نتائج البكالوريا 2025 بالمغرب: 311 ألف ناجح ومطالبات بتطوير المنهجية لتعزيز الجودة وتكافؤ الفرص

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب عن النتائج النهائية لامتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2025، بمجموع دورتيها العادية والاستدراكية. بلغ عدد التلميذات والتلاميذ الناجحين 311 ألفًا و625، مما يُشكل لحظة فارقة في مسيرة آلاف الأسر المغربية. وعلى الرغم من تحقيق نسبة نجاح إجمالية مرضية، فقد سجلت النتائج تراجعًا طفيفًا مقارنة بالعام الماضي، مما يُعيد النقاش حول سبل تطوير المنظومة التعليمية. يُقدم لكم موقع المواطن نيوز تفاصيل هذه النتائج، وتعليقات الخبراء، والمطالبات بتطوير منهجية الامتحانات والدعم التربوي.
نسب النجاح: تراجع طفيف ومؤشرات إيجابية للدورة الاستدراكية
وفقًا للبلاغ الرسمي الصادر عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بلغت نسبة النجاح الإجمالية في البكالوريا 2025 حوالي 83.3 في المائة. تُقارن هذه النسبة بـ84.1 في المائة خلال دورة 2024، مما يُشير إلى تراجع طفيف في المعدل الوطني بناقص 0.8 نقطة مئوية. هذا التراجع، وإن كان محدودًا، يدعو إلى تحليل الأسباب والبحث عن سبل لتحسين الأداء العام.
وفي تعليقه على نتائج الدورة الاستدراكية، أكد نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، أن عددًا من الجهات التعليمية شهدت تحسنًا ملحوظًا في معدلات النجاح خلال هذه الدورة. أشار عكوري إلى وجود حالة من الارتياح العام في أوساط الأسر والتلاميذ بفضل هذه النتائج. وتوقع أن تُشكل نتائج الدورة الاستدراكية على الصعيد الوطني رافعة مهمة لتحسين المعدل الوطني العام، رغم التراجع الطفيف المسجل في الدورة العادية.
مطالبات بتطوير منهجية الامتحانات والدعم التربوي
في سياق متصل بتطوير المنظومة التعليمية، دعا رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب إلى إعادة النظر في منهجية تقديم مواضيع امتحانات البكالوريا. شدد عكوري على ضرورة ضبط هذه المواضيع بشكل أفضل للحد من محاولات الغش، وذلك من خلال توحيد منهجية التقييم بين المراقبة المستمرة والامتحانات الإشهادية. هذه الدعوة تُسهم في تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص وضمان عدالة التقييم.
كما ركز المتحدث ذاته على أهمية تطوير منظومة الدعم التربوي داخل المؤسسات التعليمية نفسها. واعتبر عكوري أن اعتماد التلاميذ على دروس الدعم الخارجي يُؤدي أحيانًا إلى تضارب في طرق الشرح بين ما يتم تدريسه داخل الفصل وما يُلقن خارجه، مما قد يُربك المتعلمين أثناء الامتحانات.
وفي هذا الصدد، قال عكوري: “التلميذ قد يتعلم بطريقة داخل القسم وأخرى عند أستاذ الدعم خارج المدرسة، وفي النهاية لا يعرف كيف يجيب في الامتحان الرسمي. لهذا، نوصي بأن يكون الدعم داخليًا ومؤطرًا من لدن المؤسسة التعليمية نفسها لضمان الانسجام بين الدروس والتحضير”. هذه الرؤية تهدف إلى توفير دعم تربوي متكامل وفعال يُركز على المنهج الدراسي الرسمي.
البكالوريا في سياق خارطة الطريق 2022-2026
يأتي هذا النقاش حول تطوير امتحانات البكالوريا في وقت تعمل فيه وزارة التربية الوطنية على تنزيل مقتضيات خارطة الطريق 2022–2026. تهدف هذه الخارطة الطموحة إلى الارتقاء بجودة التعلمات وتعزيز تكافؤ الفرص، لاسيما في الامتحانات الإشهادية التي تُشكل بوابة ولوج التلاميذ إلى التعليم العالي وسوق الشغل.
إن جهود الوزارة بالتعاون مع الفاعلين التربويين والمجتمع المدني، تُؤكد على التزام المغرب بتطوير منظومته التعليمية لتلبية متطلبات المستقبل وإعداد جيل قادر على المنافسة في مختلف المجالات.