مصر

مصر ترفض “مدينة الخيام” جنوب غزة وتكثف جهودها لوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار

في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يشهدها قطاع غزة والجهود الدولية والإقليمية المكثفة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، جددت مصر موقفها الرافض لإنشاء أي مدينة للخيام جنوب غزة أو إجراء أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. تأتي هذه المستجدات في سياق حراك دبلوماسي مكثف تقوده القاهرة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وعودة الاستقرار إلى القطاع. يقدم لكم المواطن نيوز تفاصيل المواقف المصرية، وأبرز ما جاء في المفاوضات الجارية، وخطط إعادة الإعمار.

رفض قاطع لأي تغيير ديموغرافي: موقف مصر الثابت

أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي يوم الأربعاء 16 يوليو 2025، مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على رفض مصر الكامل لكل الأفكار التي تتردد حول إنشاء مدينة للخيام في جنوب قطاع غزة. هذا الرفض لا ينفصل عن موقف مصر الثابت والرافض لأي محاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. تؤمن مصر بأن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وتقوض أي جهود للتوصل إلى حل سياسي شامل وعادل للصراع.

ويأتي هذا التأكيد المصري في وقت تشهد فيه المنطقة توترات غير مسبوقة، وتتزايد فيه الضغوط على المدنيين في قطاع غزة. تشدد القاهرة على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وتوفير الحماية للمدنيين، ورفض أي تهجير قسري، بما في ذلك فكرة إقامة مخيمات للنازحين على حدودها.

اقرأ أيضًا: إطلاق أول لنش إسعاف بحري بالإسكندرية: قفزة نوعية في تأمين سواحل مصر وسياحة اليخوت

جهود مكثفة لوقف إطلاق النار وتدفق المساعدات

تواصل مصر بذل جهود مكثفة على كافة المستويات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على استدامته. وقد تناول الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية المصري والمبعوث الأمريكي الدفع باتجاه إطلاق سراح مجموعة من الأسرى مقابل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بدون عوائق وبشكل كافٍ. يأتي هذا في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، والذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، بالإضافة إلى أزمة مياه حادة.

في إطار هذه الجهود، تستضيف القاهرة اجتماعات مصرية-قطرية-إسرائيلية لمناقشة تفصيلات إدخال المساعدات الإنسانية، وخروج المرضى لتلقي العلاج، وعودة العالقين إلى القطاع. وقد أعلن مصدر مصري، يوم الثلاثاء، أن هذه الاجتماعات تشهد تقدمًا وتوافقًا حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالبند الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار المصدر إلى أن الاجتماعات ستستمر لمدة يومين في إطار سعي مصر لتذليل العقبات التي تواجه التوصل لاتفاق، وحرصها على إدخال المساعدات لمواطني القطاع بكميات كافية ومناسبة، مما يعكس دور مصر المحوري كوسيط فعال وموثوق به.

اقرأ أيضًا:مصر تطلق العنان للسياحة الصحراوية: وجهات جديدة وتجارب فريدة لجذب محبي المغامرة والطبيعة

مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة: رؤية مصر للمستقبل

تتجاوز رؤية مصر للتعامل مع الأزمة الحالية مجرد وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات. فقد تناول وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الطرح المصري الخاص بعقد مؤتمر دولي في مصر معني بالتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة بعد التوصل لوقف إطلاق النار. يهدف هذا المؤتمر إلى المساهمة في بدء عملية إعادة إعمار القطاع وفقًا للخطة العربية الإسلامية في هذا الشأن، مما يؤكد على الأبعاد الإقليمية والدولية للجهود المصرية.

وعلى صعيد المفاوضات غير المباشرة، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الثلاثاء، أن هذه المفاوضات حققت تقدمًا كبيرًا خلال الساعات الـ24 الماضية، معلنة أن الطريق بات ممهدًا أمام إبرام اتفاق. وكانت إسرائيل قد قدمت “خريطة ثالثة” لانتشار قواتها في قطاع غزة طوال فترة وقف إطلاق النار المقترحة لمدة 60 يومًا، كما أعطت “مرونة أكبر” بشأن موقع العسكريين على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، بين ممري موراغ وفيلادلفيا. وبموجب مقترح خريطة الانتشار الثالثة التي قدمتها تل أبيب، ستقلص إسرائيل وجودها العسكري إلى منطقة عازلة بعرض كيلومترين على طول الحدود الجنوبية قرب رفح. على الرغم من هذا التقدم، لا تزال نقاط الخلاف الرئيسية بين إسرائيل وحركة حماس تتمثل في انسحاب القوات الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار، وطريقة توزيع المساعدات داخل قطاع غزة، وهي نقاط تعمل مصر على تذليلها باستمرار للوصول إلى حل شامل.

ياسمين حسن

صحفية محترفة تكتب بموضوعية واحترافية في مختلف المجالات الإخبارية. تعمل على تغطية الأحداث العاجلة، وتقديم التحقيقات والتقارير المتعمقة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. تتميز بأسلوبها التحليلي الذي يثري القارئ بالمعلومة الدقيقة، مع التزام كامل بالمصداقية والحياد. تهدف دائمًا إلى إيصال الحقيقة بوضوح لتكون مرجعًا موثوقًا في عالم الصحافة والإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى