عاجل: إلغاء مؤتمر أوائل الثانوية الأزهرية ومكالمات شيخ الأزهر لتهنئة المتفوقين..

في خطوة تعبّر عن مواقف الأزهر الشريف الراسخة تجاه القضايا الإنسانية والقومية، أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن تعليق جميع المكالمات الهاتفية التي اعتاد إجراءها سنويًا لتهنئة أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية، بالإضافة إلى إلغاء المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025، مكتفيًا باعتماد النتيجة رسميًا ونشرها عبر الوسائل المعتادة، دون مظاهر احتفالية.
يأتي هذا القرار المؤثر في سياق المأساة الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها قطاع غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من ظروف صعبة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، وتفاقم المجاعة، وانقطاع الموارد الأساسية، في ظل صمت عالمي مقلق. ويعبّر الأزهر الشريف من خلال هذه الخطوة الرمزية عن تضامنه العميق مع الأشقاء في غزة، ورفضه لأي شكل من أشكال التطبيع مع الواقع المؤلم الذي يعيشه المدنيون هناك.
موقف الأزهر من العدوان على غزة
أكد بيان صادر عن مشيخة الأزهر أن هذا القرار ينبع من مشاعر الحزن والأسى التي تخيم على الأمة الإسلامية والعربية، نتيجة الجرائم المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتي وصفها الأزهر بأنها “إبادة ممنهجة”، تقف في مواجهة كل المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي يُفترض أن يتحلى بها العالم.
وشدد البيان على أن اللحظة الراهنة لا تحتمل مظاهر الفرح والاحتفال، بل تتطلب وقفة تضامنية حقيقية، تعبّر عن الألم الجماعي تجاه ما يحدث، وتسلّط الضوء على المأساة الإنسانية التي يمر بها إخوتنا في غزة، مؤكدًا أن “إعلاء صوت التضامن والمواساة أولى من أي احتفال”.
فلسطين في صدارة أولويات الأزهر
أعاد الأزهر الشريف في بيانه التأكيد على أن قضية فلسطين كانت ولا تزال في صدارة اهتماماته، وأن دعم الشعب الفلسطيني هو موقف مبدئي غير قابل للتراجع أو المساومة، داعيًا العالم الإسلامي والعربي، وجميع شعوب الأرض، إلى التكاتف لوقف هذه المأساة.
كما دعا الأزهر المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والعمل الجاد والفوري لوقف العدوان، وتأمين المساعدات الإنسانية، وضمان احترام القانون الدولي، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه في الحياة الكريمة والحرية واستعادة أرضه ومقدراته.
ردود فعل إيجابية
وقد لاقت هذه الخطوة احترامًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها كثيرون رسالة إنسانية قوية تؤكد أن الأزهر ليس فقط منارة علمية ودينية، بل هو أيضًا مؤسسة تحمل هموم الأمة، وتتفاعل مع قضاياها بعمق ومسؤولية.
ختام
تُعد هذه اللفتة من فضيلة الإمام الأكبر نموذجًا يُحتذى به في التضامن مع المظلومين، وتأكيدًا على أن التعليم والدين يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب مع المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية. فبينما يحتفي العالم بنتائج الامتحانات، اختار الأزهر الشريف أن يعبّر عن فرحه بهدوء، ويُكرّم طلابه بصمت، احترامًا لدماء الأبرياء في غزة.