في سعيها المتواصل لتحديث وتطوير قطاع النقل، أعلنت الهيئة القومية للأنفاق عن توفير مجموعة شاملة من وسائل الدفع الحديثة لتذاكر شبكة خطوط مترو الأنفاق الثلاثة، بالإضافة إلى القطار الكهربائي الخفيف (LRT). يهدف هذا التوجه إلى تيسير تجربة التنقل اليومية على المواطنين، لا سيما في أوقات الذروة، وذلك تماشيًا مع استراتيجية الدولة لتعزيز منظومة النقل الجماعي الأخضر المستدام وتطبيق حلول النقل الذكي. موقع المواطن نيوز يرصد هذه الإجراءات التي تعكس التزام مصر بتحسين جودة الحياة وخفض الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع “رؤية مصر 2030”.
خيارات دفع مرنة لمترو الأنفاق: وداعاً للطوابير والتعامل النقدي
تدرك الهيئة القومية للأنفاق أهمية توفير خيارات متعددة للدفع تلبي احتياجات جميع فئات الركاب وتضمن تجربة سفر مريحة وآمنة. لذلك، باتت الخطوط الثلاثة لمترو الأنفاق (الأول، الثاني، والثالث) تعتمد على مجموعة متنوعة من وسائل الدفع التي تهدف إلى تبسيط عملية الحصول على التذاكر. تشمل هذه الوسائل الاشتراكات الشهرية والموسمية، والتي تقدم بفئات مختلفة لتناسب الطلاب، وكبار السن، والموظفين، مما يوفر لهم حلولاً اقتصادية ومريحة للتنقل اليومي.
بالإضافة إلى ذلك، تم توفير بطاقة المحفظة الإلكترونية، وهي بطاقة ذكية يمكن شراؤها لمرة واحدة وإعادة شحنها حسب الاستخدام، مما يلغي الحاجة إلى شراء تذاكر جديدة في كل مرة. كما انتشرت ماكينات البيع الآلي (TVM) في العديد من المحطات، والتي تتيح للركاب شراء التذاكر ذاتيًا باستخدام بطاقات الدفع البنكية أو النقد، مما يقلل من الازدحام عند شبابيك التذاكر التقليدية. ورغم هذه التحديثات، لا تزال تذاكر الرحلة الواحدة متاحة عبر شبابيك التذاكر التقليدية لتلبية احتياجات من يفضلون هذا الخيار. هذه الخيارات المتنوعة تسهم بشكل كبير في توفير الوقت والجهد، خاصة في ساعات الذروة، وتقلل من الحاجة إلى التعامل النقدي المباشر.
اقرأ أيضًا: النقل الذكي في مصر: الحافلات الكهربائية وتطبيقات المواصلات تقود المدن نحو مستقبل مستدام
القطار الكهربائي الخفيف (LRT): أنظمة دفع متطورة لربط العاصمة الجديدة
يُعد القطار الكهربائي الخفيف (LRT)، الذي يربط بين العاصمة الإدارية الجديدة ومدن شرق القاهرة، نقلة نوعية في منظومة النقل المصرية. وقد تم تزويده منذ البداية بأحدث أنظمة الدفع الذكية لضمان تجربة سفر سلسة وفعالة. تتضمن هذه الأنظمة الاشتراكات الشهرية للمستخدمين المنتظمين، مما يسهل على آلاف الركاب التنقل بين المدن الجديدة والمناطق المحيطة بها.
كما يعتمد الـ LRT على بطاقات تذاكر لا تلامسية، والتي تتيح للركاب الدخول والخروج من البوابات بسرعة وسهولة وأمان بمجرد تمرير البطاقة. وتتوفر ماكينات بيع التذاكر TVM في كافة محطات القطار الكهربائي الخفيف، بنفس الكفاءة والسرعة التي تتميز بها ماكينات المترو، مما يوفر خيارًا إضافيًا لسرعة الحصول على التذاكر. هذه الأنظمة المتكاملة تعزز من كفاءة وراحة استخدام القطار الكهربائي الخفيف، وتجعله خيارًا جاذبًا للتحرك بين هذه المناطق الحيوية.
اقرأ أيضًا:حافلات المدينة تحدث ثورة في النقل العام وتغير خارطة التنقل في المدينة المنورة
رؤية مصر 2030: نحو نقل جماعي أخضر ومستدام
أشادت وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق بوعي المواطنين المتزايد في استخدام وسائل النقل الجماعي الأخضر، مثل المترو والقطار الكهربائي. وتؤكد البيانات الرسمية أن هذه الوسائل لا تسهم فقط في توفير الوقت والجهد اليومي للمواطنين وتقليل الضغط على الطرق والشوارع، بل تلعب دورًا حيويًا في خفض التلوث والانبعاثات الضارة، مما يدعم جهود مصر نحو بيئة أنظف وأكثر استدامة. هذه الخدمات تقدم مستويات عالية من الجودة بأسعار مناسبة لجميع الفئات، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا وصديقًا للبيئة.
تتجه وزارة النقل حاليًا نحو خطة طموحة لدمج جميع وسائل النقل الجماعي في منظومة دفع إلكترونية موحدة. هذه المنظومة المستقبلية ستشمل المترو، والـ LRT، والمونوريل، والأتوبيسات الترددية، مما يتيح استخدام كارت ذكي موحد يمكن من خلاله التنقل بين جميع الوسائل دون الحاجة لتذاكر متعددة. من المتوقع إطلاق هذه المنظومة تدريجيًا في الفترة المقبلة، بالتعاون مع شركات التكنولوجيا المالية ومزودي خدمات المدفوعات، وهو ما سيعزز التحول الرقمي في قطاع النقل المصري ويجعله أكثر كفاءة وراحة للمواطنين.
