حصريًا اكتشاف مدينة مصرية مفقودة يعود عمرها إلى 2500 عام وسط الرمال

قبل آلاف السنين، كانت هناك مدينة مصرية مفقودة تحمل اسم "إيميت"، حيث عاش سكانها وازدهروا في قلب دلتا النيل، على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب تانيس. يعود تاريخ هذه المدينة التي تم اكتشافها حديثًا إلى أكثر من 2500 عام، وكانت مركزًا دينيًا واقتصاديًا مهمًا خلال العصر المتأخر، وهو الفصل الأخير من تاريخ مصر القديمة قبل قدوم الإسكندر الأكبر.

تعرف على اكتشاف مدينة مصرية مفقودة عمرها 2500 عام

اكتشاف مدينة مصرية مفقودة عمرها 2500 عام كشف عن الكثير من الأسرار التي تحيط بحياة المصريين في تلك الحقبة، هذه المدينة لم تكن مكانًا عاديًا، بل كانت تمثل قلب النشاطات الدينية والتجارية في المنطقة، إذ أظهرت الحفريات وجود مخازن حبوب وحظائر حيوانات مهيأة لاستقبال الإنتاج الزراعي والماشية. إلى جانب ذلك، برزت المباني الشعائرية المكرّسة لعبادة الإلهة "واجيت"، التي تمثل رمزًا مقدسًا في ثقافة دلتا النيل، خاصةً مع شكلها الكوبري المرعب والمحترم في الوقت ذاته.

معمار المدينة المفقودة بين الأصالة والتميز

الهندسة المعمارية في اكتشاف مدينة مصرية مفقودة عمرها 2500 عام مثيرة للغاية، حيث عثر العلماء على ما يسمى بالمنازل البرجية المتعددة الطوابق، وهو نمط متفرد لم يظهر في مصر القديمة كثيرًا سوى في دلتا النيل بين العصر المتأخر والعصر الروماني. هذه المنازل شاهدة على تعقيد التنظيم العمراني والتطور الحضري الذي شهدته إيميت، حيث كانت كاملة البنية وأعداد السكان، مما يدل على أهمية المدينة ودورها الحيوي في تلك الفترة.

  • أتاحت التقنية الحديثة للعلماء استخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات الاستشعار عن بُعد لتحديد مواقع المباني الهندسية الطينية المدفونة مما سهل العمل الميداني.
  • ساعد هذا النهج في رسم حدود المدينة بدقة عالية، وتحديد المواقع المناسبة للحفريات التي أظهرت المخزون المعماري والتراثي الذي بقي طي النسيان لقرون.

إيميت المدينة المأهولة التي تحولت إلى لغز تاريخي

حسب تصريحات الدكتور نيكي نيلسن، مدير الحفريات من جامعة مانشستر، فإن اكتشاف مدينة مصرية مفقودة عمرها 2500 عام أمر بالغ الأهمية لفهم التحولات السكانية والاقتصادية التي حدثت منذ الأسرة الثامنة عشرة، أي حوالي عام 1550 قبل الميلاد. لقد بقيت إيميت مأهولة وأصبحت مدينة مزدهرة خلال العصر المتأخر، مما يؤكد أن دلتا النيل كانت حاضنة لعدد كبير من المستوطنات ذات البنى التحتية المعقدة وليس مجرد أراضٍ زراعية كما كان يعتقد.

في الجدول التالي مقارنة بسيطة بين أدوار المباني المكتشفة التي تعكس طبيعة حياة السكان:

نوع البناءوظيفتهدلالة تاريخية
مخازن الحبوبتخزين الإنتاج الزراعيتشير إلى نشاط اقتصادي مزدهر
مبانٍ عبادة واجيتممارسة الطقوس الدينيةتكشف عن أهمية الروحانية في المجتمع
المنازل البرجيةسكن متعدد الطوابقندرة في الهندسة المعمارية آنذاك

من خلال هذا الاكتشاف الحديث تستطيع أن تتخيل كيف كانت الحياة اليومية تتشكل في مدن مصرية قديمة لم يكن لها أثر معروف من قبل، والطريقة التي اعتمد عليها الباحثون تظهر كيف أن التكنولوجيا الحديثة تفتح لنا آفاقًا جديدة لفهم تاريخنا. للمزيد حول التاريخ المصري القديم وأنماط الحياة المختلفة يمكنكم زيارة مقالنا في الحضارة المصرية عبر العصور

تثير هذه الاكتشافات فضولنا وتجعلنا نتساءل عن كم الأسرار التي ما زالت مدفونة في قلب أرض النيل، وعلى يقين بأن كل دفينة تحمل قصصًا تستحق أن تُروى، فقط ينتظر من يكتشفها بعيون شغوفة وعقول فضولية.