التعليم العالي والبحث العلمي.. استراتيجية الابتكار ودعم القيادة لتعزيز مكانة الجامعات المصرية عالميًا

تتجه أنظار موقع المواطن نيوز اليوم، الأحد الموافق 20 يوليو 2025، نحو جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، والتي تواصل سعيها الدؤوب لتعزيز الابتكار والارتقاء بمكانة التعليم والبحث العلمي المصري على الصعيدين الإقليمي والدولي. يأتي ذلك في إطار حرص الوزارة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتماشيًا مع توجيهات القيادة السياسية الرامية إلى جعل مصر وجهة تعليمية رائدة في المنطقة.
جهود وزارة التعليم العالي لتعزيز الابتكار والارتقاء بالبحث العلمي
في خطوة تؤكد التزام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتطوير المنظومة التعليمية والبحثية في مصر، عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعًا هامًا مع ممثلي مؤسسة “كلاريفيت” العالمية، وذلك بمبنى التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة. يأتي هذا الاجتماع في إطار تعزيز التعاون المشترك والاستفادة من الخبرات الدولية في دعم الابتكار والبحث العلمي.
منظومة متكاملة لدعم الابتكار
أكد الدكتور أيمن عاشور خلال الاجتماع أن وزارة التعليم العالي تمتلك منظومة متكاملة لدعم الابتكار، تشمل الجامعات والمراكز البحثية والمجالس المتخصصة. وأشار إلى إطلاق “السياسة الوطنية للابتكار المستدام” في فبراير 2025، والتي تعد إطارًا استراتيجيًا يهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام. وتندرج هذه السياسة ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في كافة المجالات.
مبادرة “تحالف وتنمية” ودعم القيادة السياسية
شدد الوزير على أن مبادرة “تحالف وتنمية” تحظى بدعم ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومتابعة مستمرة من القيادة السياسية. تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق طفرة تنموية في الأقاليم الجغرافية المختلفة بمصر، من خلال خلق تكامل للجهود بين عناصر التحالف الرئيسية، وهي “الجامعة، والصناعة، والدولة، ورأس المال، ورواد الأعمال”. وأوضح أن المبادرة تتميز بكونها الأولى من نوعها التي تعمل على مستوى الأقاليم الجغرافية السبعة في مصر، وتوحيد الموارد والإمكانيات لمواجهة التحديات التنموية والمجتمعية لكل إقليم.
تهدف المبادرة إلى تعظيم مخرجات البحث العلمي، لكونها عاملًا فاعلًا في تنفيذ برنامج عمل الحكومة المصرية 2024-2026. وتعتمد على تشكيل تحالفات لتحفيز الإبداع وريادة الأعمال، وتمويل المشروعات التي تدعم اقتصاد المعرفة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقد أسفرت المرحلة الأولى من المبادرة عن تقدم 104 تحالفات، بإجمالي 808 أعضاء، وشاركت فيها 553 جهة متنوعة. وشملت قطاعات عمل التحالفات مجالات حيوية مثل الأثاث، التعدين، البناء والتشييد، الملابس، السياحة، السيارات، تكنولوجيا المعلومات، الإلكترونيات، التعليم وبناء القدرات، الصحة، الزراعة، الطاقة، المياه، التغذية، الصيدلة والكيمياء، والبيئة.
اقرأ أيضًا: التعليم العالي: هذه الكليات لا تزال متاحة أمام طلاب الشعبة الأدبية 2025
التقدم في التصنيفات الدولية للجامعات المصرية
سلط الوزير الضوء على التقدم البارز للجامعات المصرية في ملف التصنيفات الدولية. يأتي هذا التقدم في إطار دعم واهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المتواصل بهذا الملف، بهدف الارتقاء بوضع المؤسسات التعليمية المصرية دوليًا. ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالعمل على جعل مصر قبلة تعليمية في المنطقة العربية والشرق الأوسط والقارة الإفريقية.
كما أكد الدكتور أيمن عاشور أن سياسة الوزارة تدعم فكر نشر برامج التخصصات البينية والعابرة للتخصصات، وذلك تفعيلًا لمبدأ هام في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي. وتأتي أهمية هذه التخصصات في مواجهة التحديات المعاصرة التي تتطلب التعاون بين التخصصات العلمية المختلفة للوصول إلى حلول مبتكرة يشارك فيها الخبراء ذوي الصلة بهذه التحديات.
اقرأ أيضًا:تنسيق الشهادات المعادلة 2025.. التعليم العالي يوضح خطوات التسجيل
دور مؤسسة “كلاريفيت” وبنك المعرفة المصري
قدم الدكتور حسام عثمان، نائب الوزير لشؤون الابتكار والبحث العلمي، عرضًا تقديميًا حول مبادرة “تحالف وتنمية” منذ إطلاقها، مستعرضًا مجالات التنمية التي تركز عليها المبادرة وأهدافها، وأهم المشروعات التي نجحت في تنفيذها بالتعاون بين الجامعات والصناعة والحكومة.
كما استعرض ممثلو مؤسسة “كلاريفيت” الخدمات التي تقدمها المؤسسة ودورها في تعزيز التميز البحثي ودعم النجاح المؤسسي. وتطرق العرض إلى تجاربهم العالمية الناجحة في تسخير البيانات لتعزيز الابتكار في المؤسسات الأكاديمية والحكومية، وتحسين مخرجات البحث العلمي، وربطها باحتياجات التنمية الوطنية.
وتضمن الاجتماع استعراض إطلاق “بنك المعرفة المصري” وأكاديمية شباب الباحثين بالتعاون مع مؤسسة “كلاريفيت”. يهدف هذا التعاون إلى دمج أفضل الممارسات الدولية مع أولويات التنمية الوطنية المصرية، والاستفادة من خبرات كلاريفيت في قواعد بيانات الاستشهادات وتقييم البحوث والنشر الأكاديمي، مع التركيز على الكتابة العلمية وتعزيز ظهور الباحثين.
وأكد الاجتماع على دور بنك المعرفة المصري في الارتقاء بتصنيف الجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية دوليًا، من خلال توفير كم هائل من المصادر العلمية اللازمة للباحثين والعلماء المصريين وصناع القرار. وذلك بهدف تعزيز البحث العلمي في مصر، وتمكين المؤسسات البحثية لتصبح معروفة عالميًا كمرجع للبحث العلمي، تماشيًا مع تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.