تعزيز القدرات التكريرية في مصر: مذكرة تفاهم بين “الإسكندرية للبترول” و”القاهرة للتكرير” تدفع التكامل الصناعي

في خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة قطاع البترول المصري، وقعت شركتا الإسكندرية والقاهرة لتكرير البترول مذكرة تفاهم تهدف إلى تحسين معدلات الأداء والتشغيل الفني للغلايات وزيادة قدرات تكرير البترول في شركة الإسكندرية. هذا التعاون يمثل نموذجًا للتكامل الصناعي ضمن أهداف وزارة البترول والثروة المعدنية، ويُبشر بمستقبل واعد لتعظيم القيمة المضافة من الصناعات البترولية المحلية. يستعرض المواطن نيوز تفاصيل هذه المذكرة وأبعادها الاقتصادية الهامة.

رؤية التكامل لزيادة قدرات التكرير

عقب توقيع المذكرة، صرحت المهندسة ريهام علفة، رئيس شركة الإسكندرية للبترول، بأن هذا التعاون يأتي في إطار سياسات التكامل التي تتبعها القطاعات ذات الأهداف المشتركة، ومنها مصافي التكرير. وأكدت علفة التزام الشركتين بالعمل وفق الأهداف الاستراتيجية لوزارة البترول والثروة المعدنية، مشيرة إلى أن هذه المذكرة تهدف إلى استثمار القدرات والخبرات الهائلة في التصنيع المحلي المتوفرة لدى شركة القاهرة لتكرير البترول.

من جانبه، أشار المهندس يوسف عباس، رئيس شركة القاهرة لتكرير البترول، إلى أن تعظيم القيمة المضافة لنشاط التصنيع المحلي والصيانة المتخصصة لمعدات مصافي التكرير يُعد جزءًا رئيسيًا من سياسات العمل. وأكد عباس أن ذلك يأتي في ظل النجاحات المتحققة والخبرات المتراكمة لهذا النشاط في شركته. ولفت إلى أن هذا التعاون هو استمرار للشراكة الممتدة بين الجانبين في عدد من المشروعات التي تُنفذ وفق المتطلبات التشغيلية والمواصفات القياسية والجداول الزمنية المحددة، مما يضمن كفاءة التنفيذ والالتزام بالجودة.

عقب التوقيع، عقد رئيسا الشركتين لقاءً ضم المساعدين، بحثا خلاله سبل استثمار هذه الشراكة المثمرة لفتح آفاق أكبر للتعاون وتنفيذ مشروعات مشتركة تسهم في تعزيز كفاءة البنية الأساسية وأداء الجانبين. هذا اللقاء يعكس التزام القيادات بتفعيل بنود المذكرة وتحويلها إلى واقع ملموس يعود بالنفع على القطاع ككل.

اقرأ أيضًا:ريادة الفراولة المصرية عالميًا: 7 شروط حاسمة لزيادة الإنتاج في مواجهة التغيرات المناخية

اقرأ أيضًا: الذهب في مصر اليوم: استقرار نسبي وترقب للمستقبل الاقتصادي

نبذة عن الشركتين: خبرة وتخصص في قطاع البترول

تُعد كل من شركة الإسكندرية للبترول وشركة القاهرة لتكرير البترول ركيزتين أساسيتين في قطاع البترول المصري:

شركة الإسكندرية للبترول: تأسست هذه الشركة العريقة عام 1954، برأس مال قدره نصف مليون جنيه مصري في بدايتها، ووصل إلى 995 مليون جنيه مصري في عام 2004. تُعد من الشركات الرائدة في مجال تكرير البترول في مصر، وتساهم بفاعلية في تلبية احتياجات السوق المحلي من المشتقات البترولية.

شركة القاهرة لتكرير البترول: تأسست شركة القاهرة عام 1982، وتتبع الهيئة المصرية العامة للبترول. تساهم الشركة بحوالي 25% من إجمالي طاقة التكرير في مصر، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في هذا القطاع الحيوي. وتشمل أهم أنشطة الشركة:

• تكرير البترول: النشاط الأساسي للشركة لإنتاج مختلف المشتقات.
• التصميمات الهندسية: الأساسية والتفصيلية للمشروعات البترولية والصناعية.
• التصنيع المحلي لمعدات التكرير: مثل الأبراج، المبدلات، الأفران، أوعية الضغط، والمستودعات، وذلك طبقًا للأكواد العالمية مثل ASME, API, ASIM, ANSI، مما يعزز الصناعة المحلية ويقلل الاعتماد على الاستيراد.
• تنفيذ المشروعات: بدءًا من الأعمال المدنية وحتى بدء تشغيل المشروع.
• التركيبات للوحدات الإنتاجية البترولية والمنشآت الصناعية: لصالح الشركة والشركات البترولية الشقيقة والشركات الصناعية الأخرى.
• تقديم الخدمات الفنية: للشركات البترولية والصناعية.
• أعمال التفتيش الهندسي: لضمان الجودة والسلامة.
• القيام بأعمال التحاليل الكيماوية: الخاصة بالخامات البترولية ومنتجاتها والمياه.
• تسويق المنتجات البترولية الخاصة: لتوزيع المنتجات على السوق المحلي.

تُشكل هذه المذكرة خطوة هامة نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية في مصر، من خلال استثمار الخبرات المحلية وزيادة كفاءة التشغيل، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ويوفر منتجات عالية الجودة للسوق المصري.