التعليم

توفير أقل تكاليف وفرص أكبر للطلاب الأتراك.. دبي تتحدى أوروبا في جذبهم

في ظل تشديد متزايد لشروط الحصول على تأشيرات في الدول الأوروبية وتصاعد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الهجرة الأميركية، بدأ الطلاب الأتراك الراغبون في استكمال تعليمهم في الخارج بالبحث عن خيارات جديدة خارج الوجهات الأكاديمية التقليدية.

200 ألف طالب تركي يتقدمون سنوياً بطلبات للدراسة خارج البلاد

في العام الماضي، ازدادت صعوبة الوصول إلى الجامعات الأوروبية أمام الطلاب الأتراك، رغم قبول أكثر من 50 ألف طالب تركي في مؤسسات التعليم العالي بدول الاتحاد الأوروبي. لكن هذا العدد لا يمثل سوى أقل من نصف المؤهلين فعلياً، بحسب اتحاد مستشاري التعليم في الخارج (YEDAB). ويعود ذلك إلى تعقيدات متزايدة في الحصول على تأشيرات “شنغن”، ما حال دون تمكن آلاف الطلاب من استكمال إجراءات الالتحاق.

تضيق الطريق نحو الجامعات الأوروبية

وتشير تقديرات الاتحاد إلى أن من أبرز أسباب هذا التراجع تشديد شروط التأشيرات إلى جانب بطء الإجراءات. في ألمانيا وحدها، ينتظر أكثر من 17 ألف طالب تركي الحصول على تأشيرة دراسية.

الدراسة خارج تركيا

يأتي هذا التضييق في وقت يشهد فيه التعليم في الخارج طلباً متزايداً بين الشباب التركي، إذ يُقدّر الاتحاد أن ما يقرب من 200 ألف طالب تركي يتقدمون سنوياً بطلبات للدراسة خارج البلاد.

وقال الصحفي والخبير في شؤون التعليم، عباس غوجلو: «هناك ثلاثة ملايين طالب تركي يتنافسون سنوياً للالتحاق بالجامعات المحلية، ولا توجد سوى جامعات نخبة قليلة تجذب اهتمامهم».

ومع تضاؤل فرص الوصول إلى الأسواق التعليمية التقليدية، يتجه الطلاب إلى وجهات بديلة. وأشارت فوليا ياليزان، مؤسسة مركز «تست إديوكيشن» (Test Education) الاستشاري في إسطنبول، إلى أن دولاً خارج منطقة شنغن، مثل: أيرلندا ومالطا وأستراليا ودول الخليج العربي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الطلاب الأتراك.

دبي وجهة صاعدة

وسلطت ياليزان الضوء على دبي كوجهة صاعدة بسرعة، خصوصاً للطلاب الراغبين في دراسة اللغة أو التعليم العالي. وقالت: «معدلات قبول التأشيرات المرتفعة للمواطنين الأتراك، إلى جانب الرسوم الدراسية التنافسية في دبي، تمنح الطلاب شعوراً بالأمان»، مضيفةً أن نحو 5% من الطلاب الأتراك الذين يدرسون في الخارج يختارون دبي حالياً.

تكاليف مرتفعة

ووفقاً لبيانات «هيئة الإحصاء التركية» (Turkstat)، ارتفعت تكلفة التعليم، بما في ذلك الرسوم الدراسية والكتب والمواد، بنسبة 73% خلال عام حتى نهاية يونيو، وهي نسبة تفوق الضعف مقارنة بالتضخم السنوي العام الذي بلغ 35%.

على مدى العقد الماضي، قفزت الرسوم الجامعية في تركيا بنسبة تراكمية بلغت 1,316%، متجاوزة نسبة الزيادة في مؤشر الأسعار العام البالغة 1,043%. وأصبحت رسوم الجامعات الخاصة تتجاوز 27 ألف دولار سنوياً، وهو ما يضاهي أو يتجاوز الرسوم المفروضة في العديد من الدول الأوروبية.

مجموعة من الاستطلاعات تظهر أن ما بين 56 و63% من الأتراك الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً سيغادرون البلاد إذا أُتيحت لهم الفرصة.

هذا التوجه المتنامي نحو التعليم في الخارج يثير مخاوف من هجرة العقول، مع سعي أكثر الطلاب طموحاً وكفاءة إلى فرص أفضل خارج تركيا. في المقابل، يرى مقدمو خدمات التعليم الأجنبي.

احمد الحسيني

"صحفي مهني يتميز بالدقة والحياد في نقل الأخبار وتحليل الأحداث. يمتلك خبرة واسعة في تغطية القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويحرص دائمًا على تقديم محتوى موثوق يثري القارئ بالمعلومة الصحيحة. يهتم بتقديم التقارير الاستقصائية والمقالات التحليلية التي تبرز أبعاد القضايا المختلفة، مع الالتزام بأعلى معايير المصداقية والمهنية في العمل الصحفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى