«موجة قوية» تغير المناخ تضرب جنوب أوروبا هل ستغير طقس القارة العجوز؟

الكلمة المفتاحية: موجة الحر في أوروبا

موجة الحر في أوروبا تضرب دول جنوب القارة بقوة غير معتادة، حيث تتخطى درجات الحرارة 40 درجة مئوية في مناطق عديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتتسبب بمخاطر صحية قوية خاصة على الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، وتأتي هذه الظاهرة مبكرة مقارنة بالأعوام السابقة مع إشارات إلى أن هذه الموجة الحارة غير طبيعية لوقت غير معتاد من السنة.

أسباب موجة الحر في أوروبا وتأثير الهواء الساخن القادم من شمال إفريقيا

تشهد دول جنوب أوروبا موجة الحر في أوروبا نتيجة تدفق هواء ساخن قادم من شمال إفريقيا، ينتشر عبر مناطق البلقان ووصولًا إلى وجهات سياحية مثل كرواتيا، ما يزيد من حرارة الجو بشكل غير معتاد لهذا الوقت من السنة، حيث تبلغ درجات الحرارة في إشبيلية الإسبانية 42 درجة مئوية في عطلة نهاية الأسبوع، وهذا يحرك المخاوف من تفاقم حالات ضربات الشمس والأضرار الصحية خاصة للفئات الضعيفة، وتبين تقارير بي بي سي أن موجة الحر هذه شديدة للغاية إذ تُعد خارج موسم الذروة المعتاد لدرجات الحرارة العالية، إذ عادةً ما تتسارع الحرارة في يوليو وتموز وأغسطس وآب.

موجة الحر في أوروبا وتأثيرها على دول جنوب القارة والتحذيرات المتخذة

في إسبانيا، تم تجهيز طواقم الطوارئ للتعامل مع الارتفاع الحاد في حالات الإصابة بضربات الشمس، كما نصحت السلطات الإيطالية سكان مدن كروما وميلانو والبندقية بالبقاء في المنازل بين 11 صباحًا و6 مساءً لحماية أنفسهم من حرارة الشمس الحارقة، وبالفعل بدأت تحذيرات أقوى في فرنسا مع تنبيهات باللون البرتقالي، وقدمت المدن كما في مرسيليا حمامات سباحة مجانية للتخفيف من الأثر، وفي إنجلترا صدرت تحذيرات باللونين الأصفر والكهرماني، مع توقع استمرار موجة الحر حتى مساء الثلاثاء، وتزامن ذلك مع حرائق غابات في اليونان تجاوزت حدود السيطرة وأجبرت السكان على الإخلاء في المناطق الساحلية، وهذا يعكس خطورة موجة الحر في أوروبا بشكل غير مسبوق حتى الآن.

التغير المناخي ودوره في شيوع موجة الحر في أوروبا وتأثيرها المستقبلي

توضح الدراسات الحديثة أن موجة الحر في أوروبا أصبحت أكثر حدوثًا بسبب تغير المناخ، حيث أشار علماء مؤسسة World Weather Attribution إلى أن موجات حرّ تتجاوز فيها درجة الحرارة 28 مئوية لمدة ثلاثة أيام متتالية أصبحت أكثر احتمالًا بنسبة تصل إلى 10 أضعاف مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، وهذا يعني أن الظروف المناخية الحالية جعلت موجة الحر في أوروبا ظاهرة أكثر تكرارًا وشدة، وهو ما يجعل الاستعدادات والتحذيرات ضرورة قصوى للحفاظ على صحة السكان والتقليل من الأضرار المترتبة، مع استجابة حكومية تتابع تصعيد الإجراءات الوقائية وتحذير الناس من خطورة التعرض المباشر لأشعة الشمس.

• تجنب التعرض للشمس بين ساعات الذروة من 11 صباحًا حتى 6 مساءً
• شرب كميات كبيرة من المياه لتفادي الجفاف وضربات الشمس
• استخدام المراوح وأدوات التبريد الشخصية كالقبعات والملابس الخفيفة
• الحفاظ على الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة في أماكن باردة ومظللة
• متابعة التحذيرات المحلية واتباع تعليمات السلامة التي تصدرها السلطات

موجة الحر في أوروبا ترسم صورة واضحة لتغير المناخ الذي بات يؤثر بقوة على أنماط الطقس، وتفرض هذه الظروف تحديات صحية وبيئية جديدة تتطلب متابعة مستمرة وتعاونًا بين الدول لمواجهة مخاطر هذه الظواهر التي تتكرر بوتيرة أعلى من السابق. الحفاظ على الوعي الصحي والتنبه للتحذيرات يُعد عاملًا أساسيًا لتفادي الأضرار التي قد تتفاقم في ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديد.