كيف تحققت طروحات الشرق الأوسط أرقاماً قياسية رغم تباطؤ السوق؟

سجّلت الطروحات العامة الأولية (IPOs) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعلى مستوى لها خلال النصف الأول من العام الجاري منذ عام 2008، وذلك رغم التراجع الحاد في إصدارات الأسهم والعوائد المصرفية، نتيجة توقف عروض الأسهم الإضافية.
25 شركة تدرج أسهمها بقيمة 4.5 مليار دولار خلال 6 أشهر
وفقًا لمراجعة “مجموعة بورصة لندن” للاستثمار المصرفي العالمي للنصف الأول من عام 2025، تم طرح أسهم 25 شركة للاكتتاب العام خلال الأشهر الستة الأولى من العام، بارتفاع يصل إلى 25% مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ إجمالي المبلغ المجمع 4.5 مليار دولار.
وعلى الجانب الآخر، شهدت إصدارات سوق رأس المال بالأسهم “ECM” في المنطقة تراجعًا بنسبة 57% إلى 7.6 مليار دولار، مع انخفاض عدد الصفقات بنسبة 6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
عوامل التباطؤ
وأرجعت رايتشل زيمبا، مؤسسة شركة “زيمبا إنسايتس” للتحليل الاقتصادي، هذا التباطؤ إلى عدة عوامل بارزة منها تراجع أسعار النفط وارتفاع أسعار الفائدة العالمية، مما أدى إلى انخفاض السيولة المحلية والقدرة على استيعاب صفقات كبيرة.
وفي ظل هذا التراجع، ذكر حسنين مالك من شركة “تليمر” للبيانات التحليلية أن الصراعات الإقليمية والضغوط الجمركية أثرت أيضًا على تأجيل بعض الطروحات، لكنه أكد على أن شهية المستثمرين ما زالت قوية.
تذبذب يضغط على السوق
وواجهت معنويات المستثمرين تحديات من عدم اليقين التجاري وضعف أداء بعض الأسماء الكبيرة في السوق. ومع ذلك، لا تزال شهية المستثمرين مستمرة في الاستثمار بالقطاع المصرفي والعقارات التقليدية.
وفي ظل هذه الأوضاع، يتوقع الخبراء استمرار الاتجاه نحو الطروحات الصغيرة من قبل شركات القطاع الخاص، مما يشكل علامة إيجابية على الصعيد الاقتصادي.
الخاتمة
بهذه التطورات، تبقى السوق متقلبة وتحت ضغط العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية. تتطلع البنوك الاستثمارية لتعزيز صفقاتها في منطقة الخليج رغم الصعوبات التي تواجهها، وذلك من خلال تقديم عروض تنافسية وملائمة للمستثمرين المحليين والعالميين.