“تيدا مصر” تتوسع في السخنة: استثمارات بـ 100 مليون دولار لتعزيز العاصمة الصناعية الصينية في مصر

في خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للصناعة والاستثمار، شهد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، توقيع عقد تطوير وتحويل حق الانتفاع لقطعة أرض بمساحة 2.86 كيلومتر مربع داخل نطاق المنطقة الصناعية بالسخنة مع شركة “تيدا مصر“. هذا التوسع الجديد يؤكد على النجاحات التي تحققها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة من الصين، ويُعد إضافة نوعية لمشروع العاصمة الصناعية الصينية بمصر. يقدم لكم المواطن نيوز كافة التفاصيل حول هذا الاتفاق الهام، وأبعاده الاقتصادية، ودوره في توطين الصناعات وزيادة فرص العمل.
عقد توسع تاريخي: “تيدا مصر” تعزز تواجدها في السخنة
جرت مراسم توقيع العقد، يوم الأربعاء 16 يوليو 2025، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، بحضور رفيع المستوى شمل الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل. تم التوقيع بين كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وشركة التنمية الرئيسية (MDC)، وشركة تيدا مصر لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة.
يمثل هذا العقد علامة فارقة في مسيرة “تيدا مصر” في مصر، حيث يتزامن توقيعه مع قرب انتهاء الشركة من أعمال تطوير وتنمية المساحة السابقة المخصصة لها، والبالغة 7 كيلومترات مربعة. بذلك، تبلغ المساحة الإجمالية المخصصة لـ “تيدا مصر” ما يقارب 10 كيلومترات مربعة داخل المنطقة الصناعية بالسخنة، مما يجعلها أحد أكبر المطورين الصناعيين في المنطقة. هذه الخطوة تؤكد على حرص الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس على دعم خطط تطوير الأراضي الصناعية وتعظيم الاستفادة منها، من خلال الشراكة مع مطورين صناعيين عالميين ذوي خبرة واسعة مثل “تيدا مصر”.
100 مليون دولار لتطوير البنية التحتية: جذب المزيد من الاستثمارات
بموجب هذا العقد الجديد، تتولى شركة “تيدا مصر” مهمة تنفيذ أعمال البنية التحتية للمشروع باستثمارات إجمالية تصل إلى 100 مليون دولار. هذا الاستثمار الضخم في البنية التحتية يُعد عامل جذب رئيسي للمزيد من الاستثمارات الصناعية المتنوعة، ويساهم بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في خلق مجتمعات صناعية متكاملة ومستدامة.
أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، على الأهمية الكبيرة لهذا التعاون في تسريع وتيرة التنمية الصناعية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وأوضح أن المنطقة تمتلك إمكانات ومقومات هائلة تؤهلها لتكون أحد أهم مراكز التصنيع والخدمات اللوجستية في المنطقة بأسرها. كما شدد على أن الدولة المصرية تعمل جاهدة على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، سواء المحلي أو الأجنبي، بهدف دفع عجلة التنمية وتوفير فرص عمل جديدة، مشيدًا بالنجاحات التي حققتها “اقتصادية قناة السويس” والتي انعكست في رغبة المطورين الصناعيين العاملين بها في التوسع.
تعظيم القيمة الاستثمارية وتوطين الصناعات: رؤية استراتيجية
من جانبه، صرح وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بأن توقيع هذا العقد يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز منظومة التنمية داخل منطقة السخنة الصناعية المتكاملة. وأضاف أن الهيئة تسعى باستمرار إلى تعظيم القيمة الاستثمارية للأراضي الصناعية وتحقيق أقصى استفادة من البنية التحتية المتوافرة لديها، التي تُعد من الأفضل عالميًا.
تُعد الشراكة مع شركة التنمية الرئيسية وشركة “تيدا مصر” فاتحة خير لتنفيذ خطة تطوير متكاملة تتماشى مع استراتيجية الهيئة لتوطين الصناعات وتعميق التصنيع المحلي داخل المنطقة الاقتصادية. هذه التوسعات الجديدة لـ “تيدا مصر” تُعد دليلًا واضحًا على النجاح الكبير الذي تحقق خلال السنوات الماضية في إطار الشراكة المثمرة بين الجانبين، ليس فقط على صعيد جذب الاستثمارات، بل أيضًا في إقامة مجتمع صناعي متكامل داخل نطاق المنطقة الاقتصادية.
أشار جمال الدين إلى استمرار الهيئة في تقديم كافة التيسيرات والتسهيلات التي تضمن استمرارية واستدامة هذا النجاح، الذي أصبح نموذجًا فريدًا للتعاون الاقتصادي المثمر والتنمية الصناعية المستدامة. وأوضح أن هذا التوسع يمثل منصة جديدة لتوطين الصناعات المستهدفة داخل المنطقة، كما يسهم في جذب المزيد من الشركات الصينية الراغبة في الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. الجدير بالذكر أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نجحت خلال السنوات الثلاث الماضية في جذب استثمارات صينية تجاوزت 4 مليارات دولار، وتؤكد الثقة المتبادلة بين الجانبين والأهداف المشتركة على إمكانية مضاعفة هذا الرقم خلال الفترة المقبلة، مما يبشر بمستقبل واعد للمنطقة الاقتصادية ولمصر ككل في جذب الاستثمارات الصناعية العالمية.