اقتصاد

مصر والسعودية: شراكة استراتيجية صامدة أمام التحديات والشائعات.. محور استقرار المنطقة

يُسلط موقع المواطن نيوز اليوم، الأحد الموافق 20 يوليو 2025، الضوء على عمق ومتانة العلاقات المحورية والاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية. هذه العلاقات التي تتجاوز مجرد التنسيق الدبلوماسي لتشكل عنصر توازن واستقرار حاسم في المنطقة، وتتصدى بوعي مشترك لكافة محاولات التشكيك وإثارة الفتن عبر منصات التواصل الاجتماعي واللجان المأجورة.

علاقات محورية واستراتيجية: صمام أمان للمنطقة

كل من يعرف السياسة الإقليمية والخارجية، يدرك تمامًا أن العلاقات «المصرية – السعودية» محورية واستراتيجية. ويتُرجم هذا بوضوح في الاتصالات المستمرة والتنسيق الدائم واللقاءات المتواصلة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. كما تؤكد البيانات التي تصدر بالتوافق بين وزراء الخارجية العرب، أو التوافق في القمم والبيانات العربية المشتركة، على عمق هذا التنسيق والتوافق على الصعيدين الإقليمي والعربي. هذه الشراكة ليست مجرد تحالف عابر، بل هي بنيان راسخ يواجه كافة التحديات.

تُشكل «مصر والسعودية» عنصر توازن واستقرار في المنطقة، وتجمع بين شعبيهما علاقات إنسانية واجتماعية وتوافق اجتماعي عميق. إن العلاقات بين البلدين أقوى من أي محاولات أو شائعات تستهدف إثارة الفتن أو النعرات أو إشعال صراعات على مواقع التواصل الاجتماعي غير الحقيقية. هذه المحاولات غالبًا ما يقوم بها أفراد أو مجموعات من “المرضى” أو “أصحاب الأهداف واللجان” الذين “يقبضون ثمن ما يفعلونه”، ويسعون لزعزعة هذا الاستقرار المتجذر.

الشائعات واللجان الإلكترونية: محاولات يائسة

تؤكد البيانات المشتركة «المصرية – السعودية» أن أغلب ما يثار حول علاقات البلدين – بشكل سلبي – غير صحيح بالمرة. وأن علاقات البلدين – الرسمية والشعبية – تنفي كل هذا “الهبد” وتلك الشائعات. إن هذه المحاولات تنطلق من منصات ولجان اعتادت استهداف العلاقات، ومحاولة بث فتن رهانًا على إثارة خلافات ونعرات غير موجودة في الأساس.

وبالتالي، فقد جاءت زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لمدينة العلمين، ولقاؤه الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، في توقيت مهم. هذه الزيارة تؤكد ما هو معروف من استمرارية وعمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث إن مصر والسعودية تمثلان عنصر توازن واستقرار رئيسي في المنطقة. لم تنقطع الاتصالات والتنسيق بين البلدين على كل المستويات، سواء في إطار جامعة الدول العربية، أو من خلال المواقف المشتركة تجاه قضايا المنطقة الملتهبة مثل العدوان على غزة، والأوضاع في ليبيا، والسودان وسوريا.

اقرأ أيضًا:“منتدى مصر للتعدين” يشهد إشادات نيابية: البنية التحتية والتشريعية تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في الثروة المعدنية

وعي القيادتين والشعبين يتجاوز المحاولات المغرضة

العلاقات «المصرية – السعودية» تاريخية واستراتيجية، وهي أقوى بكثير من المحاولات التي تبذلها «لجان إلكترونية» وأطراف لا تنتمي لمصر أو السعودية لإشعال فتنة بين الشعبين. الواقع أن الأسابيع الماضية شهدت منشورات تتهجم على المملكة وشعبها، وفي نفس الوقت، حسابات تتهجم على مصر وأهلها. هذه الحسابات – حتى لو كانت تحمل أسماء سعودية أو مصرية – هي مجرد لجان لا تنتمي للبلدين، وأغلبها من نفس الجهات التابعة لمنصات اعتادت استهداف كل بلد على حدة، وأيضًا علاقات البلدين. بجانب بعض الحسابات لمراهقين وتافهين يبحثون عن «لايك» أو يخاطبون عنصرية هنا أو هناك، دون أدنى إدراك لخطورة ما يفعلونه.

هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يتم فيها استهداف البلدين وعلاقاتهما. بينما الواقع أن وعي القيادتين والشعبين في مصر والسعودية يتجاوز هذه المحاولات البائسة. فالمصريون في المملكة، والسعوديون في مصر، يشعرون بأنهم في وطنهم، وهو ما يُترجم في حجم الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي المتبادل بين البلدين. هناك شركات سعودية تعمل بمصر في قطاعات حيوية، وكذلك شركات مصرية بالسعودية، مما يعكس حجم الشراكة والتكامل بين البلدين، ويؤكد أن العلاقات أكبر من أن تؤثر فيها محاولات يائسة، فكلا البلدين أكبر منها وأرسخ.

اقرأ أيضًا: شراكة استراتيجية: مصر والسعودية جناحا الأمة ومحور الاستقرار الإقليمي

توافق سياسي واقتصادي يعزز الاستقرار

وبالتالي، فإن البيانات الرسمية التي صدرت عقب اللقاء بين وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، أتت معبرة عن العلاقات الفعلية، بجانب الرد القاطع على هذه المحاولات، ولتأكيد التوافق الكبير بين القاهرة والرياض في مختلف الملفات السياسية والاستراتيجية. هذا التوافق يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة بأكملها. هناك توافق مصري سعودي في ملفات عديدة، أبرزها القضية الفلسطينية، حيث يعمل البلدان بالتنسيق الكامل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى جانب ملفات ليبيا والسودان وإدانة العدوان الإسرائيلي على سوريا، ضمن تحرك عربي موحّد تقوده مصر والسعودية.

الشاهد أن هناك توافقًا مصريًا سعوديًا تجاه القضايا والتحديات الإقليمية والدولية. وأن تنوع الآراء أمر طبيعي في سياسات الدول، مع الاتفاق التام تجاه التحديات ونسف أي شائعات أو محاولات لإثارة الفتن والعلاقات بين البلدين المحوريين في المنطقة.

ياسمين حسن

صحفية محترفة تكتب بموضوعية واحترافية في مختلف المجالات الإخبارية. تعمل على تغطية الأحداث العاجلة، وتقديم التحقيقات والتقارير المتعمقة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. تتميز بأسلوبها التحليلي الذي يثري القارئ بالمعلومة الدقيقة، مع التزام كامل بالمصداقية والحياد. تهدف دائمًا إلى إيصال الحقيقة بوضوح لتكون مرجعًا موثوقًا في عالم الصحافة والإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى