لماذا تراجع الذهب بعد التوصل إلي اتفاق بين أمريكا و الصين (تقرير) أحدث انخفاضًا واضحًا في أسعار المعدن الأصفر خلال تعاملات السوق المحلية، إذ شهد جرام الذهب عيار 21 تراجعًا ملحوظًا ليصل إلى 4600 جنيه، بينما هبطت الأوقية عالمياً إلى مستوى 3274 دولارًا، مع انعكاس موجة تفاؤل أوسع تحوّل المستثمرين نحو أصول أكثر مخاطرة وسرعة في النمو الاقتصادي العالمي تزامنت مع توقيع اتفاق تجاري يؤكد بداية تخفيف التوترات الاقتصادية بين أكبر قوتين عالميتين
أسباب تراجع الذهب بعد التوصل إلي اتفاق بين أمريكا و الصين وتأثيرها الاقتصادى
تراجع الذهب بعد التوصل إلي اتفاق بين أمريكا و الصين يعود بشكل رئيسي إلى تراجع المخاوف الجيوسياسية التي كانت ترفع الطلب عليه كملاذ آمن، إذ عززت الاتفاقية التجارية الرسمية بين البلدين ثقة الأسواق وأشارت إلى إمكانية انفتاح اقتصادي أوسع، بجانب تصريحات أمريكية تشير إلى مزيد من الاتفاقيات التجارية قبل 9 يوليو، كما ساعدت استعداد الصين لتسريع شحن المعادن الأرضية النادرة إلى واشنطن في دعم التفاؤل بالسوق وتحفيز تدفق رؤوس الأموال نحو القطاعات ذات العائد الأعلى، ما قلل من جاذبية الذهب
بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف الدولار الذي عادةً يرفع أسعار الذهب لم يكن كافياً لتعويض نزيف الأسعار بسبب ارتفاع شهية المخاطرة؛ إذ انحاز المستثمرون إلى الأسهم التي سجلت مستويات قياسية خاصة مؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز 500 وهو ما يعكس تحولاً في توجهات المستثمرين من الأصول الآمنة نحو أصول النمو التي توفر عوائد أكبر بمخاطر محسوبة
رصد تأثير العوامل الجيوسياسية على تراجع الذهب بعد التوصل إلي اتفاق بين أمريكا و الصين
تأتي التغيرات في أسعار الذهب بعد تراجع التوترات الجيوسياسية التي لطالما كانت سببًا في ارتفاع الطلب على المعدن الأصفر، إذ أظهرت مؤشرات عديدة تحسنًا ملحوظًا في الأجواء السياسية والاقتصادية الدولية مثل مرونة إيران تجاه مسار دبلوماسي مع الولايات المتحدة ومرحلة انفراجة محتملة في الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة خلال أسبوعين وفقًا لما نقلته قناة «العربية» كما عمل الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تهدئة خلافات التجارة الدولية التي كانت تشكل عامل قلق رئيسي للمستثمرين
هذه التطورات خففت من الضغط الاستثماري على الملاذات الآمنة مثل الذهب، إذ إن انخفاض العلاوة المرتبطة بالمخاطر الجيوسياسية يفسر بشكل كبير الانخفاض في الطلب على المعدن المفضل تاريخيًّا وقت الأزمات، ولهذا نجد أن تراجع مؤشر الدولار مع استقرار عوائد السندات لم يؤدِ إلى انتعاش الذهب كما كان متوقعًا، لأن التغيير في تقييم المخاطر دفع المستثمرين لتغيير تكوين محافظهم الاستثمارية
تفاعل الاقتصاد الأمريكي مع الذهب: دراسة في أسباب تراجع الذهب بعد التوصل إلي اتفاق بين أمريكا و الصين
تلعب البيانات الاقتصادية الأمريكية دورًا محوريًا في تحديد تحركات أسعار الذهب؛ فقد أظهرت مؤشرات التضخم اليومية ارتفاع مؤشر النفقات الاستهلاكية الأساسية بنسبة 2.7% في مايو، متجاوزًا التوقعات الأمر الذي زاد من تعقيد مهمة الاحتياطي الفيدرالي في ضبط السياسة النقدية، وبالرغم من توقعات خفض أسعار الفائدة في 2025، إلا أن استمرار مشكلات عجز الميزانية وحجم الدين يجعل المستثمرين أكثر حذرًا
وسط إجراءات متعثرة لإقرار خفض الضرائب والإنفاق في واشنطن وارتفاع العجز الفيدرالي إلى 316 مليار دولار، ازدادت المخاوف من أزمة ديون قد تؤثر على استقرار الاقتصاد والدولار، وهذا التوتر الاقتصادي والتصريحات العدائية للرئيس الأمريكي تجاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي تزيد من تقلبات الأسواق لكنها لم تمنع المستثمرين من التحول لأصول ذات عائد أعلى مقارنة بالذهب
العامل | التأثير على الذهب |
---|---|
الاتفاق التجاري بين أمريكا والصين | خفض الطلب كملاذ آمن ورفع شهية المخاطرة |
التوترات الجيوسياسية المهدأة | انخفاض علاوة المخاطر على الذهب |
ارتفاع أسواق الأسهم العالمية | توجه المستثمرين نحو الأصول ذات العائد العالي |
تفوق مؤشرات التضخم الاقتصادية في أمريكا | تعقيد السياسة النقدية والضغط على الذهب |
توترات السياسية الأمريكية الداخلية | زيادة تقلبات الأسواق دون دعم حقيقي للذهب |
- تهدئة التوترات الدولية والعمل على اتفاقيات تجارية جديدة
- ارتفاع مؤشرات النمو الاقتصادي العالمية وتشجيع الاستثمار في الأسهم
- ثبات أو انخفاض مؤشر الدولار دون دعم فعال للذهب
- تغير سلوك المستثمرين وانخفاض الطوارئ من الذهب كملاذ آمن
- ضغوط اقتصادية داخلية على الولايات المتحدة تؤثر في استقرار الأسواق
يبقى الذهب حساسًا لأي تصاعد جديد في التوترات الجيوسياسية أو فشل في ضبط التضخم، فما زالت الأسواق تترقب بترقب حذر الخطوات القادمة للاقتصاد العالمي والسياسة النقدية الأمريكية لكن واقع السوق يعكس تحولا واضحا نحو تقليل الاعتماد على الذهب كمخزون قيمة حاضرًا ومستقبلًا