«إنجاز تاريخي» سد النهضة إثيوبيا تعلن اكتماله وتوجه رسالة مهمة لمصر والسودان

إثيوبيا تعلن اكتمال بناء سد النهضة بعد سنوات من العمل المتواصل، حيث يؤكد رئيس الوزراء آبيي أحمد أن المشروع أصبح جاهزًا للتشغيل الرسمي، مؤكّدًا أن السد لا يشكل تهديدًا لمصر والسودان بل يعد فرصة للتعاون المشترك، ويأتي هذا الإعلان وسط توترات متواصلة مع الجارتين بسبب مخاوف تأثير السد على حصص المياه، فيما تستعد إثيوبيا لتوليد أكبر كمية كهرباء في إفريقيا من خلال هذا المشروع العملاق.

التفاصيل التقنية في إثيوبيا تعلن اكتمال بناء سد النهضة وأهميته للطاقة

سد النهضة الذي أعلنت إثيوبيا عن اكتماله يمتد على مساحة 1.8 كيلومتر وبارتفاع يبلغ 145 مترًا، وهو قادر على تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه، ما يجعله أكبر سد كهرومائي في إفريقيا؛ هذا السد يمكنه إنتاج أكثر من 5 آلاف ميغاوات من الكهرباء عند تشغيله بكامل طاقته، وهو ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، وتبلغ تكلفة المشروع 4.2 مليارات دولار، ويقع في شمال غرب البلاد على بعد 30 كيلومترًا من الحدود مع السودان، ويستخدم في توليد الكهرباء منذ فبراير 2022، ما يغيّر خارطة الطاقة في المنطقة ويمنح إثيوبيا مكانة جديدة في توليد الطاقة النظيفة.

رسائل إثيوبيا عند إعلان إثيوبيا اكتمال بناء سد النهضة وتفاعل مصر والسودان

عندما أعلن رئيس الوزراء آبيي أحمد النجاح في إنجاز السد، وجه رسالة واضحة لمصر والسودان قائلاً إن السد ليس تهديدًا بل فرصة مشتركة، ودعا إلى التعاون بين دول حوض النيل وتوحيد الجهود للاستفادة من المشروع، في الوقت نفسه يتلقى المشروع اعتراضات وتحفظات من مصر والسودان اللتين تخشىان على حصتيهما من مياه النيل، وطالب مسؤولو الدولتين إثيوبيا بوقف ملء السد إلى حين التوصل إلى اتفاق ثلاثي ينظم تشغيله، ويجدر بالمراقبين متابعة تطورات العلاقات بين هذه الدول الثلاث التي تجمعها مياه واحدة لكن مصالحها مختلفة.

الدبلوماسية المستقبلية بعد إثيوبيا إعلان اكتمال بناء سد النهضة وآفاق التعاون

مع اقتراب تدشين السد المقرر في سبتمبر، ترى إثيوبيا أن السد يمثل محطة تاريخية ينبغي الاحتفال بها جميعًا، وأعلنت دعوة رسمية لكل الشعوب والحكومات المعنية لحضور هذا الحدث، وتعول إثيوبيا على بناء علاقات إيجابية مع مصر والسودان رغم الخلافات، ويعتبر نجاح تشغيل سد النهضة خطوة كبيرة نحو تحقيق الأمن المائي والطاقة في المنطقة كلها، لكنه يتطلب توافقًا بشأن آليات ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق المياه وتقليل المخاطر، وفي هذا السياق يمكن تلخيص الشروط اللازمة للاتفاق المشترك كالآتي:

• احترام حقوق جميع دول حوض النيل في الاستخدام العادل للمياه
• وضع جدول زمني للملء والتشغيل مرن يتكيف مع الظروف المناخية
• إنشاء آلية مراقبة شفافة وتنفيذية لطريقة تشغيل السد
• خلق منصات للحوار الفني والسياسي المستمر بين الدول الثلاث
• التركيز على الدراسات المشتركة لتقييم الأثر المائي والبيئي

في ظل إعلان إثيوبيا اكتمال بناء سد النهضة تتصارع الرؤية بين التهديد والفرصة في نهر النيل، فبين التوترات السياسية والاقتصادية، يتضح أن التوافق وتبادل المنافع هو الطريق الأضمن لتحقيق استقرار إقليمي طويل الأمد، حيث تعكس الخطوة الإثيوبية طموحًا في التنمية والطاقة النظيفة يمكن أن يخدم الجميع إذا ما أُحسن استغلاله.