتمد على الجمع بين أعلى تقييم فني وأقل عرض مالي. من المتوقع إعلان التحالف الفائز الشهر المقبل (أغسطس 2025)، تمهيدًا للبدء في توقيع العقود وبدء الإجراءات الرسمية للترسية. هذه العملية الدقيقة تضمن اختيار أفضل الشركاء لتنفيذ هذا المشروع الوطني الكبير.

اقرأ أيضًا:مواعيد رحلات قطار تالجو على خطوط السكك الحديدية

نطاق الخدمات الاستشارية: تحديث شامل لخطوط السكك الحديدية

تشمل الخدمات الاستشارية لمشروع خط لوجستيات التجارة بين القاهرة والإسكندرية الإشراف الكامل على تنفيذ تحديث أنظمة الإشارات والاتصالات وأعمال المسار. سيتم تنفيذ هذا المشروع بموجب عقد المسؤولية الفردية للهندسة والمشتريات والبناء والتصميم والتوريد والتدريب والضمان الكامل، بالإضافة إلى خدمات الصيانة لمدة 5 سنوات. هذا النطاق الشامل يضمن استدامة المشروع وفعاليته على المدى الطويل.

يتضمن المشروع تحديث وتطوير ثلاثة خطوط رئيسية:

  1. الخط الأول: يشمل إنشاء وصلة مفردة من الميناء الجاف بالسادس من أكتوبر إلى محطة بني سلامة (على خط المناشي) بطول حوالي 68 كيلومترًا. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع تجديد ورفع كفاءة وتطوير نظم الإشارات، وتجديدات السكك بطول 67 كيلومترًا من خط المرازيق/الواحات. هذا التحديث سيسهم في تعزيز كفاءة النقل بالسكك الحديدية للبضائع من وإلى الميناء الجاف.
  2. الخط الثاني: يتركز على تطوير خط بشتيل/إيتاي البارود بطول 117 كيلومترًا، وينقسم إلى جزأين:
    • ازدواج وتطوير نظم الإشارات والاتصالات وتجديدات السكة لخط بشتيل/الاتحاد بطول 90 كيلومترًا.
    • تطوير نظم الإشارات والاتصالات وتجديد السكة لخط الاتحاد/إيتاي البارود (مفرد) بطول حوالي 27 كيلومترًا. هذا التطوير سيعزز سعة الخطوط ويسهل حركة القطارات.
  3. الخط الثالث: يشمل تطوير نظم الإشارات والاتصالات وتجديدات السكة لخط الاتحاد/التفرع (محطة النهضة) بطول 96 كيلومترًا. هذا الخط يعد حيويًا لربط المناطق الصناعية بالشبكة اللوجستية.

اقرأ أيضًا:مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الأحد

الآثار المتوقعة للمشروع على الاقتصاد المصري

يُنتظر أن يكون لمشروع خط لوجستيات التجارة بين القاهرة والإسكندرية آثار إيجابية واسعة على الاقتصاد المصري. من المتوقع أن يؤدي إلى:

  • تحسين كفاءة النقل: من خلال توفير مسارات مخصصة للبضائع، سيتم تسريع حركة الشحن وتقليل أوقات التسليم، مما يدعم النشاط التجاري والصناعي.
  • خفض التكاليف التشغيلية: تقليل الاعتماد على النقل البري سيخفض من تكاليف الوقود والصيانة للطرق والمركبات، مما ينعكس إيجابًا على الشركات والأفراد.
  • دعم الموانئ المصرية: تعزيز ربط الموانئ بالمراكز الإنتاجية سيجعلها أكثر جاذبية للتجارة الدولية، ويزيد من حجم المناولة والنشاط الاقتصادي.
  • تعزيز الاستدامة البيئية: النقل بالسكك الحديدية للبضائع يعتبر أكثر صداقة للبيئة مقارنة بالنقل البري، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

يعتبر هذا المشروع جزءًا لا يتجزأ من الخطة الشاملة لتطوير البنية التحتية في مصر، والتي تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز لوجستي إقليمي ودولي، مما يدعم النمو الاقتصادي ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتنمية.

ياسمين حسن

صحفية محترفة تكتب بموضوعية واحترافية في مختلف المجالات الإخبارية. تعمل على تغطية الأحداث العاجلة، وتقديم التحقيقات والتقارير المتعمقة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. تتميز بأسلوبها التحليلي الذي يثري القارئ بالمعلومة الدقيقة، مع التزام كامل بالمصداقية والحياد. تهدف دائمًا إلى إيصال الحقيقة بوضوح لتكون مرجعًا موثوقًا في عالم الصحافة والإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى