اقتصاد

الفضة تتألق: الأسعار تقفز لأعلى مستوى منذ 2011 وسط شح المعروض وارتفاع الطلب

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2011. يأتي هذا الصعود القوي مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها مؤشرات على شح المعروض في سوق لندن، وارتفاع العلاوات السعرية في الولايات المتحدة. هذا التطور يُسلط الضوء على تزايد الاهتمام بالمعادن الثمينة، خاصة الفضة، كأصل استثماري وملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية. يُقدم لكم موقع المواطن نيوز تفاصيل هذا الارتفاع، وأبعاده على السوق العالمية، والعوامل التي تُسهم في دفع سعر الفضة نحو مستويات قياسية.

الفضة تتخطى حاجز 37 دولارًا: أعلى مستوى في 14 عامًا

خلال تعاملات يوم الجمعة، ارتفع السعر الفوري للفضة بنسبة 1.4%، ليصل إلى 37.557 دولارًا للأوقية. وقد لامس السعر أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2011، مسجلاً 37.59 دولارًا. يُعد هذا الارتفاع مؤشرًا قويًا على زخم السوق وشهية المستثمرين المتزايدة للفضة.

بالتوازي مع ذلك، زادت العقود الآجلة للفضة تسليم سبتمبر بنسبة 2.9%، لتصل إلى 38.365 دولارًا للأوقية. وتتجه هذه العقود لتسجيل مكاسب أسبوعية بنسبة 3.5%، مما يُعزز من النظرة الإيجابية للمستقبل القريب للفضة في الأسواق.

فجوة نادرة: أسباب الارتفاع في السعر الفوري والعقود الآجلة

تُعد هذه الفجوة الواسعة بين السعر الفوري والعقود الآجلة نادرة الحدوث في أسواق السلع. وقد بدأت هذه الظاهرة في الظهور بشكل واضح هذا العام، وتعود أسبابها الرئيسية إلى:

  • احتمالات فرض رسوم جمركية أمريكية على واردات الفضة: دفعت هذه الاحتمالات أسعار العقود الآجلة للصعود بشكل كبير، حيث يتوقع المستثمرون زيادة في تكاليف الحصول على الفضة في المستقبل.
  • تحفيز المستثمرين على نقل المعدن إلى مستودعات “كومكس” في نيويورك: مع ارتفاع أسعار العقود الآجلة، أصبح من المربح للمستثمرين نقل الفضة المادية من أسواق أخرى إلى مستودعات “كومكس” لتلبية الطلب المستقبلي، مما يُسهم في شح المعروض في أماكن أخرى مثل سوق لندن.
  • شح المعروض في سوق لندن: تُشير التقارير إلى نقص في المعروض المتاح للفضة في سوق لندن، وهو ما يُغذي بدوره ارتفاع الأسعار الفورية.

يُظهر هذا التفاعل بين العوامل الجمركية، والتدفقات المادية، وديناميكيات العرض والطلب في الأسواق الرئيسية، كيف يمكن للفضة أن تتأثر بعوامل جيوسياسية واقتصادية معقدة.

توقعات مستقبلية: الفضة كأصل استثماري

تُعتبر الفضة تقليديًا ملاذًا آمنًا ومخزنًا للقيمة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتضخم. مع استمرار التوترات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية العالمية، قد يُواصل المستثمرون اللجوء إلى المعادن الثمينة مثل الفضة للحفاظ على ثرواتهم أو تحقيق مكاسب.

كما أن الطلب الصناعي على الفضة، خاصة في قطاعات مثل الطاقة الشمسية والإلكترونيات، يُشكل عاملًا داعمًا لسعرها على المدى الطويل. مع التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، من المرجح أن يزداد الطلب على الفضة كسلعة صناعية أساسية.

هذه العوامل مجتمعة تُشير إلى أن الفضة قد تُحافظ على زخمها الصعودي، وتُقدم فرصًا للمستثمرين الباحثين عن أصول تُحقق عوائد جيدة في بيئة سوقية متقلبة.

محمد إسماعيل

صحفي مصري خريج كلية إعلام امتلك خبرة في كتابة الاخبار في العديد من المواقع الشهيرة. ومهتم بالتعرف على مستجدات الأخبار في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى